«الجزيرة» - أحمد المغلوث
في السنوات الأخيرة ومع انتشار الهواتف الذكية انتشرت في بيوتنا وحتى مكاتبنا في العمل عبارات: من أخذ شاحني. أو من شاف شاحني. وأحيان تسمع عبارة عندكم شاحن؟ وفي البيوت وعلى الرغم من وجود شواحن لكل صاحب هاتف من أبناء وبنات وحتى عاملات منزلية. لكن سبحان الله سرعان ما تختفي أو على الأقل تتناقص. كيف حدث ذلك ومن وراء اختفاء أو ضياع أو حتى حمل الشاحن الموجود في صالة المعيشة أو في مجلس الرجال وكذلك في مجلس النساء.. والشاحن بحجمه ولونه المميز الأبيض أو الأسود لا لون ثالث لهما اللهم ما تميز بلون مختلف حتى يتميز شاحن كل واحد من أفراد الأسرة. فالشاحن الذي الصقت به علامة ذهبية هو لسيدة البيت أو أم الأولاد، أما الذي يحمل العلامة الفضية فهو للوالد.. وهكذا توزعت العلامات بألوانها لكل فرد من أفراد العائلة الكريمة ومع هذا وعلى الرغم من هذا يختفي بعضها مثل اختفاء راتب الموظف المحدود الدخل آخر الشهر.. وفكرة العلامات هي من اقتراح سيدة البيت بحكم ما أنها هي الأخرى عانت منذ اقتنت هاتفها العادي ومرورًا بالهاتف أبو كاميرا ووصولاً بالهاتف الذكي، الذي ومع ارتفاع ثمنه ارتفع ثمن شاحنه خصوصًا الأصلي؟! وكم مرة وعلى سفرة الطعام نوقشت الأسباب والبواعث التي قد تكون وراء اختفاء صاحب السعادة المبجل «الشاحن» فوجوده مع الهاتف بات من الأهمية بمكان، والمشكلة أن الشركات المنتجة راحت تميز هواتفها بشواحنها عن غيرها من الهواتف والشواحن الأخرى فشاحن الجلاكسي لا يصلح للآيفون والعكس صحيح. وكأن الشركات المنتجة لهذه الهواتف تآمرت على جيوبنا وراحت كل فترة تغير تجهيزات هواتفها وما فيها من تطبيقات وحتى من قطع داخلية. الأمر الذي جعلنا كمستهلكين وأمرنا لله نخضع لإرادة هذه الشركات وما تفرضه علينا من إنتاج بين فترة وأخرى وفي سباق مارثوني.. لذلك عندما نفقد شواحن هواتفنا الذكية لسبب أو لآخر يقفز أمامنا لماذا لم تتوحد «الشواحن» وتكون مواصفاتها متشابهة حتى نوفر على المستهلك البحث عن شاحن آخر. لماذا لا تكون مقاساتها ومواصفاتها بحجم بعض كما في «إطارات» السيارات صحيح انها تختلف شكلاً وحتى جودة لكنها تناسب كل سيارة ومركبة. لماذا يا عالم لا تجبر الشركات المصنعة أن تكون مواصفاتها واحدة اللهم في مزاياها واختلاف نوعية تطبيقاتها وما تقدمه من خدمات لمقتني هاتفها الذكي.. حرام والله حرام ما نره اليوم من هدر مالي كبير سببته الموديلات المتكرة التي تطرح علينا وتجعلنا صاغرين ضعافًا أمام ما تحمله من مزايا جديدة.. وما زلت أذكر أحد المسافرين في القطار وهو يحمل في جيبه ثلاثة هواتف ذكية واحد لشركة مختلفة واثنين لشركة شهيرة فقال: لقد دفعت فيها مبالغ كبيرة وحرام أتركها من دون استخدام على الأقل أحللها..؟! إضافة من باب الاحتياط لو ضعفت بطارية الأول يكون الثاني احتياطيًا «استبنه» لأني أخجل أسأل عندكم شاحن.. ففي العمل وضعت شاحنًا في مكتبي وفص ملح وذاب. باقي أربطه بسلسلة حتى لا يطير. وأضاف وهو يمسد بيده على لحيته: لا تلومني يا استاذ نفس المشكلة نعاني منها في البيت فكم من شاحن اختفي بقدرة قادر.. وكم تسألنا جميعنا أنا وأم العيال وحتى الأبناء والبنات وين يروح الشاحن. فقاطعته. الحال من بعض يا أخي العزيز. فجميعنا نعاني من ضياع شواحن الهواتف.. وسوف نسمع دائمًا وأبدًا.. من أخذ شاحني؟ وما أحد شاف شاحني..؟! وسلامتكم!