د.دلال بنت مخلد الحربي
من أهم الأمور التي توثّق العلاقات بين الدول وتزيد الترابط بين الشعوب هي تلك الزيارات التي يتبادلها المسؤولون، وإن كان أهمها وأكثرها فائدة هي التي يقوم بها قادة الدول نفسها.
وهذه الزيارات توثِّق من العلاقات الإستراتيجية، وتبني جسوراً سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية، ومن هنا فإن الزيارات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مجموعة من الدول الآسيوية هي مما يدخل في توجهاته والتي تنطلق من عمق معرفته باحتياجات الدولة في توثيق علاقاتها بالعالم.
ومجموع الزيارات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين في هذه الرحلة الطويلة والتي تشمل إندونيسيا وماليزيا والصين واليابان والمالديف تدلّل على عمق معرفته وشدة حرصه على توثيق الصِّلة مع هذه الدول الآسيوية التي تربطنا مع بعضها علاقات دينية وتاريخية، ومع بعضها الآخر صلات اقتصادية.
وقيام شخصية بمقام خادم الحرمين الشريفين بمثل هذه الزيارات يجعل للمملكة موقعاً مميزاً، ويسهم في التعريف بما تقدّمه اليوم من أجل السلام العالمي وتوفير الأمن والاستقرار.
ولا شك أن هذه الزيارات تكسب المملكة أصدقاء تستطيع أن تركن إليهم في الأزمات، وأن تستعين بهم في أمور إستراتيجية تخص المنطقة.
إنها رحلة مباركة ستعمّق من الوجود السعودي في القارة الآسيوية، وتقطع الطريق على كثير ممن يتمنون غيابها ويأملون أن يحلوا مكانها في النفوذ والحضور والكسب الإستراتيجي.
إن هذه الزيارة عودة إلى التاريخ الفاعل للمملكة العربية السعودية على المستوى العالمي، والتي نرى جوانبه في زيارات الملك فيصل التي قام بها إلى إفريقيا وآسيا وأكسبت في حينها المملكة قوة ورسخت من وجودها على المستوى الدولي.
ونحن اليوم في عالم يموج باضطرابات ومشاكل كبيرة لا شك أننا في أمس الحاجة إلى توثيق صلتنا بكثير من الدول عن طريق كسب الأصدقاء وترسيخ قيم التعامل والتعاون معها، وهذا ما يفعله خادم الحرمين الشريفين الذي سبق أن قام بمجموعة من الزيارات المهمة، واليوم يكمل جهوده الرامية إلى تعميق الحضور السعودي في العالم بهذه الزيارات التي تغطي مساحة شاسعة من قارة آسيا كبرى قارات العالم.