د.عبدالعزيز العمر
هناك مقولة مضمونها أن المعلم يأخذ معه إلى فصله كل شيء إلا ما تم تدريبه عليه فهو يتركه عند عتبة باب فصله، ربما تكشف هذه المقولة عن وجود خلل في منظومة تدريب المعلمين. وهو خلل يحدث مع الأسف في الوقت الذي تؤكد فيه كل التوجهات البحثية أن التدريب يشكل المادة الفعالة في العملية التعليمية.
دعوني أعرض هنا بعض من تأملاتي الشخصية حول برامج تدريب المعلمين.
أولاً: في ظل الممارسات الحالية لمديري (قادة) المدارس يصعب قياس أثر التدريب على مستوى أداء المعلمين، فالواقع يقول إن أكثر من 90 % من المعلمين يحصلون على تقدير أداء (ممتاز)، سواء بالتدريب أو بدونه، ثانيًا: يتم أحيانًا تنفيذ برامج تدريب المعلمين في فنادق وقاعات فخمة بعيدًا عن مناخ وبيئة المدرسة، معلوم أن تدريب المعلمين يكون أفضل كلما كان قريبًا من الفصول والطلاب، ثالثًا: في التدريب يتم أحيانًا التركيز على الشكل أكثر من المضمون، وذلك من خلال المبالغة في استخدام أدوات التقنية والتجهيزات اعتقادًا من القائمين على التدريب، إن هذا الأمر سوف يضمن جودة التدريب، رابعًا: كثير من برامج التدريب شعارها اجلس واستمع (Sit and get)، أي أن المتدرب يجد نفسه سلبيًا غير مشارك في أثناء تقديم البرنامج، وقد يكون ذلك بسبب كثرة المتدربين خامسًا: يتوهم القائمون على التدريب أن جودة البرنامج التدريبي يقررها نتيجة تحليل استبانة المجاملة، وهي استبانة يعبئها المتدربون وتكشف دائمًا عن رضاهم التام عن برامج تدريبهم، سادسًا: بعض برامج التدريب التربوي تصل مدة تنفيذها إلى أربعة أشهر، وهذا أمر غير مقبول.