فهد بن جليد
كثرة الإشاعات، الأخبار المغلوطة، الفهم الخاطئ، الاستعداد للنقد، التخوّف، مظاهر لازمت (مرحلة) التسجيل في برنامج جديد من نوعه، يُشارك فيه المواطن - للمرة الأولى ربما - في رسم (سياسات) الدعم المالي التي يستحقها، من خلال إقراره بصحة المعلومات التي يقدمها أولاً، ليتم اعتمادها وتحليلها لاحقاً، وهي مُعادلة برأيي (أخفق) القائمون على البرنامج في تبسيطها للمواطن، حتى تصل إليه بسهولة ويتفهمها، ومن ثم يتحقق التفاعل المنتظر.
السِّمات السابقة لم تقتصرعلى فهم (المواطن العادي) فقط. الصحفيون، وأصحاب الفكر، والنخب كذلك (تباين) فهم أغلبهم، وأنتج لنا عناوين صحفية، ومقالات تحليلية، وآراء وتغريدات خاطئة عن البرنامج، أثرت في تشكِّيل الرأي العام الذي وصل إلى (مُحاكمة حساب المواطن) حتى قبل أن يبدأ، فيما المُفترض أن يُرحب (بفكرة المُشاركة) بالمعلومات التي يقدمها المواطن، كخطوة إيجابية ورائعة، تنم عن تقدم نحو الأمام في أسلوب الدعم.
ولعل هذه من الأسباب التي دعت القائمين على البرنامج (مشكورين) لدعوة بعض الصحفيين وكتاب الرأي لزيارة البرنامج، والتعرّف عليه عن قُرب، وسماع آرائهم وأفكارهم ومُقترحاتهم التي تعكس جزءاً من نبض الشارع السعودي، وهي خطوة تُحسب للبرنامج، ولكنها غير كافية برأيي، بل يجب أن يعقبها خطوات أخرى, و(ورش عمل) لتتضح الأهداف بشكل أكبر، مع ضرورة أن تتم ترجمة بعض المُقترحات المُفيدة والبناءة، على بوابة (حساب المواطن) حتى يشعر الجميع بأن صوتهم وصل، وأن البرنامج مرن واستجاب لبعض المُلاحظات والأفكار المطرُوحة (كجزء من المُشاركة) في بناء البرنامج.
ثمَّة أسئلة مُطروحة : هل موسم الصيف المُقبل (الذي يشتكي فيه الجميع أصلاً) من ارتفاع فواتير الخدمات المدعومة، هو الوقت الأنسب لرفع الدعم عنها؟ وانطلاق حساب المواطن؟ أم أنَّ موسم الشتاء هو الخيار الأفضل لبلدنا، ليتعايش الناس مع التأثير بشكل تدريجي؟!.
ماذا عن التباين بين الأجواء في المدن والمناطق (الحارة والباردة) و(الصغيرة والمُترامية) هل سيكون الدعم مُتساوياً فيها للمواطنين؟ أم أنه سيكون مُختلفاً تبعاً للموقع الجغرافي وتأثيراته؟
حساب المواطن (خطوة إيجابية) من الحكومة لتقديم (الدعم الذكي)، وهو أفضل صور الدعم النقدي المُباشر للمواطن كما رأينا، وبرأيي أن الجميع سيتسابقون للتسجيل فيه، ويلمسون الفائدة منه، متى ما زال الغبش، وزادت الثقة، ولو من خلال تعديل بسيط على البوابة بإضافة (خانة صافي الدخل) وتقديم الالتزامات الشهرية التي تمتص مُعظم الدخل الذي يُفصح عن المواطن ويُقرّ به، وهي معلومة ستُفيد القائمين على البرنامج، وستُبدد مخاوف وتساؤلات مُعظم المواطنين؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.