د. عبدالرحمن الشلاش
نشر الشيخ خليفة آل ثاني من دولة قطر الشقيقة مقطع فيديو وثقه بنفسه عن أميز طبيب أنف في سويسرا وهو الطبيب السعودي عمر أحمد سليمان من مكة المكرمة, وروى الشيخ القطري بكثير من الفخر والاعتزاز كيفية وصوله للدكتور السعودي وذلك بتوصية وتزكية من بروفيسور سويسري صاحب خبرة طويلة في جراحات الأنف كي يجري عملية جراحية لأنفه المكسور في حادث سير.
الطبيب السعودي عمر طبيب مميز في مجاله في دولة أوربية مرموقة، وهو واجهة مشرفة لوطنه، وشهادة أخرى على تميز المواطن السعودي متى ما وجد الفرصة الحقيقية والدعم والتشجيع وبعد كل هذا المقابل المجزي، وقد أثار هذا المقطع من جديد موضوعا مهما سبق طرحه قبل عدة أشهر في برنامج الثامنة في قناة أم. بي. سي عن وجود سبعين طبيباً سعودياً خارج الوطن يعملون في عدد من دول أمريكا وأوربا يحق لنا أن نفخر بهم لكننا في المقابل أيضا من حقنا أن نتساءل عن أسباب هجرتهم الجماعية خارج وطنهم وبهذا العدد الكبير والمثير للاهتمام!
ربما لكل واحد منهم أسبابه الخاصة به، أي أن وجوده قد يكون لفترة مؤقتة لاكتساب الخبرة والاحتكاك والاستفادة من التقنيات العالية المتوافرة في المستشفيات والمراكز العالمية، وأيضا للحصول على شهادات عالية في مجالات تخصصاتهم . لكن عددا منهم ربما قرروا البقاء خارج المملكة بصورة نهائية والعمل هناك نظير محفزات مغرية، وفرص لا تعوض قد لا يجدونها هنا!
لكن سنكون نحن في المملكة الخاسر الأكبر لكفاءات كبيرة أجزم أن مستشفياتنا ومراكزنا الصحية والبحثية وكلياتنا الطبية بحاجة لهم ولأمثالهم من المؤهلين والمؤهلات لدعم الخدمات الصحية، وجذب مواطني الدول الأخرى للعلاج في السعودية كنوع من الاستثمار الطبي خاصة ونحن الآن نشهد تحركت واسعة من القيادة الرشيدة لتعزيز وتشجيع الاستثمارات داخل الوطن وفق رؤية طويلة المدى.
إن كانت هجرة الكفاءات الطبية للخارج بسبب عدم وجود الفرص الوظيفية فأعتقد أن هذا سبب غير مقنع فمستشفياتنا مليئة بأنصاف الأطباء من دول عربية وأسيوية حجبوا الفرص عن أبنائنا وبناتنا. قد يكون السبب ضعف المرتبات أو المكافآت، أياً كانت الأسباب مطلوب من وزارة الصحة بحثها ووضع خطة عملية لاستعادة الأطباء السعوديين من الخارج بتوفير المغريات التي تجذبهم، حتى لا تتسع الدائرة لأكثر من سبعين طبيبا يعملون حاليا خارج وطنهم.