«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - إبراهيم الدوخي وفواز الروقي:
قام عدد من الأساتذة والباحثين في كليات وأقسام الإعلام في عدد من الجامعات السعودية والعربية المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني (البيئة الجديدة للإعلام التفاعلي في العالم العربي.. الواقع والمأمول) الذي نظمته جامعة الملك سعود بزيارة لمقر صحيفة «الجزيرة».. حيث كان في استقبالهم سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد بن حمد المالك. وقد تجول المشاركون في هذا المؤتمر خلال زيارتهم لصحيفة الجزيرة على مرافق الصحيفة ومطابع الصحيفة الحديثة واطلعوا على التقنيات التي أدخلتها مؤسسة الجزيرة على أنظمة الطباعة الحديثة..
بعد ذلك شاهدوا فيلماً عن مراحل إنشاء هذه المطابع وما وصلت إليه حديثاً في مجال التقنية ومنتوجات «الجزيرة» المتنوعة مثل الجزيرة بلس والجزيرة موبايل.. والجزيرة سناب.. وموقع الجزيرة الالكترونية، كما شاهدوا معرض صفحات الجزيرة القديمة والحديثة، ومن ثم توجه الوفد إلى قاعة الاجتماعات في مبنى المؤسسة.. لعقد حلقة نقاش مع رئيس التحرير.
كلمة المالك
وقد ألقى رئيس التحرير، خالد بن حمد المالك، كلمة رحب فيها بالأخوات والإخوان المشاركين في هذا المؤتمر وقال: نحن سعداء بزيارتكم لمقر صحيفة الجزيرة التي يمتد تاريخها إلى نصف قرن من الزمن... حيث كانت البداية بصحيفة شهرية بقيادة وملكية أحد رواد الصحافة في المملكة وهو الشيخ عبد الله بن خميس - رحمه الله-.
ثم بعد ذلك تحولت الصحافة في المملكة إلى صحافة مؤسسات يملكها مجموعة من المواطنين من خلال الترخيص لها كمؤسسات، بعد ذلك صدرت هذه الصحيفة أسبوعية لمدة 9 سنوات تقريباً..وعندما عينت رئيس تحرير لها باختيار من الجمعية العمومية.. قدت فريقاً إعلامياً لتحويل هذه الصحيفة من أسبوعية إلى يومية.
وأضاف المالك بأن مؤسسة الجزيرة لها (37) مكتباً داخل المملكة، تعمل على تغطية نشاطات مناطق ومحافظات المملكة، بالاضافة إلى وجود ثلاث مكاتب خارج المملكة في كل من القاهرة ودبي والبحرين.. ويبلغ عدد من يعملون حالياً في مؤسسة الجزيرة من صحفيين وفنيين وإداريين أكثر من (1000) شخص.
وأشار إلى أن أرض هذا المبنى والمباني المجاورة لنا مثل وكالة الأنباء السعودية وهيئة الصحفيين وجريدة الرياض ومجلة الدعوة وغيرها من الصحف الأخرى هي هبة من الدولة، أمر بها خادم الحرمين الشريفين دعماً للصحافة المحلية لإقامة منشآتها عليها... وقد أطلق الملك سلمان على هذا الحي الذي نحن فيه (حي الصحافة).
وأوضح المالك بأن المؤسسات الصحفية في المملكة مؤسسات أهلية ولديها استقلالية تامة في النشر، والدولة لا تملك فيها أي حصة..ولا يوجد أي رقابة عليها. والمسؤولون في وزارة الإعلام يطلعون على الصحيفة.. كما يطلع أي قارئ.. صحيح موجود في وزارة الإعلام (لجنة مراقبة) لمراقبة ما يسيء للآخرين أو يكون غير مقبول أو يتعارض مع العرف الصحفي، وتنظر هذه اللجنة في أي شكوى أو تجاوزات.
وبين المالك بأن من يعملون في الصحف السعودية في الوقت الحاضر سعوديون 100% ولكن فيما يتعلق بالمطابع والأمور الفنية فغالبيتهم غير سعوديين..
مشيراً إلى أن الصحف السعودية تتعامل مع شركة وطنية لتوزيع الصحف في مختلف مناطق ومحافظات وهجر المملكة.. وهذه الشركة تقع في حي الصحافة وبين المؤسسات الصحفية في مدينة الرياض، ولها عدة فروع في مناطق المملكة لخدمة المؤسسات الصحفية.
وقال بأنه يوجد لدى جريدة «الجزيرة» مجموعة من الإصدارات الالكترونية خاصة بالمرأة والسيارات وغيرها.. ولازلنا ننفق على هذه المنتوجات من إيرادات المؤسسة الأخرى، ونتطلع في المستقبل أن توظف هذه المواقع لخدمة المعلن إذا ما تراجعت الصحف الورقية.
وتطرق المالك إلى كراسي الجزيرة في الجامعات السعودية، وقال إن هذه ضمن مسؤوليتها الوطنية، وأضاف: بعض هذه الكراسي لها عشر سنوات، وهذه الكراسي مكلفة جداً، ومع انخفاض حجم الإعلان أعادت المؤسسة النظر في إيقاف هذه الكراسي لفترة معينة.
مداخلات
عقب ذلك، دار حوار شفاف وصريح بين رئيس التحرير وبعض أساتذة الجامعات في الخارج... ففي سؤال عن هيئة الصحفيين السعودية وإمكانية تطوير العمل في هذه الهيئة..
رد قائلاً: لقد اطلعتم على نشاطات هيئة الصحفيين خلال زيارتكم لها، ونتمنى منكم بصفتكم أساتذة في جامعات مرموقة سواء في المملكة أو في الخارج أن يكون هناك تواصل بيننا وبينكم من خلال طرح أفكار تعتقدون بأنها تخدم العمل الاعلامي وتسرع في نشاط الهيئة وميثاق الشرف الصحفي.. وكيف يمكن أن نقدم مشروعا جيدا يستفيد منه الناس والعاملون في حقل الإعلام، وتستفيد منه دول أخرى، إذا وجدت فيه شيئاً مشجعاً، والعمل الصحفي متجدد ومتغير ومتطور، ونحن نرحب بأي إضافات تخدم قضايانا وتواكب تطلعاتنا في ظل هذه الظروف، ودعا إلى مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات التي تناقش همومنا وتطور إعلامنا المسموع والمقروء والمشاهد حتى نصل إلى ما تطمح إليه شعوبنا، مذكراً بالمآسي التي نعيشها في العالم العربي والتي تضربه دولة بعد أخرى.. من هنا فإن الاعلام عليه دور مهم.
وعقَّب د. علي العنزي.. رئيس قسم الاعلام في جامعة الملك سعود قائلاً: نحن نقدر لكم هذه البادرة بدعوة هؤلاء الأساتذة من الجامعات العربية وبلاشك ما شاهدناه في هذه الصحيفة هو شيء يسر الخاطر.. وهو جهد رجل الاعلام الأول في المملكة وهو الأستاذ خالد المالك.. وقد استفدنا كثيراً من هذا الطرح وهذه الرؤية عن الإعلام وعلى دور الصحافة في إبراز قضايا الأمة في ظل هذه الظروف التي تمر بها الدول العربية.. وإنني أدين لهذه الصحيفة جهودها وتشجيعها لمن لديهم رغبة في العمل الصحفي، قد كتبت فيها وأنا طالب في جامعة الملك سعود، ولا زلت مديناً لها بأنني تعلمت فيها الكتابة في المجال السياسي.. والجزيرة.. هي من تتبنى صحفيين مرموقين يعملون في الإعلام السعودي.