أيها المخادعون
سأصحب معي كل كوابيسي وسترون، سأصرخ في آذانكم؛ نكاية بتموضعكم الجاف، أنتم تختارون حياتكم كيفما شئتم ونحن نعاني من أوار هذا الحريق، ستكون صرخة أولى تتبعها أخريات لا يقلن عنها فداحة، وبعد ذلك يمكنني أن أسامحكم.
كنت أكلم نفسي -قطعا- لا أحد حولي ممكن أن يلمس هذا الجنون، أو أن يخبرني لماذا أنا الآن أتكلم بصوت عال ولوحدي.
كانت المرآة أمامي تنز صورًا شتى لأولئك الذين هددتهم، كانوا ينزلون منها زرافات ووحدانًا، كنت مذهولة، أتبع أثر انتشارهم في الغرفة، كان واحد منهم ما زال بقعة صغيرة على وجه المرآة.
نسيت نفسي في خضم هذا الضجيج، كان عددًا مهولاً، يتنفسون في آن واحد، يزفرون معًا، كجوقة جاهزة تعزف أحمق مقطوعة موسيقية على الإطلاق.
لم أستطع أن أنزل من السرير، كان أحدهم يمسك بأحد أصابع قدمي، يجر جنوني للأخير، ركلته بكل قوتي، نزلت دفعة واحدة، كنت أمشي الآن على وحل بشري مضطرب، وحوش تئن تحت وطأتي، أفكارهم محشورة تحت خطوتي، أسمع صريرها، وأحاديثها، وأستطيع أكثر من ذلك أن أعد أنفاسها، سقطت بسبب أحدهم كان جسدي لينًا، وطريًا، لم يخدش، قاومت رغبتي في البكاء، إذ أرعبتني هذه الجحافل، لكن شعورًا خاطفًا بث فيّ إحساس الشفقة، راحت دقات قلبي تتزايد وأنا أواصل مسيري..
أنتظر اللحظة المناسبة التي بدت واضحة وجلية أمامي، كنت أمسح تلك البقعة الصغيرة التي التصقت بوجه المرآة وأنا أضحك..
- موضي العتيبي