د. ناهد باشطح
فاصلة:
((لو أمطرت السماء حرية لرأيت بعض العبيد يحملون مظلات))
- افلاطون -
ربما لم يسلم أحد من موقف شعر فيه انه قد استغل من قبل الاخرين، وقد تكون مواقف عابرة تنبهنا الى الرسائل التي تحملها الازمات لنستيقظ ونتطور، لكن الذي لا افهمه حقيقة كيف يمكن للإنسان ان يظل رغم معرفته باستغلاله مستجيبا لمن يستغله.
ليست الشعوب وحدها التي تصنع طاغوتها فيكون حاكما متسلطا، الانسان كحالة فردية يصنع طاغوته اذ لا احد يمكن له ان يستغفلك او يستغلك دون ان تكون بقصد او غير قصد منحته الفرصة بعدم تقديرك لحقك في التمتع بحريتك كإنسان.
نعم، المرأة التي تسمح لزوجها باستغلال قلبها وامومتها، والموظف الذي يسمح لمديره باستغلال عمله، والطالب الذي يسمح لمعلمه باستغلال جهده، كلهم صورة واحدة من صور الجهل بالحقوق. فإن اجهل حق تمتعي بالحرية يعني ان اسمح للاخرين أيا كانوا باستغلالي.
الأسباب في رأيي متعددة لوجود مثل هذه الصور وهذه الشخصيات والتي تكون قد تشبعت بالخوف منذ الطفولة فهي لذلك تقبل ان يستغفلها الآخرون.
لذلك حين تقابل ضحية يشكو من استغلاله فتأكد أنه لن يستمع الى نصحك ولن تستطيع إنقاذه من مستنقع العبودية التي استانس بالعيش فيها، لأن الخوف لازمه، وبالتالي شل تفكيره عن محاولة إيجاد حلول لوضعه المتأزم.
ضحايا الاستغلال ليسوا ضحايا حقيقيين فهم من اختاروا العبودية على الحرية والأنانية، على الايثار والغضب، على التسامح.
ربما تشفق عليهم لوهلة لكن عقلك يذكرك بأنه لا يوجد ضحايا كل منا يصنع حياته.
والذين يلبسون دور الضحية يحاولون اسقاط شعورهم السلبي حتى على من يحاول مساعدتهم.
هم مهزومون من الداخل يرفضون تقبل النقد لذواتهم والكذب صفة متأصلة فيهم واخطره كذبهم على انفسهم بل وتصديقهم لاكاذيبهم، وهذا ما يشكل خطورة في التعامل معهم.
لذلك ان ابتليت بمن يمارس دور الضحية فالأفضل ان تتفهم الى أي مدى سوف يسرق طاقتك ويتلف مزاجك وهو قرارك ان تكون شريكا في الهزائم او منصفا لذاتك.