بداية يتساءل كل منا كيف يصعد إلى القمة.. المجد الشهرة، لكن!!
قبل الحديث عن المجد والشهرة والنجومية تعالوا ننظر عبر الزمن التاريخ في الماضي أو حتى في حاضرنا هذا لمن وصلوا بالفعل إلى القمة سواء من القادة - المفكرين - المبدعين - المثقفين - العلماء أو حتى اللاعبين الرياضيين.
فهناك سؤال يطرح نفسه هل ولد هؤلاء مشاهير نجوم؟ ماذا تتوقعون الجواب نعم قد يكون بعض منهم ولد لأب مشهور لزعيم أو مفكر أو خلافه كما يقال في المثل الشعبي (هذا مولود في فمه ملعقة ذهب) تعالوا نبحث نحلل كيف أصبح هؤلاء المشاهير نجوما ساطعة في مجالاتهم المختلفة، فعندما نجد رياضياً مشهوراً فقد لا يكون ولد مشهوراً فمعظم الأبطال الرياضيين أو حتى المشاهير في شتى مناحي الحياة لم يكونوا مشاهير في الصغر ولكن ساعدتهم موهبتهم وفطرتهم على الإبداع وتنمية هذه الموهبة والتي صنعت منهم النجوم أصحاب الملايين.. إذن هناك سؤال يطرح نفسه هل الموهبة وحدها هي سبب للشهرة والنجومية والإبداع؟
بالطبع لا هي جزء وليس كل فهناك عوامل أخرى كثيرة، فكل منا لديه موهبة طاقة إيجابية في مجال معين ولكن نحتاج أن نتعرف عليها.. لكي ننميها ونطورها فلربما يكون لدينا طفل ذو موهبة معينة علينا أن نساعده على تنميتها وتطويرها حتى يصبح رياضيا مبدعا مشهورا.
إذن لنقف لوهلة..
ونرجع لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث روى البخاري في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما مِن مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه).
وقال الله عز وجل {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (30) سورة الروم).
إذن البداية لدينا!! نحن الذين نملكها.
أنا لست عالم دين ولكن نرجع لمعنى الحديث الشريف ليس المقصود به فقط الديانة والدين هي أحد الأسباب ولكن حسب تعريف المعاجم اللغوية الفطرة هي الخلقة التي عليها كل موجود أول خلقه.. هي الطبيعة السليمة التي لم تشب بعيب وما ركز عليه الله فالإنسان على قدرته لمعرفة الإيمان.
فالفطرة السليمة في اصطلاح الفلاسفة (هي استعداد لإصابة الحكم والتمييز بين الحق والباطل) فهي موهبة معينة تبدأ منذ الولادة.
إذن لم نذهب بعيداً هي كما ذكر الموهبة (الطاقة الإيجابية) التي تولد معك ولكن من يعمل على تغيير هذه الفطرة أو تنميتها أو نسفها من أساسه هما الأسرة (الأب - الأم) المدرسة - المجتمع.
نحن من لدينا مفاتيح الفطرة لدينا الشفرة للتغيير سواء الإيجابي أو السلبي.
السؤال هنا.. كيف يكون ذلك؟
هي ببساطة (سلوكياتنا - أخلاقنا مبدأنا - أعرافنا العربية الأصلية - عاداتنا وتقاليدنا - والأهم ديننا) أما هذا الطفل البريء الموهوب فلا ننكر أن كل أطفالنا ولدوا موهوبين متفوقين أذكياء حتى سن معينة يتغيرون، نحن والمحيطون بهذا الطفل البريء السبب في هذا التغيير هو لا حول له ولا قوة!!
يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل).
فنحن (الأسرة والمجتمع المحيط خصوصاً المدرسة) من نشكل هذه العجينة أم أن نشوه هذه الفطرة ونطمس معالمها فكما ذكرنا في تعريفها هي الطبيعة التي يولد عليها الإنسان، فعندما نكذب - نتعصب نثور نمارس عادات سيئة أمام هذا الطفل البريء فقد أثرنا على هذه الفطرة السليمة له، فالطفل في سنواته الأولى يخزن كل ما يراه دون أن يفرق ما بين الصح أو الخطأ ويطبق وينفذ ويقلد ما خزنه من سلوكيات وتعاملات وحتى نظرات..!! إذن أحبتي علينا أن نتوقف قليلاً أن نراجع أنفسنا جميعا فيما نقول أو نفعل أو حتى نحس أو نشعر أو نتظاهر به فالطفل أذكى مني منكم فهو يحس كل المشاعر يحس بالحب والحقد والكره ولكنه لا يدرك كيف، فالأطفال الآن هم الشباب غداً، هم الأمل المقبل، فشبابنا يحتاج للقدوة يفتقد للمثل الأعلى.
قد يظن البعض أنني خرجت عن عنوان المقال لا ولكن كل ما سبق هو لتوضيح أن الفطرة التي أخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة هي السبب الحقيقي وهي علاقة السببية الأساسية بين النجومية والشهرة والفطرة وهو عنوان مقالنا، فعندما يكون كل منا مثلا أعلى وقدوة حسنة يقتدي بها في كل ما نقوم به أمام أطفالنا، سنكتشف موهبة معينة لديهم فلا نكبتهم ولا نحبطهم.. علينا تشجيعهم وتوجيههم للطريق الصحيح سواء كانت الموهبة (ثقافية - دينية - فنية - رياضية.. وغيرها) حتى يصبح شابا مشهورا نجما لامعا فيما يملكه من موهبة. وكله بالفطرة يا سادة.