سعد الدوسري
منذ أجهزة الصرف الآلي التي بدأت كتطبيقات بنكية منذ حوالي ثلاثين عاماً، لم تطور البنوك خدماتها الآلية أكثر من ذلك، وصارت جهودهم منصبة على كيف يمكن حماية تلك الأجهزة من المخربين واللصوص والهاكرز. ويبدو أن الوقت الذي يضيعونه على الحماية، أنساهم أن المصارف العالمية تطور منتجاتها الخدماتية بسرعة قياسية، وأنساهم أيضاً كيف يستفيدون من هذه المنتجات.
لا يختلف اثنان أن بنوكنا تستفيد من عملائها أكثر مما تفيدهم، وأن عميل البنك في المملكة يعاني معاناة كبيرة في سبيل الحصول على الخدمات التي يستحقها، مقابل إيداعه أمواله في خزينته. والمشكلة أن ما يكتب في هذا الشأن في الصحف الورقية والالكترونية، أو في وسائل التواصل الاجتماعي، لا يعتد به ولا يلقى بالاً من قبل مؤسسة النقد. أي أن نشاط البنوك السعودية يأخذ ولا يعطي، لا من ناحية العملاء أنفسهم، ولا من ناحية الوطن بشموله. ويفترض أن استثمارات فلكية مثل الاستثمارات التي تديرها هذه المؤسسات تنعكس على أرض الواقع في استثمار الموهوبين والمبدعين والمميزين من الشباب والشابات، سواءً في تأهيلهم أو تدريبهم أو ابتعاثهم. في خدمات المجتمع والمسؤوليات الاجتماعية المستدامة، وليست الاستهلاكية الموسمية. في تعزيز وتطوير الثقافة المجتمعية الايجابية في إدارة المال المحدود واستثماره. في كل ما يمكن أن يجعل المستفيدين من البنوك، يشعرون بأن بنكهم جزءٌ منهم، وليس نبتاً طفيلياً يمتص أموالهم.