د. فهد صالح عبدالله السلطان
هناك ما يُعرف بعلم الاقتصاد بقانون المنفعة الحدية (Law of diminishing utility) والذي ينص على أنه كلما زادت الكمية من سلعة معينة، فإن المنفعة منها تتناقص تناقصاً عكسياً مع زيادتها، أي أن المنفعة تتناقص مع ارتفاع أعدد وحدات السلعة لسبب بسيط، وهو تناقص الحاجة الناتج عن زيادة العدد.
في خلوة مع النفس في المكتبة المنزلية توصل الفقير إلى ربه إلى قانون آخر يعكس السنن الكونية ويحاكي الواقع، وهو ما أسميته بقانون المتعة المتناقصة (enjoymentLaw of diminishing). توصلت من خلال قراءتي لـ (الحدث وردة الفعل) إلى أن كل متعة في هذا الكون تتناقص مع مرور الزمن مها بلغ مستواها. فمثلاً عندما تمتلك منزلاً جديداً أو سيارة جديدة أو حتى لباساً جديداً فإن متعتك فيه تكون في أعلى ذروتها في المرحلة الزمنية الأولى حيث تستمتع فيه معظم حواسك من البصر واللمس والسمع... إلخ ثم تبدأ هذه المتعة بالتلاشي يوماً بعد الآخر، وإذا بهذا المنزل وربما القصر يصبح شيئاً عادياً مألوفاً بل ربما تدخل فيه وتخرج منه بدون استمتاع بتصميمه أو خصائصه أو محتوياته. وهكذا الحال بالنسبة للمقتنيات الأخرى. لا أعرف شيئاً مادياً دائم المتعة أو أن المتعة منه تستمر بنفس المستوى الذي كانت عليه عند اقتنائه. هذه سنة كونية منذ الأزل.. ولكن ما الذي يمكن أن يضيفه لنا قانون مثل هذا؟
إذا كان قانون المنفعة الحدية يساعد على الحد من شراء واقتناء أعداد كبيرة ربما تزيد على الحاجة من سلعة ما، فإن قانون المتعة المتناقصة يساعد على الحد من نهم اقتناء الأشياء البرّاقة مرتفعة التكلفة، وذلك عندما نتذكَّر أن متعتها تتناقص وتتضاءل مع مرور الوقت.. ومن ثم فإن العائد على الاستثمار سيكون مرتفعاً جداً في ظل محدودية المدة الزمنية للاستمتاع. هذا القانون ربما يساعدنا نحن أبناء الخليج على الحد من نهم المبالغة في اقتناء الأشياء الغالية مرتفعة التكلفة والبرّاقة لأن تكلفتها تفوق العائد المنفعي منها أذا ما أخذنا في الاعتبار محدودية المدة الزمنية للاستمتاع بها.
لعل تذكُّر هذا القانون يضيف بعض الفائدة إلى ما تم نشرة في الجزيرة الاقتصادية في 17- 11-2016 تحت عنوان «لا ترتبك.. مستقبلك الاقتصادي بيدك». والذي تضمن بعض الوسائل التي تساعد الأسرة على الحد من مصروفاتها المعيشية.