سعيد الدحية الزهراني
فكرة عودة «الثقافية» إلى جسد هذه الصحيفة بعد خروجها إبان تأسيسها ضمن وثبات عودة «الجزيرة» إلى الصدارة على النحو الذي تزهو به اليوم.. أقول كانت فكرة العودة عيدًا صحافيًا كبيرًا انتظرته كثيرًا..
أقول هذا وأستاذي الزميل مدير التحرير الدكتور إبراهيم التركي يخالفني الرأي ويعلم اختلافي معه.. له أسبابه ولي أسبابي وبيننا فاتنة فائقة نلتقي في محبتها والصدق والإخلاص لها.
في مراحل التحضير للعودة.. كنا نطبخ شكلاً مغايراً نقول من خلاله للمشهد الثقافي وللطيف المحتمل: نتجدد لنتفوق حتى على أفكارنا.. كان التحدي في ظهور المحتوى شكلاً ومضمونًا.. كان المضمون أكثر إتاحة لمساريه الإخباري والمقالي.. وكانت الخطة جاهزة على النحو الذي ظهرت به حينها بأربع صفحات حيوية اثنتان منها حوارية وتحقيقية. مع استمرار الصفحات الأخرى المقالية والخبرية.. وهو السياق الأدائي المستمر كما هو مشاهد..
بقي الشكل.. كانت دائرة التحرك مؤطرة بهوية الصحيفة المعتمدة في خطة التطوير.. بقي المجال متاحاً في أضيق الحدود وأهمها على الإطلاق.. الغلافين الأول والأخير.. كيف يمكن أن تغامر بأهم ما تملك دون أن تخسر.. وتحديداً في الغلاف الرئيس الأول..
كان القرار صادمًا وقويًا وشجاعًا حين وافق «أبو يزن» أن يخرج الغلاف كاملاً بصورة فوتوغرافية وعنوان رمزي فقط عدا شريط سفلي يحمل عناوين الإشارة.. لأن المعتاد أن يذهب لأعمال الفن التشكيلي كما في أغلفة المجلات غالباً.. وهنا الاختلاف الذي يخصص غلاف ملحق ثقافي بصفحة كاملة لصورة وعنوان فقط دون التفكير في المساحة التحريرية التي ستخسرها فضلاً عن صدمة التحول لفن الصورة كعنصر ثقافي مهم يجب أن تستثمره الصحافة الثقافية بل ويجب الاحتفاء به وبأهله ودعمهم..
الآن نكمل عامنا الأول.. نستحضر التجربة ونقيِّمها ونعتز بنتائج التقييم أيًا كانت.. وهنا أجدني مطالبًا بحق الشهادة للزميلة خلود العيدان والإشادة بالمسار المتفرد في أعمالها الفوتوغرافية.. الصورة لمن يلتصق بها عمليًا ومهنيًا وثقافيًا هي أبعد من درجات الجمال والاحتراف.. إنها حالة غير قابلة للتعبير تستقر في روحك دون أن تستطيع التعبير عنها.. كما لو كانت طاقة كامنة في زاوية من زوايا العمل الفوتوغرافي تجعلك منجذبًا إليها.. بل ويحدث التأثير في أعماقك ولا تملك وصفًا له.. وهذا ما تترجمه أعمال الزميلة خلود بتجرد كامل..
أتمنى لها التوفيق وأدعو من يجد هذا التوصيف في أعمال فوتوغرافية لفنان آخر أن يسهم في إثراء هذا الحقل الجديد من خلال التواصل معنا في الثقافية..
ما لم تقله الصورة: طاقة كامنة في الحالة!