فهد بن جليد
أعجبني منطق ذلك (المُسافر العجوز) الذي يتحرك بصعوبة محشوراً بين المقاعد، وهو يرد على مرافق له بابتسامة (لازم يعرفون أننا جادين في محاسبتهم بالخدمة الزينة، والا باكر تلقى مقعدك في الأول وأنت جالس في الأخير، كافي لخبطة الطيارات ..).
(الرجل المُسن) الذي يبحث عن رقم مقعده في أول رحلة لقطار الركاب (سار) عندما انطلق من الرياض باتجاه القصيم مروراً بالمجمعة، اختصر لك أهمَّ مافي (المشهد)، فهو مُصِّر على أن يبدأ رحلته بشكل صحيح، بجلوسه في المقعد المُخصص لتذكرته، مع أن تعدد الركاب والضيوف في حفل الانطلاق أحدث مثل هذا الازدحام، والحقيقة أنَّ إبهار صالة الركاب وخدماتها المُميَّزة والتي ستكون وجهة ومعلماً جديداً للرياض - حتى لغير المُسافرين - بتوفير سوق ومنفذ مجاني وأركان للحرفيات السعوديات والأسر المُنتجة، إضافة للخدمات والمقاهي الراقية التي تشغلها (السعودية للتموين) مما يجعلها مقصداً لسكان المدينة وضيوفها، لن أُذِّيع سراً عندما أقول أن (قطار الشمال) وجَماله، يغفر ويمسح أي أخطاء (صغيرة) متوقعة لهذه المرحلة، ويضمن تلاشيها في المُستقبل، مع زيادة الرحلات، وارتفاع وتيرة الخبرة لدى جميع العاملين.
أعداد (العائلات) وخصوصاً المُسافرات كان لافتاً، وكأنَّهم يعتبرون الخط الحديدي الجديد الذي تم تدشينه انتصاراً (للمرأة العاملة) وتحديداً المُعلمات التي عانينَّ من (حوادث الطرق) لسنوات طويلة ، ليُصبح نقلة نوعية مُحتملة، ومرحلة جديدة أكثر أماناً لانتقال المُعلمات المُعينات في قرى وهجر المناطق التي يمرُّ بها.
(قطار الشمال) كان مُبهراً لجميع المُسافرين في رحلته الأولى التاريخية، مما يجعل المسؤولين عن الخطوط الحديدية أمام تحد صعب (لتقديم الخدمة) بمهنية واحترافية عالية، تضمن المُنافسة، لجعل السفر بالقطار ضمن الخيارات الرئيسة لأعداد (كبيرة جداً) من المُتنقلين بين تلك المدن والمناطق.
وعلى دروب الخير نلتقي.