لبنى الخميس
العلاقة وصلت لذروتها حين اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن تعلن ابنته ذات الأربع والثلاثين عاماً إيفانكا عن ترشحه للرئاسة في 2016 في هذا الإعلان قدمت إيفانكا للعالم وللصحافة تصور غير معلن لدورها القادم في حملة والدها الانتخابية ومكانتها المحورية فيها.. وبالرغم من شراسة الحملة الانتخابية واحتفاظها بعنصر الصخب. والجدلية.. كانت إيفانكا الوجه الهادئ والصوت المتزن والدبلوماسي للحملة.
ايفانكا هي الابنة البكر لترامب من زوجته الأولى.. بدأت حياتها المهنية كعارضة أزياء لكنها قررت لاحقاً أن تتخصص في الاقتصاد وتطوير العقارات وتكون سيدة أعمال ناجحة وراقية.. واليوم نجد أن «البروفايل» والعلامة الذاتية التي صنعتها إيفانكا لنفسها هي أنها امرأة.. طموحة.. مستقلة.. ذكية.. وبالغة الحذر. وليس غريباً بأن تبني أسواراً عالية لحماية هذه الصورة كونها نشأت في إحدى أشرس المدن من حيث كثافة النشر وتعطش صحف «التابلويد» للنقد. فلم تقع في فخ الصورة النمطية التي عُرف بها أبناء الـ آبر إيست سايد في مانهاتن.. بأنهم سطحيون وفارغو الفكر، وقررت أن تدعم صورتها كابنة رجل عقارات ثري وامرأة أعمال أكاديمياً بتخرجها من كلية وارتون للأعمال التي تعد من أعرق كليات إدارة الأعمال في العالم، وتخلق لها علامات تجارية صاعدة تشبه شخصيتها وأسلوب حياتها، وألفت عدة كتب في مجال الأعمال وتعزيز أسلوب حياة المرأة الناجحة.
والمستقلة وتكون الوجه الإعلامي والدعائي لها.
وحتى حين اختارت أن ترتبط بشريك حياة.. راعت اسم ومكانة والدها.. واختارت رجلا ناجحا يحمل شهادة من هارفارد.. من أسرة يهودية ثرية وذات باع طويل في مجال العقارات. زوجها جيراد كوشنير استطاع أن يقنع إيفانكا بتغيير ديانتها لليهودية.. وأن يكسب ود وثقة والدها الذي عينه مؤخراً مستشاراً أول في البيت الأبيض.
لكن ماذا قدمت إيفانكا لوالدها في حملته الإنتخابية؟
1 - keep your friends close.. and your enemies closer
بالرغم من آراء ترامب الصريحة ومواقفه الحادة تجاه منافسيه.. حافظت ابنته البكر على علاقات جيدة مع عائلة كلينتون لدرجة أن هيلاري حين سُئِلت في المناظرة الرئاسية الثانية بينها وبين ترامب، والتي لم يصافحا بعضهما في مطلعها بسبب احتداد المنافسة وتصاعد نبرة الهجوم.. ماهو أكثر ما تحترمينه في خصمك ترامب؟ فأجابت: أبناؤه، فهم مخلصون. ومتمكنون بشكل مذهل، وهذا يقول الكثير عن ترامب !!
2 - حشد المؤثرين
دعت إيفانكا ترامب لمقر الترمب تاور في شارع الفيفث أفينيو وقت الانتخابات الممثل ليوناردو ديكابيريو الذي عرف بدعمه وشغفه بقضية التغيير المناخي، وأيضاً وجهت دعوة لنائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور الذي يعد ناشطاً بيئياً عتيداً لتمنح حملة والدها بعداً أعمق من الأجندة السياسية والاستماتة لجمع أصوات الناخبين!
3 - أنا خير مثال..
بعد وابل الانتقادات الحادة التي رافقت حملة ترامب لعنصريته وتصريحاته المهينة والجارحة للنساء والتي أشعلت مظاهرات نسائية حاشدة ضده، جندت إيفانكا نفسها ووقفت بكل ثقة وقالت: لو كان والدي عنصرياً لما وصلت لما أنا عليه اليوم، ولما عينني في منصب تنفيذي رفيع في مؤسسته الناجحة.
4 - استخدام زواجها من يهودي.. لدعم الأجندة الأمريكية الإسرائيلية
الكل يعرف أن السياسة الأمريكية تخضع لضغط اللوبيات المسيطرة وأقواها اللوبي الصهيوني.. ترامب أثناء فترة الانتخابات، أكد أن ابنته المفضلة يهودية وأحفاده يهود، كمثال واقعي وقوي. لاختلاط الدم اليهودي في صلب عائلة ترامب.. وهذه وثيقة حية لمتانة العلاقات التي تتجاوز المجاملات والمداهنات السياسية.
بالرغم من إصرار إيفانكا على أنها لا تحمل أي مطامع سياسية، وأنها لن تلعب دوراً يتجاوز دور الابنة الوفية التي يصغي والدها لها بكل اهتمام، نجد بأن حضورها الطاغي.. وذكاءها الواضح.. ونجاحها في كسب احترام الأعداء قبل الأصدقاء.. سلاح قوي سوف يمكنها من تمرير رسائل تتجاوز نجاحها ونفوذها التجاري بكثير.