«الجزيرة» - حوار - وسيلة الحلبي:
شهدت جمعية الهلال الأحمر السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبد العزيز، تطوراً كبيراً في شتى أنشطتها الإنسانية حيث أكمل ما انتهجته الأسرة الحاكمة بدءاً من المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - في دعم الأعمال الإنسانية والمساهمة بها وتقديم الإسناد للدول المنكوبة ، فقد تم ترشيح الهيئة لنيل جائزة السلام في كوريا، كما تم ترشيحها لجائزة ساسكا والأمم المتحدة للحد من الكوارث، كما أخذت الهيئة على عاتقها تقديم المساعدات الإغاثية السعودية الطارئة للعديد من الدول المنكوبة. ولمعرفة المزيد عن هذا الصرح الإنساني الكبير التقت «جريدة الجزيرة» برئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور محمد بن عبد الله القاسم لوضع النقاط فوق الحروف وتعريف القراء بخدمات هيئة الهلال الأحمر السعودي.
* تجاوزت أنظمة العمل في الهيئة 80 عاما فهل تعتزمون إجراء تحديث لنظام الهيئة وماهي مراحل التطور التي مرت بها منذ نشأتها؟
- يتم تحديث أنظمة عمل الهيئة بشكل مستمر وفق ما تقتضيه الحاجة لتحسين جودة الخدمات التي يتم تقديمها ولتكون تلك التحديثات متوافقة مع خطط وبرامج وروئ المملكة المستقبلية أما فيما يخص مراحل التطور التي مرت بها فقد الهيئة كانت الانطلاقة الرسمية للعمل في هذا الصرح الإنساني حينما أصدر جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمة الله - أمره السامي الكريم رقم 3306 بتاريخ 2-3-1354هـ والقاضي بإنشاء «الإسعاف الخيري» في المملكة تحت رعاية جلالته، وبرئاسة نائبه العام الأمير فيصل بن عبد العزيز -رحمهما الله- حيث أولى سموه اهتماماً وحرصاً كبيراً حينها بهذا العمل النبيل وقام بتكليف وزير المالية سابقاً «عبد الله السليمان» - رحمه الله - بالإشراف على أعمال الجمعية ويساعده «محمد سرور صبان» - رحمه الله - الذي تولى الإشراف المباشر على الإسعاف الخيري ومهامه.
ومنذ ذلك الحين بدأت الجمعية أعمالها بانتخاب رئيس وأعضاء لها من أعيان مكة من الذين قدموا هبات وتبرعات واشتراكات للجمعية ليكونوا أعضاء شرف، وتم البدء ببرنامج جمع التبرعات للجمعية، ثم تم إعداد ميزانية للجمعية عام 1355هـ وكانت تضم ثمانية مراكز في مكة المكرمة.
وعندما ازدادت الأعداد البشرية العاملة بالإسعاف الخيري ازداد الانتشار والتوسع, فجاءت فكرة تغيير مسمى جمعية الإسعاف الخيري إلى مسمى «جمعية الهلال الأحمر السعودي»، وكان ذلك في عام 1383هـ بالمرسوم الملكي رقم 1 وتاريخ 16-1- 1383هـ الموافق لعام 1963م، فأخذت جمعية الهلال الأحمر السعودي تتطوّر وتتوسّع وتزايد عدد المستفيدين من خدماتها، فطموحها الأول هو تأمين صحة المواطنين والمقيمين في هذا الوطن، وذلك من خلال تقديم أفضل الخدمات الطبية الإسعافية الطارئة لهم، واستمرت الجمعية في تحسين مستوى خدماتها إلى أن تولّى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمور البلاد، حيث شهدت جمعية الهلال الأحمر السعودي في عهده تطوراً كبيراً في شتى أنشطتها الإنسانية حيث أكمل ما انتهجته الأسرة الحاكمة بدءاً من المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - في دعم الأعمال الإنسانية والمساهمة بها وتقديم الإسناد للدول المنكوبة، فقد تم ترشيح الهيئة لنيل جائزة السلام في كوريا، كما تم ترشيحها لجائزة ساسكا والأمم المتحدة للحد من الكوارث، كما أخذت الهيئة على عاتقها تقديم المساعدات الإغاثية السعودية الطارئة للعديد من الدول المنكوبة، ولم يشمل التطور النواحي الفنية فيما يخص هيئة الهلال الأحمر السعودي فقط، بل طال كذلك النواحي الإدارية والنظم الأساسية لطبيعة عملها، حيث تم إصدار العديد من القرارات الملكية العاجلة والمقتضية تقديم المساعدات للدول المنكوبة والمتضررة والتي جعلت من هيئة الهلال الأحمر منظمة عالمية تعنى بمجال الأعمال الإنسانية والإغاثية في شتى بقاع الأرض، بالإضافة إلى مهامها الاسعافية داخل المملكة، حيث حرص قادة هذا الوطن على عمل الخير ودعمه كما عُرف عنهم مواقفهم الثابتة والنبيلة في هذا المنطلق حيث تم إعادة تنظيم آلية تقديم المساعدات الإنسانية والتي تم دمجها تحت مظلة العمل الرسمي المنظم، ولم تقف الإصلاحات عند هذا الحد بل تجاوزت ذلك إلى أبعد منها حيث تم عمل دراسات وخطط علمية تنتهجها المملكة في مجال الأعمال، ومن تلك الجهات الحكومية التي وضعت خطط سير لعملها الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر، حيث تم إعادة هيكلتها لتصبح مؤسسة رسمية تهدف إلى تقديم العمل الإنساني والشؤون الإنسانية في زمن السلم والحرب ولم تقتصر القرارات الإصلاحية على إعادة هيكلة الإدارة العامة بالهيئة فقط بل شمل كافة الفروع التاعة لها بكافة مناطق المملكة وبيان كيفية ارتباط إداراتها ووحداتها بعضها ببعض.
وإدراكاً من القيادة بأهمية الدور والمهمة التي تقوم بها الهيئة، فقد تم دعم ميزانية هيئة الهلال الأحمر السعودي عاماً بعد عام حتى تجاوزت الملياري ريال سعودي ولم يتم الاكتفاء بهذا الدعم حيث لاقت الهيئة كذلك دعماً لها وللعاملين بها من خلال القرار الذي صدر عن مجلس الوزراء يوم الاثنين الموافق 24-12-1429هـ والقاضي بتحويلها من «جمعية الهلال الأحمر السعودي» إلى «هيئة الهلال الأحمر السعودي» وهو ما انعكس على مستوى الخدمات الإنسانية التي تقدمها للمجتمع بالإيجاب لاسيما وأن مجال الخدمات الطبية الإسعافية بشكل عام والهلال الأحمر بشكل خاص يلقى اهتمام القادة في هذا الوطن، وهو ما انعكس بالإيجاب على هذا القطاع وعلى مستوى جودة الخدمات التي يقدمها الهلال الأحمر، كما انعكس كذلك على الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه هيئة الهلال الأحمر السعودي فيما تقدمه سواء كانت الأعمال الدولية الإغاثية أو الخدمات الإنسانية الإسعافية لأبناء المجتمع، حيث زادت هيئة الهلال الأحمر السعودي من توسُّعها وانتشارها، فبعد أن كان عدد منسوبيها حوالي (182) موظفاً عند بداية تأسيسها، أصبح في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تجاوزوا (8000 ) آلاف فرد ينتمون للهلال الأحمر تنوّعوا ما بين إداريين وأخصائيين ومسعفين وأطباء، كذلك كان الحال في تزويد سيارات الإسعاف بأحدث الأجهزة بأرقى وأحدث المواصفات والتجهيزات التي تساعد على تقديم أفضل الخدمة الإسعافية حيث وصل حالياً عدد سيارات الإسعاف أكثـــر من ألف ومائتـــــي سيارة تابعــــة لهيئة الهلال الأحمر والمجهزة تجهيزاً طبياً كاملاً وبأحدث وسائل التكنولوجيا العالمية ، وزادت هيئة الهلال الأحمر السعودي من انتشارها، حيث بلغ عدد المراكز الإسعافية في بداية تأسيس الهلال الأحمر (8) مراكز اسعافية بينما بلغت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (384) مركزاً إسعافياً.
* دكتور محمد القاسم كيف ستسهم الهيئة في تحقيق رؤية المملكة 2030؟
- الهيئة هي من ضمن حزم المؤسسات الحكومية المشاركة في رؤية المملكة 2030 ونحن نعمل وفق توجيهات وتطلعات الدولة في رؤيتها لتحقيق الأهداف المنشودة، لذلك نحن في الهيئة نعمل على تطوير العمل الإسعافي والمساهمة في تقديم خدمات ذات جودة عالية بالإضافة إلى سعينا للوصول للمصاب والمريض بأسرع وقت ممكن, حتى نتمكن من جعل هذا الجهاز متوافق مع أهداف برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة.
* وهل سيعاد تفعيل الإسعاف الجوي من خلال الهيئة؟
- الإسعاف الجوي لازال موجوداً ونحن بصدد طرح مناقصة تشغيل حيث انتهى عقد مشغلي المشروع الحالي للإسعاف الجوي, و بصدد إعادة طرح المنافسة حيث أن العمل جار على إعداد طرح المنافسة على المشروع, وسيتم تحديث وثيقة الطلب خلال الفترة المقبلة حتى تتمكن الشركات المتخصصة من التقديم لتشغيل المشروع وفق أعلى المعايير وبكفاءات متميزة ونحن في الهيئة نخضع المشروع للدارسة والتقييم بشكل مستمر لتحقيق الأهداف التي من أجلها تم استحداثه ونحن حريصين كل الحرص لتحسين مستوى الخدمات التي تتناسب مع إمكانيات الهيئة المعروفة، وبإذن الله ريثما يتم التعاقد مع مشغل سيتم الإعلان عنه.
في العمل الإنساني رغم كل الإيجابيات فإن الخطأ قد يخفي الجانب الإيجابي من هذا العمل وقد تكون ردة فعل المجتمع سلبية تجاهه أكثر من أي عمل آخر قد لا يلامس حياة البشر رغم الاحترافية في العمل التي يقوم بها منسوبو الهيئة فكيف تتعاملون في الهيئة مع القصور في الأداء أو سوء في التعامل في حال وجد ذلك وكيف يتواصل معكم المستفيدون من الخدمات التي تقدمها الهيئة؟
- حرصت الهيئة ومنذ نشأتها على أن تكون مستوى الخدمة التي يتم تقديمها لطالبيها من مواطنين ومقيمين وفق أعلى المعايير الطبية في هذا المجال ويتم تدريب منسوبيها بشكل مستمر لضمان الاستمرارية في جودة العمل بالإضافة إلى متابعة الهيئة للتقنيات المتوفرة والتي من شأنها المساهمة في تعزيز جودة الخدمة الاسعافية الطارئة التي يتم تقديمها وهو مايتم الكشف عنه كل فترة في وسائل الإعلام حيث أطلقت الهيئة العديد من التقنيات وحرصت على تجربتها كتقنية تحديد موقع المتصل آلياً للتعامل مع كثير من البلاغات التي ترد لغرفة العمليات ولا يتم ذكر موقع البلاغ بشكل دقيق وهو ما يجعل العملية الإسعافية تأخذ وقتاً أطول في مباشرة الحالة فعند ورود اتصال من طالب الخدمة الإسعافية يتم تحديد موقع المتصل آليا عن طريق برنامج (CAD) دون الحاجة للإدخال اليدوي مما يساعد موظف غرفة العمليات على تحديد موقع الحالة في أسرع وقت ممكن والاستفادة من الوقت في تسجيل معلومات الحالة مما يوفر وقتاً على موظف العمليات وطالب الخدمة الإسعافية بالإضافة إلى أن الهيئة استعانت مؤخراً بستر التبريد في موسم الحج (كير فست) وكانت تجربة ناجحة ولله الحمد، أما فيما يخص كيف يتم التعامل في الهيئة مع القصور في الأداء في حال وجد فإن منسوبي الهيئة يعملون على مدار الساعة في اليوم بطاقة بشرية تبلغ 800 مسعف بنفس الوقت لمباشرة أكثر من 1500 بلاغ تتلقاه غرف العمليات المركزية بكافة مناطق المملكة في اليوم وهو ما يزيد من نسبة القصور في أداء العمل وقد حرصنا في الفترة الماضية على الاجتماع مع العاملين في الميدان لإيجاد آلية عمل تكفل تقديم خدمة طبية إسعافية بجودة عالية وتقلل نسبة القصور في أداء العمل لاسيما وأن الهيئة تباشر وتنقل مئات الحالات بشكل يومي وكأي عمل سيكون هناك قصور وضعف في بعض الحالات كما أن بعض العملاء يطلب خدمات خارجة عن نطاق عملنا كنقل حالات غير إسعافية، أو اختيار مستشفى معين لنقل الحالة رغم عدم حاجة الحالة أو أحقية المريض لنقلها، أما فيما يخص ماهي الطرق الرسمية لتقديم الشكاوي أو الاقتراحات والملاحظات على العمل الذي تقدمه الهيئة فقد حرصنا عل فتح قنوات التواصل مع الجمهور من خلال اللقاءات المباشرة عبر المنصات الإلكترونية حيث تم تخصيص بريد إلكتروني خاص لهذا الغرض (cs@srca.org.sa)، إضافة إلى التواصل عن طريق الموقع الإلكتروني وحسابات الهيئة على مواقع الواصل الاجتماعي.
* ماذا عن خطتكم لزيادة عدد المراكز الإسعافية في العاصمة وكم عدد المراكز التابعة للهيئة حتى الآن؟
- تسعى الهيئة لنشر خدماتها الإسعافية في كافة أنحاء المملكة وذلك وفق آلية عمل ودراسات علمية متخصصة لنشر الخدمة الإسعافية وفق الاحتياج الفعلي لفتح المراكز ومتى ما دعت الحاجة لزيادة عدد المراكز الإسعافية في العاصمة سنقوم بذلك، وفي الوقت الراهن يتم تقديم الخدمة الإسعافية من خلال 80 مركزا إسعافيا من إجمالي عدد المراكز التي وصل عددها (384) مركز إسعاف.
* هل سيعاد النظر في نظام التطوع في الهلال الأحمر؟
- بالنسبة للتطوع في الهيئة، فالعمل يتم وفق إستراتيجية ويتم تحديثها من فترة إلى أخرى لتكون الأعمال التطوعية دعامة أساسية للعمل الإنساني الذي تقدمه الهيئة فالهيئة في الوقت الراهن تشارك بمتطوعيها في موسم الحج والعمرة من كل عام بمكة والمدينة من الجنسين (ذكورا وإناثا) بالإضافة للاحتفالات والمناسبات التي تقام ويشارك فيها الهلال الأحمر, لا شك كل نظام يحتاج لتحديث وإعادة هيكلة حتى يتم تطويره بالشكل المطلوب وتقديم الخدمات بشكل أفضل مما عليه في السابق وهذا ما نعمل عليه في الوقت الحالي وبإذن الله سيكون النظام بعد تحديثه ذا فاعلية أكثر وتنظيم أدق بما يعزز من ثقافة العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع
* ماذا عن تأهيل الكوادر الإسعافية وبرامج التدريب الموجهة لأفراد المجتمع؟
- نحن نملك مركز تدريب على مستوى عال ومدربين ذوي خبرة عالية ومؤهلين بأفضل الشهادات في مجال الإسعاف وطب الطوارئ لاسيما وأن الهيئة الآن أصبحت مركز تدريب عالمي ومعتمد لعدد من الجهات الدولية مثل جمعية القلب الأمريكية والعديد من الجمعيات المتخصصة الدولية بالإضافة إلى أن الهيئة تقوم بعدد من البرامج والدورات التي تقام بشكل دوري وأسبوعي لذلك يحظى منسوبو الهيئة بتأهيل وتدريب عال جداً سواء في مركز التدريب التابع لنا أو من خلال ابتعاثهم خارج المملكة لإكمال الدراسات العليا لهم.
أما فيما يخص برامج التدريب الموجهة للمجتمع بدأت هيئة الهلال الأحمر بتطوير كافة خدماتها من خلال عمل دراسات وبرامج طويلة المدى تساعد في رقي الخدمات الإسعافية المقدمة من الهيئة، حيث تم البدء بمشروع تطوير الخدمات الطبية الإسعافية من خلال اللجنة السعودية الأمريكية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني (أطلق عليه اسم الجيكور) الذي يهدف إلى نقل التقنية وتطوير نظام الخدمات الطبية الطارئة في المملكة وجرى الاستفادة من التقدم التقني والفني في علوم الخدمات الطبية الإسعافية في الولايات المتحدة الأمريكية وركز المشروع على قضية التدريب بشكل خاص، وقد تم تنفيذ العديد من برامج التدريب في مجال الخدمات الطبية الإسعافية في مرحلة ما قبل المستشفى.
وقد أطلق على المشروع السابق اسم مشروع (الهلال الأحمر) وهو اتفاقية أبرمت بين الصحة العامة الأمريكية وهيئة الهلال الأحمر السعودي وكان الهدف منها نقل التقنية والنهوض بنظام الخدمات الطبية الطارئة في المملكة في مرحلة ما قبل المستشفى وهو ما حرص عليه المسؤولون في هيئة الهلال الأحمر السعودي وهو ما تحقق، فنجم عن افتتاح المشروع (مرحلة ما قبل المستشفى) 9 مراكز تدريبية في جميع أنحاء المملكة جميع المدربين بها سعوديون ، كما تم تدريب أكثر من (120) شخصاً من العاملين في هيئة الهلال الأحمر كمدربين للمهارات الطبية الطارئة وقد ركز المشروع على مسألة التدريب وبرامجه حيث قام بتنفيذ العديد من برامج التدريب في مجال الخدمات الطبية الإسعافية في مرحلة ما قبل المستشفى، وفي عام 1993م كان المشروع قد توسع كثيراً لا سيما بالنسبة إلى تشغيل محطة التدريب النموذجية بمركز التدريب الطبي المتقدم في الرياض، وأصبح لدى الهيئة مدربون سعوديون على مستوى من الكفاءة العالية.
ومن البرامج التي نتجت عن المشروع كذلك برنامج الإسعافات الأولية والموجّه لتدريب كافة شرائح المجتمع بالمملكة من الجمهور إلى منسوبي القطاع الحكومي والقطاع الخاص وطلبة المدارس حيث تم تدريب 21857 فرداً خلال الفترة من عام 1405هـ وحتى 1418هـ وقد تطور البرنامج بعد ذلك تطوراً كبيراً، وسمي ببرنامج الأمير نايف لمبادئ الإسعافات الأولية وذلك في عام 1417هـ، وتعزز البرنامج ببرنامج تثقيفي هو «المشروع الوطني للتثقيف والتوعية الإسعافية»، ويهدف لتثقيف المجتمع بمبادئ الإسعافات الأولية ، كما أردف ببرنامج ثالث هو برنامج «إعداد المدربين والمدربات بالإسعافات الأولية».
تم تنفيذ البرنامج خلال عامه الأول بـ(13) ثلاثة عشر مركزاً تدريبياً للرجال و(5) خمسة مراكز تدريبية للنساء، وقد بلغ عدد المستفيدين من برنامج الأمير نايف من عام 1417هـ حتى نهاية عام 1437هـ (268.540) مائتين وثمان وستون وخمسمائة وأربعين ألف متدرب ومتدربة، تدربوا بعدة آلاف من الدورات ، كما بلغ عدد من استفاد من دورات إعداد المدرب أكثر من ( 195) مدرباً ومتدربة، كما استهدفت الدورات الإسعافية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أكثر من 800 مدرسة وتوعية أكثر من 200.000 مائتي ألف طالب وطالبة.. ومن أبرز الجهات التي جرى تدريبها بالإضافة للجمهور (الشركة السعودية للكهرباء، السكك الحديدية، منسوبو وزارة الداخلية والجهات التابعة لها، الحرس الملكي، المراكز الصحية، حرس الحدود، الدفاع المدني، الخطوط الجوية السعودية، الاتصالات السعودية، التعليم مدرسو وطلبة المدارس، المراكز الصيفية، نزلاء الإصلاحيات، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزارة الحج، وزارة الدفاع، رئاسة المحاكم، والقطاع الخاص كالبنوك والفنادق والجمعيات الخيرية. كما جرى تأهيل مدربين لبعض الجهات السابقة.
بالإضافة إلى برامج الإسعافات الأولية هناك برنامج المسعف الأساسي وهو يعد المستوى الأول لفنيي الخدمات الطبية الطارئة في علم الإسعاف الحديث، وهناك برنامج المسعف المتقدم والذي بدأ منذ عام 1412هـ وبرنامج اختصاصي الإسعاف الطبي وهو البرنامج الأعلى في مستوى مجال الخدمات الطبية الإسعافية الطارئة وقد بدأ العمل في البرنامج عام 1413هـ.
* ما هي جهود الهيئة فيما يخص المعتقلين والتواصل معهم؟
- حرصت الهيئة على تفعيل شراكتها مع المنظمات الدولية وعمل برامج تخدم إنسانية تساهم في التخفيف من حجم المأساة التي يعيشها المعتقلون وذويهم خارج المملكة من خلال عمل برامج تواصل ما بين المعتقلين وأسرهم للتخفيف من حجم المعاناة التي يعيشونها في المعتقلات حيث تقوم الهيئة بإجراء الاتصالات الهاتفية والمرئية بين المعتقلين وأسرهم في سجني باغرام غوانتنامو حيث بلغ عدد الرسائل المرسلة منذ البدء بالمشروع بشكل رسمي عام 2003م (4115) رسالة وبلغت طلبات البحث (227) طلب بحث وبلغ عدد المكالمات الهاتفية (356) وبلغ عدد المكالمات المرئية (555) ونظمت الهيئة بالتعاون مع المنظمات الدولية (58) زيارة ما بين المعتقلين وأسرهم وبلغ عدد المستفيدين من البرنامج (5852) ما بين ذكور وإناث.
* وهل سيتم إشراك القطاع الخاص في أعمال الهلال الأحمر دكتور؟
- القطاع الخاص هو شريك إستراتيجي لأي جهة حكومية وهناك الكثير من الأعمال يقوم بها القطاع الخاص مع الجهات الحكومية والهيئة لها تجارب سابقة وشراكات مع عدد من الجهات في القطاع الخاص لا سيما في مجال التوعية ومجالات الخدمات المساندة.
* كيف تنظرون إلى تعاون المواطن مع جهود الهيئة؟
- المواطن والمقيم على أرض هذا الوطن هم شركاء استراتيجيين مع الهيئة ونسعى بشكل مستمر لتقديم أفضل الخدمات الانسانية لهم بما تقتضيه الحاجة. والهيئة تستفيد من الشراكة مع أفراد المجتمع من خلال البرامج التوعوية والتطوعية لدعم أعمالها الإنسانية التي يتم تقديمها.
* ما هي رسالتكم إلى المواطن؟
- إن رسالتي له بسيطة (أنت من تشارك في حياة روح أو فقدانها من خلال تعاونك مع الفريق الطبي الإسعافي من منسوبي الهيئة في الطريق ومكان الحادث).