سليمان الجعيلان
مشروع تخصيص الأندية الرياضية هو مشروع وطني ونهضوي يتوافق ويتناغم مع رؤية المملكة 2030 كما تحدث سمو ولي ولي العهد وعراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان في المؤتمر الصحفي الخاص برؤية المملكة 2030 بأنها تعمل وتهدف لإيجاد سوق رياضية جاذبة وناجحة تساهم في إنعاش ورفع موارد الأندية المالية، ولكن ما يحدث في الرياضة السعودية من تصرفات وتجاوزات من بعض رؤساء الأندية وتحديداً من الرؤساء الذين هم برتبة أمراء في الجرأة على تحدي الأنظمة والمجاهرة في التعدي على الأنظمة يتعارض بكل وضوح مع توجه رؤية المملكة 2030 ويتصادم بكل صراحة مع نجاح مشروع تخصيص الرياضة السعودية لأن المستثمر سواءً السعودي أو الأجنبي لن يتشجع للدخول في الرياضة ويتقدم للاستثمار في الأندية وهو يشاهد هذه الجرأة على اختراق اللوائح ويقرأ أن تطبيق الأنظمة مطاطية في الرياضة السعودية وحسب المكانة الاجتماعية !!. فهذه المكانة الاجتماعية واسمها الحقيقي ومفهومها الفعلي الحصانة الاجتماعية والسلطة الاعتبارية هي من جرأت ذات يوم أحد رؤساء الأندية من الأمراء بأن ينهر رجل أمن في وسط الملعب ولا يجد من يردعه ويعيد لرجل الأمن اعتباره، وهي من أجبرت الحكام السعوديين بأن يقفوا وينصتوا بكل خشوع وخضوع في وسط الملعب لهذا الرئيس الأمير وهو يلقي محاضرته عليهم ويلوح بأيديه إليهم وتظل الأنظمة واللوائح عاجزة للانتصار لهم، وهي من فرضت على الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق بأن يرضخ ويخنع لهذا الرئيس الأمير بعد أن صرح ضدهم ووصل تهديده لهم حتى أصبح الاتحاد السابق أسير العمل تحت الوصاية وفشل بالعمل باستقلالية، وهذا هو المسمار الأول والخطير الذي سينخر في مشروع تخصيص الأندية ويخشاه المستثمر في اقتحام الخصخصة ما لم يفصل الأمراء بين مكانتهم الاجتماعية المصونة والموقرة كأمراء لهم هيبتهم وقدرهم في المجتمع وبين عملهم في الرياضة السعودية الذي يفترض منهم أن يكونوا فيه قدوة حسنة ويقدموا أنفسهم من خلاله بصورة رائعة عن المواطن المسئول قبل ما يكون أمير مسئول في نادي رياضي يبحث عن الانتصارات الوقتية والألقاب الوهمية على حساب المصلحة العامة للرياضة السعودية!!..
صحيح أن أكثر الأمراء المتطوعين للعمل في الرياضة السعودية سابقاً وحالياً يتميزون بالخلق الرفيع ويتصفون بالتعامل الراقي والمهذب مع الجميع ولكن لابد من المصارحة والمكاشفة ونعترف أن التصرف الفردي والنادر المسيء الذي يمارسه بعضهم أمام الجماهير في المدرجات وأمام المشاهدين على الشاشات وأمام الرياضيين في التصريحات هو ما يرسخ ويغرس في الصورة الذهنية للمتابعين، وهو ما يشوه النظرة الجيدة عن البقية والسائدة عند المشجعين خاصة بعد أن أصبح العالم كتاباً مفتوحا إعلامياً وفضائياً كل شيء فيه يدون ويسجل وينشر، لذلك من الضروري أن يدرك ويستوعب الأمراء المتطوعون للعمل في الرياضة أن المكانة الاجتماعية معناها الحقيقي هو احترام القوانين وحسن التعامل مع الآخرين، وفي المجال الرياضي تعني التزام الشخصيات الاعتبارية بفروسية المنافسة والتقيد وتطبيق اللوائح والأنظمة الرياضية والمحافظة على العلاقة الجيدة مع المنافسين، أما التباهي والتفاخر بكسر القوانين وخرق الأنظمة فهذا يسمى بحث عن إنجازات وألقاب جماهيرية وهمية وسعيا خلف الفلاشات الإعلامية، هو بكل صراحة ووضوح وبكل تجرد يحرج القيادة السياسية ويضعف موقف القيادة الرياضية في إنجاح مشروع تخصيص الأندية الذي هو مشروع وطني ويجب على الجميع العمل على نجاحه ولكن وبكل أسف البعض يريد أن يحوله إلى عبث رياضي!!.
بكل تجرد ..
** مدير إدارة الاحتراف الجديد المهندس طارق التويجري أمام اختبار حقيقي في تطبيق الأنظمة والابتعاد عن المجاملة في قضية توقيع رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي مع اللاعب عوض خميس وهو يعلم جيداً بأن اللاعب سبق وأن وقع عقدا ملزما مع نادي الهلال خاصة بعد ما جامل وساهم في منح ناديي الأهلي والنصر رخصة المشاركة في دوري أبطال آسيا 2015 وهما لا يستحقانها بسبب أن الناديين عليهما التزامات مالية ومستحقات متأخرة تمنع حصولهما على الرخصة الآسيوية!!.
** سيناريو تجديد عقد لاعب الهلال سالم الدوسري مع إدارة ناديه جاء على طريقة يحلمون خاصة بعد أن جهز الآخرون مكان التوقيع واتفقوا على السيناريو ولكن في النهاية تفاجؤوا وانصدموا بصور توقيع سالم الدوسري مع رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد!!.
** بداية فنية مخجلة في البطولة الآسيوية وفي العاصمة العمانية مسقط لفريق الهلال توجب تدخل إداري وفني سريع وقبل فوات الأوان خاصة في التعامل بشدة وحزم مع بعض اللاعبين الذين لم يقدروا الحضور الجماهيري المهيب والدعم القوي من الأشقاء العمانيين لفريق الهلال أمام الفريق الإيراني!!.
** وضع رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي نفسه ومن ركب معه في موجة التقليل من اللاعب عوض خميس بموقف محرج بعد أن قللوا في البداية من أهميته كلاعب نصراوي عقب توقيعه مع نادي الهلال وبعد أن خالف النظام وعاد ووقع مع النصر فأصبح في النهاية لاعبا مهما في صفوف الفريق ومخلصا لنادي النصر!!.
** حان الوقت أن يعي ويفهم جمهور نادي النصر أن الإنجاز الحقيقي لإدارة ناديه هو تحقيق البطولات وتسديد المستحقات وإيقاف مطالبات اللاعبين بحقوقهم في وسائل الإعلام أما غيرها فهذه انتصارات وقتية وبطولات وهمية على حساب مكانة وقيمة ناديهم!!.