أحمد المغلوث
لا يختلف اثنان على أن عمل الخير هو سمة إنسانية عظيمة حثَّ عليها ديننا الإسلامي، فزرع في قلوب المسلمين قيم الخير ومبادئ الإنسانية، لكن ليس كل إنسان في هذه الحياة قادراً على أن يمد يد الخير لكل محتاج.. ومع هذا نشاهد هنا وهناك في بلادنا وغير بلادنا مبادرات إنسانية وخيرية تقوم بها مؤسسات وجمعيات وحتى أفراد.. ولا شك أن العمل الخيري والإنساني يُشكِّل قيمة عظيمة في كل مجتمع مهما كان حجم وفعل ما يقدم في هذا المجال.. ولكنه يحظى باهتمام وتقدير الحكومات والهيئات والمؤسسات تقديراً منها لما قدمه هؤلاء وأولئك من عمل إنساني فاعل وسلوك حضاري رفيع.
ومن المؤسسات الخيرية الكثيرة ولله الحمد في بلادنا. بلاد الخير والعطاء صباح مساء. «مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميّز في العمل الخيري» والتي انطلقت منذ عام 1412هـ لتتبنى تقدير كل عمل خيري خلاّق ومبدع شاملة تكريم نخبة من المؤسسات أو الهيئات الخيرية وحتى الأفراد الذين تميزوا بعطائهم الإنساني والخيري.. فحققت جائزة الأميرة «صيتة» في هذا المجال صوتاً مدوياً بالتكريم.. ولتظل دائماً وكما أرادها الله أن تكون كصاحبتها -رحمها الله- يداً معطاءة بالخير والتقدير والتحفيز للأعمال الخيرية والإنسانية الجليلة.. والقارئ لجوانب مختلفة من حياة الأميرة «صيتة» يُكبر فيها ومنذ كانت فتاة عاشت اليُتم صغيرة حتى كبرت وتزوجت وباتت أماً يُشار لها دائماً بالبنان كموطن للجود والحنان.؟! فتعددت مبادراتها الإنسانية والتي تقدمها في الخفاء. بعيداً عن الأضواء.. لكن اسمها «صيتة» كان له «صيت» مدوٍ بالخير والعطاء. فكم تكفّلت من مالها الخاص بإطلاق سراح العديد من النساء اللواتي قادتهن ظروفهن إلى السجن.. وكم قدمت.. وأعطت.. دون أن يعرف حتى من يعيش معها إلا الله سبحانه وتعالى.. لذلك تعالت وسمت مبادراتها الخيرية الخفية.. وعرف الكثيرون بما تقدمه وتساهم فيه من أعمال البر والإحسان.. وراح الجميع يشيدون بفعلها الخيري العظيم؟!.. واليوم وبلادنا تعيش احتفالية جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميُّز في العمل الاجتماعي في دورتها الرابعة (صيت صيتة) الكبرى بفعلها ومفهومها الذي اكتسبته من خلال أهمية ما قامت وتقوم به من خدمات وأعمال إنسانية بارزة في السياق الخيري والاجتماعي بصفة عامة، وقد استمدد هذا المفهوم بالاهتمام والتقدير الكبيرين لتعدد وتباين وظائفه وأدواره في برامج دعم الفعل الخيري وكل ما من شأنه أن يساهم في عطاء الخير لوطن الخير.. في ظل اهتمام نخبة متميزة تقف وراء جهود هذه المؤسسة الخيرية (صيت صيتة) فكان والحق يُقال (صيتة) اسم على مسمى. وما أروع وأجمل الصوت ونحن نستمع إليه هذا المساء المعطر بصدى الخير المنبعث من (صيت صيتة) رحم الله الأميرة ذات الأيادي البيضاء.. صيتة بنت عبد العزيز.. ورحم الله شقيقها الملك عبد الله الذي كان داعماً لها منذ كانت تنام على كتفه.. ومبروك للمؤسسات والأفراد الذين مُنحوا جائزتها في هذه الدورة.. وإلى الأمام.؟!
تغريدة:
قال كيف تكتشف أنك إنسان حكيم.؟ قلت الإجابة هنا سوف تكون سرابية. شفافة متى اكتشفت ذلك فثق أنك لست بحكيم؟!