ألقى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العقيلي، محاضرة حول مهنة المحاماة وثقافة القانون والمحاماة في المجتمع السعودي ومدى معرفة المجتمع وتعامله مع هذه المهنة، وذلك في الأمسية الأسبوعية لاثنينية الذييب، بمنزل رجل الأعمال حمود الذييب.
وتحدث الشيخ العقيلي المحامي المستشار القانوني والمحكم وموثق العقود، عن مصطلح مهنة المحاماة، مشيرا إلى أنها مهنة جديدة على المجتمع السعودي إلى حد ما. وأضاف: «المصطلح لم يظهر إلا عام 1422 هجرية، أي حينما أنشئ نظام المحاماة بالمملكة في عهد الملك فهد رحمه الله»، لافتا إلى أنه قبل ذلك التاريخ لم يكن هناك ما يسمى بمهنة المحاماة، إلا أن المحامي كان يقدم خدمة الاستشارات القانونية بتصريح يصدر عن الغرفة التجارية وليس وزارة العدل، وتبع قائلا: «أما الآن فمنظومة القضاء بالمملكة تجمع ما بين ثقل الحضارة التي ورثها من تطبيقه لأوامر الدين الإسلامي، مع الاستفادة من النظم القانونية والقضائية الحديثة.
وتحدث العقيلي عن دور المحامي في المجتمع الذي يبدأ بمحاولة الصلح بين الطرفين المتنازعين، وهو عكس ما يعرف، حيث يرى البعض أن المحامي يبحث عن الربح من خلال الترافع في الخصومات، مؤكدا أن كثيراً من القضايا يمكن أن تحل قبل أن تذهب إلى المحكمة، وذلك من خلال محاولات الصلح خاصة في حالات النزاعات حول الميراث والقضايا الشخصية. كما يقدم المحامي الاستشارات القانونية في مختلف المجالات وهو من أدوار المحامي التي يقوم بها بعيداً عن المحكمة أيضاً. وفي النهاية هناك دور الترافع أمام القاضي نيابة عن المتهمين في القضايا التي تتجاوز أساليب الحل الأخرى كافة حتى تصل إلى المحكمة ليفصل فيها القاضي.
ونوه الشيخ العقيلي في هذا الخصوص إلى أن قانون المملكة لا يزال يسمح لأطراف النزاع بالترافع بأنفسهم أمام القاضي دون الحاجة لتوكيل محامي، إلا أن مهمة المحامي تكمن في خبرته في الترافع أما القاضي والعلم بالقوانين والأحكام.
وحول ثقافة القانون بالمجتمع، يرى الشيخ العقيلي أن هذا الوعي ليس بالقدر الكافي حتى الآن، داعياً أفراد المجتمع إلى ضرورة معرفة القوانين التي تنظم المجتمع وتحمي حقوق أفراده. وأضاف العقيلي: «كلما زادت ثقافة القانون والوعي به في المجتمع كلما كانت الحياة أسهل. ذلك لأن كل شخص سيدرك جيداً ما له وما عليه ويحترم حقوق غيره كما سيحترم غيره حقوقه».
وعن العلاقة بين المحامي والقاضي، قال العقيلي: «ربما لم تكن هناك علاقة تعاون في السابق بين القاضي والمحامي ولكن الآن يفضل القاضي أن يقف أمامه محامي عارف بالقوانين ليشرح له القضية بطريقة علمية صحيحة وملخصة ليتمكن من النظر فيها وإخراج الحكم المناسب».
في نهاية الأمسية تقدم الأستاذ حمود الذييب بالشكر العميق للشيخ عبدالعزيز العقيلي على محاضرته القيمة. كما قدم له درعاً تذكارية من اثنينية الذييب شاكراً له حضوره.