عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... القيادة حكمة وموهبة من الله سبحانه، وقد ذكر الله سبحانه في كتابه الكريم أنه يؤتي الحكمة من يشاء، والحكمة هي الاتزان والموهبة في الحديث والعمل ومراعاة مشاعر الجميع الذين يتطلعون ويمنون النفس في سماع الحديث، والأهم من ذلك بعد النظر في كل خطوة، وكل كلمة خاصة لمن يحمل على عاتقه قيادة أمة وحمل مسئولية عظيمة وجسيمة تجاه بلده وشعبه وقربه منهم بعدما شرفه الله بذلك، ويأتي في أولوياتها أمن ورخاء بلد الحرمين ومن يقطنه ويأتي إليه من كل صوب ومن كل أقطاب الدنيا، ومن ثم العدل والاتزان في حقوق شعبه ومراعاة خواطرهم والسهر على راحتهم واحترام انتماءاتهم.
وقد جسد سمو ولي العهد هذه الصفات صباح يوم الأحد الماضي وتحديداً في مكتبه- حفظه الله- عندما استقبل مجموعة من منسوبي جمعية صوت متلازمة داون ومرافقيهم من معلمين وموجهين، وهذا أمر عادي وطبيعي وغير مستغرب من سموه الكريم الذي اعتدناه من القيادة الحكيمة ولكن ما لفت أنظار العالم أجمع تلك الكلمات الحانية والرقيقة من سموه عندما مازح احد الطلاب الذي تفاءل بمقابلة سمو ولي العهد ودعاء ربه بأن ينصر فريقه المفضل وسموه ينصت بكل حنية لهذا الطفل الذي ما إن انتهى من دعائه إلا وبادره سموه الكريم بسؤاله «تحب النصر انت» ليأتي جواب الطالب بالتأكيد، فيما يؤكد ولي العهد أنه ليس لديه أي ميول كروية، وتمنى سموه أن تكون مباراة جيدة أخذا بخاطر من كان يدعي بفوز فريقه المفضل، ومن هنا ومن خلال هذا الموقف الرائع الأبوي لسمو ولي العهد مع أبنائه وتحقيق رغبتهم وتوضيح أمنيته الرياضية بأنه يحب الجميع وينظر للجميع ويقف منهم جميعا بمسافة واحدة هي رسالة نبيلة ورائعة وغير مستغربة من سموه موجهاً لجميع طبقات المجتمع وبخاصة الشباب منهم الذي أتمنى أن يحذو ويسير عليه الجميع بنبذ التعصب والتشنج لأي فريق، فالتشجيع والميول حق لكل شخص ولكن بروح طيبة وأريحية ودماثة أخلاق واحترام كل الأطراف، فالرياضة وكرة القدم خاصة ممتعة وحلوة تجمع ولا تفرق ويجب أن نتمنى دائما مشاهدة الجانب الإيجابي والجميل لأي لقاء وأي مباراة مثل ما تمنى سمو سيدي ولي العهد حفظه الله.
رغم فوز الأهلي والتعاون.. آسيا صعبة
انطلق دوري أبطال آسيا للأندية ولعب ممثلونا الأربعة أول المواجهات، ورغم فوزفريقي التعاون والأهلي وتعادل الهلال وخسارة الفتح الا ان البطولة صعبة ووضحت صعوبتها من خلال أول جولة وتعثر فريقين وفوز ضعيف ومتواضع للفريقين الآخرين والحقيقة وعطفاً على تاريخ البطولة وخبرة السنين في خوض غمارها لا يمكن تحميل فريق التعاون أو فريق الفتح اي مسئولية، فالبطولة صعبة عليهما سواء بفارق الامكانات أوعامل الخبرة خاصة التعاون الذي تعتبر المشاركة الاولى في تاريخه، اما الفتح فلن يذهب بعيدا وسيكون أول المودعين فتفكير واهتمام لاعبيه ومدربه في دوري جميل وكيف يصارعون لأجل البقاء وبالعودة للفريقين الكبيرين وأصحاب تاريخ في المحفل الآسيوي فنجد ان الهلال لم يقدم ما يقنع أو يشفع له عطفا على امكانية لاعبيه وتميز بعض لاعبيه الأجانب وخبرتهم الدولية، ولم يكن الفريق القوي الذي يستطيع فرض اسلوبه داخل الملعب ولا زال لديه مشاكل في خط الظهر المقلق لدرجة كبيرة للمدرب واللاعبين على حد سواء وأعتقد أن عودة الفريق بنقطة واحدة بتعادل أمام الفريق الايراني مكسب على ما قدمه الفريق، وأما الاهلي فقد خيبت الجماهير الاهلاوية وصدمت الشارع الرياضي بحضورها المتواضع والضعيف وفريقها يلعب على أرضه في الجوهرة المشعة في جدة، ورغم فوزه وتجاوزه الفريق الاوزبكي الا ان الاداء العام للفريق لم يكن مقنعا البتة، وكانت خطوطه متباعدة والاسلوب العام سلبي إلى درجة غير مقبولة وكان الاداء الفردي والاجتهادات الفردية والانانية السمة الطاغية على الاداء العام للفريق وكأنه يخوض اللقاء بدون جهاز فني ولا أعلم أين دور المدرب جروس الذي اعتقد أن إعطاءه أكبر من حجمه وخاصة بعد عودته الأخيرة جعلته يدخل حقل تجارب وإبداعات جديدة في الفريق مما جعله يفقد هويته وبصفة عامة وإذا ما استمرت الأندية على وضعها الحالي فإن مواصلتها في بطولة دوري ابطال آسيا ستكون صعبة، وقد لا تصل الى المراحل المتقدمة وهذا امر لا يمكن القبول به، فمشاركة اربعة أندية وخروج أكثر من نصفها خارج البطولة، وهذا المتوقع أمر مقلق وغير لائق رياضيا من أندية بلد يعتبر الأكبر والأميز على مستوى القارة وهذا ما لا نتمناه جميعا.
نقاط للتأمل
- مهما تكلمت أو طال بك الحديث لتجسد شخصية سيدي سمو ولي العهد فإن الوقت والمساحة لا تسعفانك للحديث عن رجل الأمن الأول وقاهر الإرهاب والارهابيين على المستوى الدولي والعربي والخليجي وبمتابعته وحرصه أصبحنا من أكبر الدول أمنا ورخاء- ولله الحمد- ورغم انشغاله ومسئولياته يعد من المتابعين لمختلف فنون العلم والمعرفة على وجه العموم وكل ما له صلة بشؤون الأمن بصفة خاصة إضافة إلى متابعته لكافة وسائل الإعلام وما يصدر عنها من مضامين قد تؤثر على النواحي الأمنية بشكل أو بآخر ويعنى بالطرح الموضوعي والنقد الهادف البناء مما جعله الرجل المحبوب من الجميع فحفظك الله يا سيدي لنصرة الدين والوطن ولأبنائه.
- رغم الإثارة والمتعة التي نعيشها ويعشها كل مهتم بدوري جميل وتتعدد متعة الإثارة على مختلف الأصعدة سواء مباريات أو تنقلات أو تنظيمات أوحتى ما يحدث في المدرجات ولكن غير المعقول أو المقبول العدد الكبير والهائل وغير المقبول من إقالات المدربين حتى وصل العدد إلى أكثر من عدد الاندية في دوري المحترفين حيث تجاوز العدد 15 مدربا حتى والدوري يدخل منعطفه الأخير وثلثه المتبقي نجد ان هناك أندية قد أقالت واستبدلت مدربيها وآخرهم نادي الفيصلي، وكذلك نادي الاتفاق بعدما سجلت نتائج الفريقين مؤخرا ما لا يرضي مسئولي وعشاق الناديين ولكن يبقى السؤال المطروح هل بالفعل المشكلة منحصرة فقط في المدربين ليصل العدد لما وصل إليه ؟ الله اعلم.
- رغم أن قصة اللاعب عوض خميس تعتبر الأولى على المستوى المحلي ولم يسبق للاعب أن وقع لناديين في أقل من عشرة أيام وفي مدينة واحدة، ولكن لابد ان هناك قانونا يفصل ويعاقب أي تجاوز ولكن الملاحظ انه بعد عودة اللاعب الى ناديه وتجديد عقده ولكون الحدث جديدا على الساحة أصبح كل يدلي بدلوه في القضية، وأصبح كل برنامج أو صحيفة تتحدث عن عقوبات وإيقافات وخصومات رغم أنها المرة الاولى التي تحدث ولا أعلم على أي أساس أسند المشرعون على قراءة المشهد وإصدار الاحكام ولكن ما يجب أن يدركه المستعجلون ان الانظمة الدولية تمنع إيقاف اللاعب لمدة زمنية طويلة والايقاف لعدة مباريات عند الخروج عن سلوك مشين ماعدا ذلك يجب ان يكون العقاب ماديا فقط، أما الاندية فيجب أن تكون خارج المساءلة لأن اللاعب هو المسؤل عن كل خطوة اتخذها.
- ما تحدث به مدرب نادي الشباب بعد خسارته من أمام فريق الاتحاد وعدم رضاه عن نتيجة اللقاء وعما يمر به النادي من ظروف صعبة حيث تطرق المدرب في حديثه قائلا ما يحدث في الشباب ربما يكون عقوبة إلهية. هنا انتهى المدرب من حديثه ولكن لو تمعنا ودققنا بمحتوى الكلمات لاستنتجنا ان مدربا يعني ما يقول تماما ويحس بالمعاناة التي يعيشها منسوبو النادي والذي تؤكد الأخبار أنهم لم يستلموا مستحقاتهم لأكثر من عامين وسبق أن نبهنا وتحدثنا عن حقوق الآخرين ودائما يجب أن نتذكر ونستشهد بالحديث الشريف لصفوة الخلق عندما قال صلاة الله وسلامه عليه (أعط الأجير أجره قبل ان يجف عرقه).
خاتمة:- لا تخسر قيمتك بكلمة، ولا تفقد احترامك بزلة ولا تجعل همك في الدنيا حب الناس لك.. فالناس قلوبهم متقلبة...تحبك اليوم وتكرهك غدا.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.