د.حامد الوردة الشراري
تجربة دولة الإمارات في تشكيل مجالس شباب لكل إمارة والتي تهدف لدعم طاقات الشباب ولتمكينهم في المشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل دولتهم في كافة المراحل، وفي مختلف القطاعات، تحت مظلة مجلس الإمارات للشباب كجزء من الحكومة، وله ممثل في مجلس الوزراء ويختص بوضع استراتيجية للشباب بما يتوافق مع التوجهات المستقبلية لدولة الإمارات، وتحديد التحديات التي تواجه الشباب واقتراح الحلول والبرامج المناسبة بشأنها.
مجالس الشباب الوطنية موجودة بأشكال متعددة في العديد من دول العالم، وهي تمثل الرابط بين الحكومة والشباب وتؤدي دور المنسق بين المنظمات الشبابية المحلية والدولية.
التجربة الإماراتية الرائدة، تجعلنا نسلط الضوء على الحراك والجهود والمبادرات الوطنية في خدمة فئة الشباب التي تصل نسبتهم إلى70% من عدد سكان المملكة. فواقع هذا الحراك متباين في النشاط؛ فمنها النشط، ومنها دون ذلك، فمثلا هناك جهات تقوم بجهود متميزة ذات ارتباط بالشباب كموسسة «مسك الخيرية» ومركز الملك سلمان للشباب...، في حين تجد تبايناً في جهود مجالس شباب المناطق، والذي يبدو لي أنها تعمل في شكل جزر منعزلة مستندة لمرجعيات تنظيمية مختلفة.
مجالس شباب المناطق ولجانها تم تشكيلها بمبادرة رائعة من بعض امارات المناطق لإدراكهم لحاجة الشباب، وإيمانهم بأنهم قوة اجتماعية هامة بصفته قطاعاً اجتماعياً رئيسياً في المجتمع، وقوة اقتصادية يجب استثمارها في تنمية مناطقهم والتنمية الشاملة، وبإشراف مباشر على أعمال تلك المجالس من قبل امارات المناطق؛ منها مجلس شباب منطقة مكة المكرمة، ومجلس شباب المنطقة الشرقية، ومجلس شباب منطقة عسير، ومجلس شباب منطقة جازان، ومجلس شباب منطقة الباحة، ومجلس شباب منطقة الجوف، ومجلس شباب منطقة حائل، ومجلس شباب منطقة القصيم، ومجلس شباب منطقة الحدود الشمالية..إلخ، بالإضافة للعديد من لجان ومجالس شباب للمحافظات.
هذه المجالس ولحداثة سنها، قد يكتنفها بعض التباين بين أعمالها وانجازاتها ودعمها وتوزيعها، وضبابية في مرجعياتها وتنظيمها. ولأهمية وتعزيز الدور الرئيسي لمجالس شباب المناطق، وضرورة استثمارها الأمثل وفق الأطر التنظيمية الشاملة، المتسقة مع السياسات العامة للدولة وتحقيق رؤية المملكة 2030، ولتؤدي تلك المجالس دورها الوطني على أعلى مستوى من الكفاءة والفعالية، وتسهم بتنميته، ولمعالجة ضبابية عملها الحالي، قد يكون من المناسب وضع اطار تنظيمي موحد ومرجعي لمجالس شباب المناطق، أو إعادة النظر في نظام المناطق ليستوعب الشباب ومجالسهم الحالية، أو ايجاد جهاز مستقل لهذه المجالس شبيهة للتجربة الاماراتية.
ختاما، لاشك أن إشراك الشباب في صنع القرارات فيما يتعلق بقضاياهم وفق أسس عمل مؤسساتي وإطار تنظيمي واضح، وبعلاقة تكاملية مع المجالس الاخرى، يواكب الحاجات المستجدة للشباب، وبما يضمن تمثيل ومشاركة فاعلة لشباب وشابات المنطقة وفق توزيع نسبي عادل بين مدن ومحافظات ومراكز وقرى كل منطقة، هو احد أدوات تعميق روح الولاء والانتماء الوطني لديهم، ودفعهم لتحمل مسؤولياتهم في خدمة مجتمعهم والمساهمة النوعية في تنمية وطنهم.
فاصلة:
«شبابنا واعٍ وقوي ومثقف ومبدع لديه قيم عالية»