أدِم الترددَ
واستلب أسماعي
شجني يطول ببحَّةِ المذياعِ
صوتٌ تحشرج في الأثير
لعلَّهُ بنشازهِ
يطغى على الإيقاعِ
مما يمر الصدر من أناتهِ
عند اختناق البوح
في الأضلاعِ
كم قلت للدنيا.. حنانك.. أقبلي
ولم العناءُ؟!.. وأنت أرض متاعِ
كنا صغاراً
والبلاد قليلةٌ
ولربما كَثُرتْ بحضنِ وداعِ
ما كانَ صمتُ ملامحي
في موتهم
إلا لخوفي
من سقوط قناعي
أخشى إذا انكشف الغطاء
تسيل من سقف التوقّع حكمتي
للقاعِ
هي هكذا
يا قلب لا تحزن
فلا شيء يدومُ
وما لنبضك داعي
منذ البداية
قال جدي يا فتى
خذ بعض أحمالي
وخذ أوجاعي
وخذ الكتاب بقوةٍ
واقرأ بهِ
إيثار من رحلوا بلا أطماعِ
أسفي على التاريخ
كيف أصابني بحنينهِ
… وأنا سليل صراعِ
إني لأسأل
كيف ينتقل البريد؟!
وكم حنينٍ في حقيبة ساعي؟!
هو يحمل الأوراق
لكن ليس يدري
أنني سطّرتها لضياعِ
فالعالم الرعويُّ
غاب ولم يعدْ
إلا لأنفخَ فيهِ نايَ الراعي
وليكثر الأتباعُ في تغريبتي
ما أوحش الدنيا
بلا أتباعِ
سال المجاز
على الحقيقةِ خائفاً
هو ليس يدرك ما تجنُّ رقاعي
لما تطاير بين جنبي الشرار
رأيت ثأري
في دمٍ ملتاعِ
لا خير في أحدٍ
ولا في شرّهِ أثرٌ يُرى
إن لم يكن بشجاعِ
لكنني والسيل قد بلغ الزُبى
والسدُّ يشبهُ صبريَ المتداعي
قد شدني غرقي، لأدفع موتَهُ
والموجُ يضحك من يدي وذراعي
الموت ليس الحل لكن ربما
هو ما يتاحُ لظامئين جياعِ
... ... ...
عبداللطيف يوسف المبارك - كاتب ومحرر في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، عضو مؤسس في الموسوعة العالمية للأدب العربي (أدب).
المؤلفات:
* مجموعة (لا الأرض أمي لا القبيلة والدي) الصادر عن دار أثر للنشر والتوزيع. 2013م.
* مجموعة (رَوِيّ) الصادر عن دار مدارك للنشر والتوزيع. 2016م.