كوالالمبور - واس:
رفع معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على تشريفه أمس حفل توقيع اتفاقية شراء شركة أرامكو السعودية لحصة 50 في المئة من مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات (رابد) مجمع بينغيرانغ المتكامل، مع شركة بتروناس الوطنية الماليزية.
وقال: «إن هذه الاتفاقية تأتي في إطار حرصه - أيَّده الله - على عقد وتنويع الشراكات الإستراتيجية بين أرامكو السعودية والشركات العالمية، وخصوصاً مع دول العالم الإسلامي، وضمن برنامج زيارته - حفظه الله - لمملكة ماليزيا، ومن ثم لعدد من دول آسيا، وهي إندونيسيا وبروناي واليابان والصين والمالديف التي ستشهد كذلك توقيع اتفاقيات في عدد من المجالات».
وأكَّد معاليه في مؤتمر صحفي مشترك عقده في العاصمة الماليزية كوالالمبور، مع الوزير لدى مكتب وزراء ماليزيا عبد الرحمن دحلان، عقب تشريف خادم الحرمين الشريفين، ودولة رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبد الرزاق، حفل توقيع الاتفاقية، أن شركة أرامكو السعودية بعد عمل مهني متأن متقن ومفاوضات طويلة استطاعت أن تصل اليوم إلى توقيع اتفاقية شراء حصة 50 في المئة من مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات (رابد) مجمع بينغيرانغ المتكامل، مع شركة بتروناس الوطنية الماليزية.
ووصف معاليه هذا الاتفاق بالمهم جداً وفي الاتجاه الصحيح لتوسيع أعمال شركة أرامكو السعودية في أسواق العالم خصوصاً الشرق الأقصى، عاداً الشراكة مع شركة بتروناس بالمثالية نظراً لما تمتلكه الشركتان من إمكانات وخبرات ضخمة ومتنامية في كل أسواق العالم.
وبيَّن أن مجمع التكرير هو مجمع متكامل للتكرير وسيكون له فوائد ربحية متعاظمة على المدى القصير والطويل، وسيعزز - إن شاء الله - من قيمة شركة أرامكو السعودية في كل أسواق العالم، وسيعطيها ميزة تنافسية مهمة باستهدافها لأسواق نامية ومهمة في جنوب شرق آسيا خصوصاً حيث هناك معدلات نمو عالية للسكان ومؤشرات النمو الاقتصادي تسير إلى الأعلى، وهي مؤشرات تدل على نجاح هذه الخطوة المهمة للشركة.
وأضاف المهندس الفالح أن شركة أرامكو السعودية تؤسس اليوم لمرحلة جديدة خصوصاً في أسواق شرق آسيا، وتؤمل من هذا المشروع الكبير أن يصلها بأسواق جديدة ذات قيمة عالية بالشراكة مع شركة متميزة لها باع طويل في هذا المجال، ألا وهي شركة بتروناس الماليزية، مؤكِّداً أن هذه الخطوة تأتي ضمن عدة خطوات مهمة لشركة أرامكو في جميع أنحاء العالم، وتأتي كذلك ضمن خطط الشركة المتوافقة مع رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، مبيناً أن أرامكو ستعمل على النمو في أسواق أخرى وعقد شراكات كبرى مع العديد من الدول والاقتصادات المؤثرة على مستوى العالم.
وأشار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى ان شركة أرامكو السعودية تستهدف كذلك أسواق الدول المستهلكة الكبرى للنفط مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول. وقال: إن قصة نجاح المملكة العربية السعودية في إدارة قطاع الطاقة بدأت قبل ثمانية عقود، ولا يزال أمامنا - بإذن الله - أكثر من ثمانية عقود من النمو المتزن الذي يعطي القيمة والمكاسب للمملكة خصوصاً، ولشعوب الدول الأخرى التي نمدها بالطاقة والمنتجات المتنوعة.
وشكر معالي المهندس الفالح الدور الكبير الذي اضطلعت به الحكومة الماليزية في نجاح هذه الاتفاقية وتقديمها كل التسهيلات لإبرامها وترحيبهم بشركة أرامكو كشريك مهم وحيوي.
من جانبه قال الوزير الماليزي عبد الرحمن دحلان: إن الشراكة في المشروع الحيوي مع شركة أرامكو السعودية شيء يدعو للفخر وذلك للقواسم المشركة بين البلدين، ولما تملكه الشركتان من إمكانات ضخمة للغاية في مجال التكرير.
وبين أن كل شركة من الشركات الوطنية (أرامكو) و(بتروناس) تسعى إلى عقد شراكات دولية تعزز فيها من موقعها لتصل إلى أسواق أخرى وإلى منتجات متنوعة تحقق تطلعات المستهلكين، وهو ما يتحقق من خلال هذه الشراكة المهمة، مفيدا بأن الشركتين ستستفيدان من تلك الشراكة.
وقد شكر رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر خلال المؤتمر الصحفي كل من عمل من الجانبين على إتمام هذه الاتفاقية ، مبيناً أن الشركة لها رؤية واضحة وأهداف كبيرة تسعى لتحقيقها في ظل رؤية المملكة 2030.ووصف المشروع بأنه محفز ومهم لكلا الجانبين وستعمل الشركتان خلال السنوات القادمة جنبا إلى جنب لتعظيم خبراتهم وتجاربهم بما يعزز نمو أعمالهم في كل أسواق العالم خصوصا أسواق جنوب شرق آسيا.
وقال: خطونا اليوم خطوة مهمة برعاية خادم الحرمين الشريفين، ونأمل أن تعقبها خطوات أخرى في مجالات أخرى تحقق الفائدة والازدهار لأعمال الشركة.
مما يذكر أن مجمع التكرير والبتروكيميائيات جاء مناصفة (50 في المئة لكل شركة) بين شركة أرامكو السعودية و»بتروناس» الماليزية، وبموجب الاتفاقية ستوفر أرامكو السعودية غالبية حاجة المصفاة من النفط، بينما ستوفر «بتروناس» الغاز الطبيعي والطاقة والخدمات الأخرى.
ويعد المشروع جزءاً من مجمع «بينغيرانغق» المتكامل الذي تعمل عليه شركة بتروناس؛ ليكون مركزاً صناعيًا إقليميًّا للنفط والغاز، وسيمهد الطريق نحو آفاق جديدة في التقنية والتنمية الاقتصادية في منطقة جنوب شرق آسيا، إِذْ سيكون المقر داخل المجتمع الذي يقع جنوبي ولاية جوهور الماليزية على بعد 400 كيلو متر من العاصمة كوالالمبور، وأنجز منه نحو 60 في المئة من المشروع، وهي منطقة استراتيجية على طرق الملاحة البحرية العالمية، تشمل مساحة تقدر بخمسة وعشرين كيلو متر مربع، ويتوقع أن يعالج المجمع 300 ألف برميل من النفط الخام ذي المحتوى الكبريتي المرتفع المستورد من منطقة الشرق الأوسط.
كما يُشكل مجمع بينغيرانق المتكامل جزءاً من مشروع ماليزي طموح يمتد على مساحة 22 ألف هكتار، تحت برنامج التحول الاقتصادي الحكومي الماليزي الذي يطمح إلى تأسيس مشروعات محركة للتنمية ودافعة إلى آفاق أبعد في مجالات التقنية والتنمية الاقتصادية في قطاع النفط والغاز وأنشطة التكرير والمعالجة والتسويق.
ويشمل مشروع مجمع البتروكيميائيات الأساسية وحدة تكسير بخار الإيثيلين بطاقة 1.2 مليون طن سنوياً إلى جانب معمل خاص بالمشتقات، حيث ستسوق الحصة الأكبر من منتجات الوقود في السوق المحلية الماليزية، بينما ستصدر معظم المنتجات البتروكيميائية كالبوليمرات وجلايكول الإثيلين الأحادي، على أن يبدأ الإنتاج الفعلي للمشروع في الربع الأخير من عام 2019.
وبإتمام هذه الاتفاقية واستيفاء كل المتطلبات المرتبطة بها، ستتساوى حصص أرامكو السعودية و»بتروناس» في عدد من الأصول والمرافق الخاصة بالمشروع، التي تشمل مصفاة ووحدة التكسير ومرافق للبتروكيميائيات والتكرير والمعالجة والتسويق داخل مجمع بينغيرانغ المتكامل.