جاسر عبدالعزيز الجاسر
إحدى أكثر الإستراتيجيات التي لم يحد عنها النظام الإيراني يواصل هذا النظام - الذي يقوده ملالي إيران - توظيف الأنظمة المتحالفة معه والمليشيات والأحزاب والجماعات الطائفية التي تتبعه، للدفاع وتحصين النظام الحاكم في إيران الذي يجثم على صدور أبناء الشعوب الإيرانية فملالي إيران يعملون بدون خجل على جعل المجتمعات التي تحكمها أنظمة عميلة متحالفة مع النظام الإيراني والمليشيات المرتبطة به إلى جعل شباب وأبناء تلك المجتمعات إلى وقود للدفاع عن النظام الحاكم في إيران فكلما حوصرت إيران واستشعرت تهديداً بتعرضها إلى ضربة عسكرية أو إجراء عقابي رداً على تجاوزاتها وخرقها للقوانين الدولية تقوم إحدى المليشيات والأحزاب المرتبطة بملالي إيران بتفجير معركة وتصنع أزمة تحول المواجهة العسكرية والضربة التي كانت مخصصة لإسقاط أو الحد من شرور النظام الإيراني إلى نقطة أخرى في إحدى الدول العربية.
كلنا يتذكر ما حصل للبنان عندما صدرت الأوامر لمليشيات الملا حسن نصر الله بإطلاق حزمة صواريخ مرسلة من إيران على إسرائيل، طبعاً لم تتردد المؤسسة العسكرية الصهيونية في الرد على تحرش حسن نصر الله وكان الرد قوياً وصاعقاً انتهى باحتلال أكثر من نصف لبنان من جنوبه حتى العاصمة بيروت التي ضحى بها المليشياويون الذين يقودهم حسن نصر الله للإبقاء على حكم الملالي لإيران، فبعد احتلال لبنان وتدمير جميع بناه التحتية من محطات كهرباء وجسور وطرق ومنازل المواطنين انشغل العالم بتلك الأزمة وتضافرت جميع الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وجمدت خطط تأديب الملالي.
الآن تتكرر نفس «المسرحية» فبعد توجيه العديد من التحذيرات لملالي إيران واستمرار مواصلتهم لخروقاتهم وتحديهم للمجتمع الدولي، عاد ملالي إيران إلى تحريك أدواتهم ومليشياتهم لإبعاد الخطر عن نظام إيران من خلال توريط «بلدان الصد» والدروع التي أوجدتها المليشيات الطائفية في لبنان وسوريا وحتى العراق.
ويتداول هذه الأيام في لبنان أحاديث تتضمن تخوفاً من ارتكاب حماقة أخرى من قبل مليشيات حسن نصر الله تشعل حرباً جديدة بين الكيان الإسرائيلي والمليشيات الطائفية التابعة لملالي إيران.
طبعاً ستكون الأراضي اللبنانية مسرحاً للعدوان الإسرائيلي، وكعادة صهاينة إسرائيل ستصعد عدوانها وترد على أي تحرش لمليشيات حسن نصر الله بعمل عسكري يتجاوز أضعاف ما تخلفه الصواريخ الإيرانية التي زودت بها المليشيات الطائفية، ولأن هدف عملاء إيران إشغال الرأي العالمي وتحويل بوصلة المعارك من الحدود الإيرانية إلى الحدود العربية سواء في لبنان أو سوريا فسوف يتم تصعيد التحرك المليشياوي ليكون الرد الإسرائيلي أكثر عنفاً وتدميراً، مما يستدعي التدخل والانشغال بالأزمة الجديدة فيما ينعم ملالي إيران ببقائهم على سدة الحكم، ويتحمل أهل لبنان وخاصة المقيمين في جنوبه وزر ما قام به الملا حسن نصر الله، ومليشياته، ويتحملون الآلام والعذابات، فيما تتحرك الحكومة اللبنانية للحصول على مساعدات لإصلاح التدمير الذي أوجده العدوان الإسرائيلي، دون أن يتجرأ أحد على توجيه اللوم لعملاء إيران في لبنان.