فهد بن جليد
بعيداً عن قبول ورفض إقامة (الحفلات الغنائية) محلياً، لنناقش الأمر من الناحية الاقتصادية ونعرف هل هو مُجدٍ للجمهور؟ خصوصاً أن المؤيدين لإقامة الحفلات الغنائية وعروض السينما، دائماً ما يتحدثون عن - هدر أموال السعوديين في الخارج - وأن إقامتها داخلياً سيُحافظ على أموال السعوديين للسعوديين، بدل أن نخسرها خارجياً، لنضرب مثالاً بحفلة محمد عبده المُقبلة في الرياض؟!.
الجمهور تفاجأ بأن سعر التذاكر التي نفدت للدرجة الأولى هو 2500 ريال، وهو ما يوازي السعر المطروح (لذات الدرجة + تذكرة طيران + إقامة في فندق) بأبوظبي التي سيُّحيي فيها فنان العرب حفلة أخرى بعد 5 أيام من حفلته بالرياض، فهل كلام محمد عبده وموسيقاها التي سيسمعها جمهور الرياض (أغلى) مما سيسمعه الجمهور بأبو ظبي؟!.
هذه المُفارقة العجيبة بين (قيمة) تذكرتي الحفلتين تطرح أكثر من علامة استفهام وهل فعلاً إقامة الحفلات الغنائية أو عروض السينما (داخلياً) مُفيدة اقتصادياً للجمهور؟ الذي لا يجب أن يقع فريسة طمع وجشع المُنظمين في (الفصل الأول) من مشهد الترفيه المحلي؟!.
حتى يقبل الناس (المتفقون معك) قبل المُختلفين، أن ما تقدمه بالفعل سيخدم الجمهور السعودي مادياً، بدل أن يسافر ويتغرب بحثاً عن صالة سينما أو قاعة يُغني فيها فنان سعودي، عليك أن تكون منطقياً ومُقنعاً، وأن لا يشعر الجمهور أن هذا النوع من الترفيه يستهدف (الأثرياء والطبقات المخملية) ولا يعني المُهاجرين بحثاً عن الترفيه.
هل نحن في غنى عن كل هذه المُناكفات والصراعات في شبكات التواصل الاجتماعي، حول قبول ورفض (الحفلات الغنائية) على الأقل من الناحية الاقتصادية (بعيداً عن الأسباب الأخرى) وهو ما ينطبق على السينما لاحقاً؟ إذا كان الجمهور السعودي سيدفع في النهاية جميع (تكاليف سفره) في صورة (تذكرة) يذهب ريعها لجيب مُنظِّم!.
وعلى دروب الخير نلتقي.