عبدالوهاب الفايز
نظمت وزارة الخارجية قيل أسبوعين (الاجتماع العام الرابع لرؤساء بعثات المملكة في الخارج)، وقد استفتحت الاجتماعات بلقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي دعا فيه قيادات الدبلوماسية السعودية الى التصدي للتحديات التي تواجهها بلادنا، ومواجهة ما تفرضه «المستجدات في الساحة الدولية « التي قد تؤثر على مصالح بلادنا.
أيضا من الأمور التي دعاهم الى الاهتمام بها خدمة المواطنين. قال يحفظه الله: «كما أنني أؤكد عليكم الحرص على أن تكون صدوركم قبل أبوابكم مفتوحة للمواطنين، وتلمس حاجاتهم ورعاية شؤونهم وتذليل ما قد يواجهونه من عقبات.»
لقد وضع الملك أمام قيادات الدبلوماسية السعودية مهمات أساسية، منها أولا: ضرورة الحرص واليقظة لهذه التحديات والمستجدات الدولية، وثانيا، ضرورة التعريف بمواقف المملكة، وحرصها على تحقيق السلام والاستقرار في المجتمع الدولي، و، ثالثا، أهمية التعريف بنهج المملكة وسياستها التي تقوم على الوسطية والتسامح والاعتدال، والحرص على التعايش بين الشعوب، ونبذ العنف والإرهاب وحسن الجوار.»
هذه الأولويات، التي تأتي ضمن ثوابت السياسة السعودية الخارجية، وضعها الملك كخطة عمل للدبلوماسية السعودية في المرحلة الحالية والقادمة، وهذه تتطلب حفز الجهود والإمكانات لتحقيقها. سفارات وممثليات المملكة في الخارج مؤسسات وطنية تستحق الدعم بالإمكانات المادية وبالموارد البشرية المحترفة لأننا ننتظر منها الإبداع في العمل والتوسع في الأنشطة حتى تعكس حيوية بلادنا ومصالحها.
اللقاءات الدورية بين قيادات الدبلوماسية السعودية ضرورية، وقد سعدنا عندما رأينا استمرارها بهذه الحيوية الجديدة. فالبرنامج الذي أعدته الوزارة ولمدة خمسة أيام كان حافلا باللقاءات مع القيادات الحكومية التي يتطلب عملها التنسيق والتعاون والتكامل مع سفاراتنا في الخارج. وعدم التنسيق كان من سلبيات العمل السعودي الخارجي في حقبة مضت فعدم تكامل الجهود وعدم ترتيب الأولويات، أدى إلى ضعف موقفنا في بعض الجبهات وتأثرت مصالحنا الدولية.
أيضا من الأمور الإيجابية لمثل هذه اللقاءات نجده في إثراء التجارب بين السفراء عبر استفادتهم من خبراتهم، خصوصا انهم يعملون في بيئات وثقافات مختلفة. كما أن اللقاء فرصة لتنمية خبرات الصف القيادي الثاني من الدبلوماسيين، وهذا يتحقق من ورش العمل التي تطرح فيها القضايا المشتركة والمشاكل المتكررة.
نتمنى أن يتحول هذا اللقاء إلى منتدى سنوي سعودي يطرح بعمق وتوسع تحديات وفرص الدبلوماسية السعودية الخارجية.