فهد بن جليد
نكمل حديثنا بالأمس، علمياً يُمكننا اعتبار (العشرة ملايين) المُسجلين في حساب المواطن حتى الآن، شريحة مُمثلة للمُجتمع، ويمكن بعد تحليل بياناتهم تخيل شكل الدعم النقدي وسياساته المُتوقعة، ولكن عملياً ربما نواجه عقبة تغير المُعطيات مع انضمام عدد كبير (متوقع) من المُتأثرين بعد رفع الدعم الفعلي في مرحلة لاحقة، وبالتالي سيكون الحساب مُجبراً على التعامل مع حقائق جديدة، ستحتاج جهدا وعملا أكثر مما هو مُنتظر مع كل تغير دوري وتجديد للمعلومات (ومرحلة تقييم).
قدر حساب المواطن أنه جاء بعد عدة برامج دعم واجهت آراء مُختلفة، وتشكَّلت عنها في أذهان شرائح المجتمع المُتعاملة والمُراقبة صور نمطية مُتعددة، بدءاً من حافز وانتهاءاً بساند، لذا كان على القائمين على البرنامج بذل جهد مُضاعف - وهو محل تقدير الجميع - من أجل بناء الصورة الحقيقية لهذا المشروع الوطني العملاق في أذهان المُجتمع وأرباب الأسر، وحثهم على التسجيل، وبالمناسبة من خلال العرض الذي قدمه القائمون على البرنامج يحق لنا أن نفتخر بهذه الطاقات السعودية من (الشباب والشابات) الذين يديرون عملية تسجيل ضخمة مثل هذه بكل احترافية، بل ويتدخلون أحياناً لمُساعدة العميل من أجل إكمال إجراءات التسجيل (مُباشرة) عبر اتصال هاتفي، وهي سابقة في مثل برامج الدعم هذه، إضافة للتحديات التقنية والتشغيلية لإدارة مثل هذا المشروع العملاق.
هناك رسالة يجب أن يوصلها البرنامج ويكررها حتى تتضح للمواطن دون لبس، الدعم النقدي عبر حساب المواطن لا يقصد منه زيادة دخل المواطن - كما تفهم شريحة من الناس - ولا علاقة له بإلغاء بدلات أو مُميزات مالية لبعض الموظفين - كون البعض ربط ذلك بالتوقيت - الحساب باختصار كما أفهم (دعم نقدي يُساعد الشريحة الأكثر تأثراً برفع الدعم الحكومي عن بعض الخدمات مثل الكهرباء والماء والطاقة) من أجل حماية الأسر السعودية من الأثر المُباشر وغير المُباشر المتوقع من الإصلاحات الاقتصادية.
إذاً حساب المواطن لم يظهر فجأة - كما يُعتقد - بل سبقه عمل دؤوب ومتواصل وسلسة اجتماعات استمرت أكثر من 10 أشهر على الأقل قبل إعلان الحساب، كانت كلها تتركز على البحث عن صيغة الدعم الأفضل التي تناسب طبيعة المجتمع السعودي وتحقق العدالة المُجتمعية وتحمي الشرائح المُتأثرة من الإصلاح الاقتصادي، وذلك من خلال الاستعانة ببيوت الخبرة والتعرف على تجارِب دولية سابقة.. وهذه نقاط تمهيدية مُطمئنة من المهم معرفتها، فالبرنامج ينطلق بنا من حيث انتهى الأخرون، مما يعني تلافي الكثير من الأخطاء التي كانت ستقع مع إطلاق برنامج دعم بهذا النوع والشكل الجديد علينا..
يتبع غداً..
وعلى دروب الخير نلتقي.