سعد السعود
لا يعنيني ذهاب عوض خميس أو بقاؤه فدمي ليس (أصفراً) وعيناي ليست بـ(زرقاء).. لكن ما يعنيني ويعني كل رياضي هو تطبيق الأنظمة على الجميع بلا استثناء.. فالقانون يجب أن يكون أعمى لا يميز بين الألوان ولا يلتفت للأسماء.. لديه وقائع وأمامه شواهد.. يأخذ بالأدلة ويصدر الحكم ولا يلتفت لاعتراض أو حتى تأييد أحد.. فمسطرة النظام يفترض فيها أن تكون بلا إحساس.. وأن تكون اللوائح عصية على التدخل، بلا مساس.. لا يخالطها حب خشوم.. ولا يعتريها تردد أو خوف من ردة فعل أو هجوم.
وبظني فإن معاقبة اللاعب آتية لا محالة.. فتوقيع عقدين في وقت واحد لا يمكن أن يمر بلا جزاء.. ولا أخال أي من الناديين سيعترض على ذلك.. لكن ماذا عن توقيع إدارة الهلال مع اللاعب هل تم حسب الأنظمة وتم تالياً توثيق العقد في لجنة الاحتراف؟ فإن حدث ذلك وجدد بعدئذ مع النصر رغم كل ذلك فيبدو أن الفريق الأصفر ستطاله العقوبات وقد يحرم من التسجيل لفترة أو أكثر.. هذا إذا ما فعّلت اللوائح بلا هوادة.. ولم تصاب اللجان بـ(أم الركب) كعادتها عندما يتعلق الأمر بعلية القوم رياضياً.. أما إن غُض الطرف عن كل ما حدث.. فعلينا أن ننتظر مستقبلاً المزيد من العبث.
أخيراً لتعرفوا إلى أين وصل بنا الحال في التعاطي مع الأمور.. شاهدوا ردة فعل (بعض) الإعلام النصراوي عندما وقع عوض خميس مع الهلال حينما وصفوه باللاعب الاحتياطي غير المؤثر.. لكن عندما عاد النصر وجدد عقده تغيرت آراءهم إلى النقيض وتحول غير المؤثر إلى الصمله.. وبالمقابل حمل (بعض) إعلام الهلال اللاعب إلى السماء في البداية ليقذف به في القاع عندما عاد وجدد عقده مع الغريم.. ولذا فمعايير كتلك تتغير حسب الأهواء لا يمكن أن تُحترم.. لأنها تقدم صاحبها كمشجع لا إعلامي.. ولا تسألوني عن لون أحبار أقلامهم.. فهي بطبيعة الحال ستكون انعكاساً لميولهم.. لذا فلا عجب أن نرى الفرق الكبير في الحديث بين ليلة وضحاها.. بين عوض الهلال وعوض النصر.. حتى خيّل لي أن الأول من (المريخ) والثاني من (زحل).. مع أنه على (الأرض) ذات الرجل!
النويصر والقريني وجهان لعملة واحدة!!
إذا ما صدقت الأنباء عن عودة محمد النويصر لكرسي الرئاسة الشبابية الموسم القادم.. فإن الليث - وإن بدا الحكم مبكراً - يبدو أنه سيبقى يعاني الأمرين فيما هو قادم ولن يتعافى في القريب العاجل مما يعانيه من وعكة شارفت به على الموت.
صحيح أن الأستاذ النويصر يملك فكرا وهو ما لا ينقص الرئيس الشبابي الحالي.. إلا أن ما عاناه الأستاذ عبدالله القريني سيعانيه أيضاً بل وأكبر الأستاذ محمد النويصر من النواحي المالية.. فالالتزامات كبيرة والعوائد أقل من أن تسد جوع المطالبين.. وتركة المديونيات تتضخم عن ذي قبل.. ولا يلوح في المستقبل انفراج أو حتى بوادر حل.
لذا فإني أستغرب مثلاً ممن يصفق الآن للقريني ويهاجم النويصر والعكس ممن يطالب برحيل الأول وقدوم الثاني.. فلا شك أنهما محبان مخلصان للكيان وتدرجا بالعمل الإداري فيه.. ولكن ليس سراً أن كلا الشخصين لا يملكان القدرة المالية.. وليس لديهما الاستطاعة للصرف على نادي كبير بحجم الشباب وما يتكبده من فاتورة موسمية.. لأنهما باختصار وجهان لعملة واحدة مع كامل التقدير لهما.
وبظني فالحل كل الحل لمعضلة الليوث يكون: بحضور رجل يملك ملاءة مالية أولاً وثانياً وحتى ثالثاً.. ثم يأتي الحديث عن الجوانب الأخرى.. أما عدا ذلك فهي مجرد مسكنات تؤخر أعراض الحالة ليس إلا.. لأنه ببساطة مشكلة الشباب مالية بامتياز وهي من جعلته يتخلى عن حارسيه وأجلت تسجيله للاعبين في الصيف قبل أن تمنعه من ذلك في الشتاء.. أما وإن استمر الوضع كما هو ولم يتم حل هذا الملف الشائك فهذا يعني أن الشباب سيبقى في ذات الدائرة المظلمة يدور.
آخر سطر
يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون ويعلمون أننا نعلم أنهم يكذبون.. ومع هذا يستمرون في الكذب!