م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. متى تقع في الخطأ؟.. حينما تعميك وجهة نظرك.. والسبب أنك لا تعود ترى سوى ما تريد أن تراه ويدخل كل شيء عداه إلى المنطقة العمياء في عقلك.
2. يقول علماء الاتصال: للتأثير في الآخر يجب أن تقلب المعادلة في وسيلة التأثير.. فعوضاً عن أن تسأل: «كيف يمكنني إقناعه باتخاذ هذا القرار».. يفترض أن تسأل: «لماذا يتخذ ذلك القرار»؟.. في الحالة الأولى تعاملت مع المتلقي وهو في المنطقة العمياء من دماغك فلم تعد تراه.. وفي الثانية خرجت من مكانك إلى مكانهم فكانت قدرتك على إقناعهم والتأثير فيهم أكبر.
3. أن تنتقل من مكانك كمرسل إلى مكانه كمتلقي فإن ذلك يحميك من الوقوع في المنطقة العمياء في دماغك.. وهي تلك المنطقة التي ترى فيها الشيء وتظن أنك تعرفه عن يقين وهو ليس كذلك!.
4. إذاً حتى يقتنع منك أو بك المتلقي لا بد أن تضع نفسك مكانه.. أما إذا افترضت في الآخر أنه جاهل ولذلك لم يفهم موضوعك.. أو أحمق لذا لم يقبل رأيك.. أو متآمر يعمل ضدك فاعلم أنك قد أصبحت محبوساً في مكانك.. وهذا المكان هو المنطقة العمياء من دماغك للأسف.. والحل الوحيد للتأثير فيهم هو أن تضع نفسك مكانهم.. فترى كل ما عميت عنه في السابق.
5. المنطقة العمياء في دماغ الإنسان تجعله يستدني الخير ويستبعد الشر.. وتجعله إما متفائل أو متشائم حسب المكان والزاوية التي يرى منها الأمور.. وتجعله يقع في فخ الشراء وقت التخفيضات لأشياء لا حاجة له بها.. أو يميل إلى المبالغة في سعر الشيء حينما يحاول بيعه وبخس ثمنه حينما يريد شراءه.. أيضاً تجد أنك سوف تلاحظ ما تهتم به.. فإذا أردت شراء سيارة محددة في بالك فسوف تلاحظ أنك تراها كثيراً في طريقك.. وإذا كنت في انتظار مولود سوف يفاجئك أن الإذاعات بدأت بالحديث عن المواليد الجدد والحمل والولادة.. وهكذا.. والحقيقة أن ما عميت عن رؤيته في السابق وأصبحت تراه في الحاضر هو أنك نقلت تلك الأشياء من المنطقة العمياء في دماغك إلى المنطقة المضيئة.
6. أما أخطر حالات المنطقة العمياء في عقلك فتقع حينما تبدأ بالدفاع عن شيء قررت شراءه أو أمر قررت الدخول فيه.. فأنت لن ترى سوى ما تريد أن ترى وتعمى عن كل شيء سواه.. هنا يكون الوقوع في القرار الخاطئ حتمي.