سمر المقرن
بما أننا في زمن الـ«سناب شات» فقد صارت معظم أحاديث المجالس عن أبطال هذا التطبيق، فالظهور وتسجيل اليوميات أو مناقشة المواضيع الخفيفة والثقيلة هي سوق فيها عرض وطلب، وكل شخص يبحث عن اهتماماته، وأشخاص يبحثون عن غير اهتماماتهم، فتبدو متابعتهم لمجرّد الترفيه مثلي تماماً، حيث أرى أن «سناب شات» ليس تطبيقاً ولا مكاناً لعرض المواضيع ذات الطابع الدسم، إنما تصميم هذا البرنامج أتى لعرض اليوميات الخفيفة، ولا مانع من عرض -بعض- المواضيع أو القضايا بأسلوب خفيف ولطيف يختلف عن «تويتر» مثلاً، أو حتى عن كتابة المقالات.
من تجربتي الشخصية مع «سناب شات» جمعت شريحة متابعين جدد أفتخر بهم، واقترب مني كثير من الناس من فئات مختلفة، ومنهم من أصبحت يومياتي القليلة جزءا منهم وأفخر وأعتز بمتابعتهم. وأكثر الرسائل التي تصلني عبر هذا التطبيق منذ دخلت إلى عالمه قبل سنتين وإلى اليوم، وحتى التعليقات التي تصلني من متابعيني في الأماكن العامة، أنني أصبحت أقرب إلى قلوبهم، وأن مخيلتهم قد رسمت صورة مغلوطة عني في الماضي حيث كان حكم الناس علي من خلال لغة مقالاتي الحادة أحياناً، أو بحكم طبيعة المجتمع الذي يستقي أحكامه على الآخرين من خلال وكالة (يقولون).. تغيرنا اليوم وأصبح من يريد أن يعرفني جيداً أنا أو غيري ما عليه إلا متابعة حساباتنا في سناب شات.
الأمر الآخر الذي ينبغي ذكره في هذا الوارد، أن تجربتي وبعض زميلاتي الكاتبات وزملائي الكتاب في «سناب شات» تختلف عن غيرنا، حيث إن الناس تعرفنا منذ سنوات طويلة، وأتوا لمتابعتنا لأنهم يريدون رؤية الجانب الآخر في شخصياتنا الذي لا يظهر عبر سطور المقالات، على عكس المشاهير الآخرين الذين برزوا أصبحوا معروفين بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وآخرها سناب شات. لذا دائماً أرد على من يتهمني بأني قليلة الظهور في هذا التطبيق بأنني كاتبة ولست بطلة سناب شات!
في السياق ذاته، وعن من نتابع في سناب شات، أنا تحديداً شبعت من الغرق في المواضيع الجادة من سياسة واقتصاد وحتى ثقافة، لذا أبحث عن الأطروحات الخفيفة وحسابات الأزياء والجمال والسفر فلا أريد أن تلاحقني المواضيع الجادة إلى هذا التطبيق، وكما قلت السوق عرض وطلب، وكل شخص يختار البضاعة التي يريدها، ومن هنا تحدثت في إجازة الأسبوع الماضي مع عدد من الصديقات حول من نتابع؟ وجدت من الصديقات من يتابع حسابات بعض المتحولين جنسياً أو المتشبهين بالنساء بحكم أنهم يثيرون مواضيع ذات طابع فكاهي، أحببت جداً رد إحدى الصديقات التي ذكرت أنها تابعت بعض من هذه الحسابات فترة قصيرة لكنها حذفتهم، وبعد سؤالها لماذا؟ قالت: لا أريد أن تألف أذني على هذه الألفاظ ولا عيني على هذه الأشكال والمشاهد فتصبح أمراً عادياً في حياتي!
من هنا، أُذكّر بأن متابعة بعض الحسابات فيها خطورة كبيرة على الكبار قبل الصغار، فعلاً لا ينبغي أن نألف المشاهد الشاذة وأن نتذكر بأن متابعة بعض الأشخاص ينبغي أن تكون إضافة لنا، سواء إضافة علمية أو ثقافية أو جمالية أو حياتية أو إنسانية.