فهد الحوشاني
على غير عادة عدد المنظمات والمواقع الغربية نشر موقع «Step feed» تقريرًا إيجابيًا عن المرأة السعودية! فعادة مايصورونها بأنها تعاني من الظلم والاضطهاد الاجتماعي وبأنها النصف المعطل! لكن التقرير الأخير كان مختلفًا حيث قدم خمس حقائق عن المرأة السعودية! الحقائق هي أن السعوديات يملكن ثروة بلغت قيمتها (185) مليار دولار؛ (اللهم لا حسد) بنسبة لا تقل عن 40 في المائة من قيمة الثروات الخاصة التي يمتلكها بعض الأفراد! وأن عدد السعوديات المشاركات في أكبر هيئة تشريعية بالمملكة - وهي مجلس الشورى- تفوق نسبتهن - نسبة الأمريكيات المشاركات في الكونجرس الأمريكي!! (تفوقنا على أمريكا)!!
بل حتى أكثر من نسبة اللبنانيات والمصريات المشاركات في البرلمان التي لا تتعدى 3.1 في المائة و15 في المائة بالترتيب. الحقيقة الثالثة مفاجأة حيث إن عدد الشابات السعوديات الحاصلات على مؤهل جامعي يفوق عدد الذكور. فحسب إحصائية وزارة التعليم لعام 2015، فإن 52 في المائة من شباب المملكة الحاصلين على مؤهلات جامعية بالمملكة (سعوديات). أما الحقيقة الرابعة هي أن عدد سيدات الأعمال السعوديات مرتفع جدًا رغم ما يقال: إن قوانين ولاية الرجل على المرأة المعمول بها في المملكة، قد تعوق المرأة السعودية عن ممارسة بعض حقوقها بحرية! أما الخامسة فهي أن نساء المملكة ليس لديهن خوف من الدفاع والمطالبة بحقوقهن، إلا أنهن سئمن من الصورة النمطية التي يرسمها لهن الإعلام الغربي من أنهن (مقهورات وضحايا)! لذلك أطلقن هاشتاقًا يتحدثن فيه عن افتخارهن بأنهن سعوديات، ولينتقدن بعض الجهات الإعلامية التي تهوى ترويج الشائعات عنهن. انتهى تقرير موقع «Step feed» ولأن الشيء بالشيء يذكر فلا مانع وفي هذا السياق الذي يشيد بالمرأة السعودية بحقائق ومقارنات بالأرقام والاحصائيات إلى أن أشير إلى دراسة بريطانية منصفة أيضًا، حول النساء الأكثر (جمالاً) في العالم حيث احتلت المرأة السعودية المركز الثالث - وهو مركز ممتاز يفند كل ما تتعرض له المرأة السعودية من قبل بعض المسيئين لها في برامج التواصل الاجتماعي والمطلقين للنكات السامجة عنها متناسين حقيقة مهمة وهي أنهم بما يروجون يؤسسون لثقافة تنتقص من أمهاتهم واخواتهم وزوجاتهم وقريباتهم في نهاية الأمر!! ولكن ها هي دراسة بريطانية تنصفها! بل زادت الدراسة على أنها (رقيقة) وتتمتع بـ(الخجل الطبيعي) في تصرفاتها، لكن ذلك لا يمنعها من متابعة آخر صيحات الموضة في العالم «دون أن تفقد هويتها وحشمتها» بل إن مركزًا آخر وهو مركز (ستارش) للأبحاث العالمية بريطاني أيضًا، يؤكد أن الفتيات السعوديات حزن على المرتبة الأولى في (الدلال) مما جعلهن أكثر نساء العالم (دلالاً) بمعنى أنها (مدللة)، وقدمت الدراسة في هذا الخصوص قياسات علمية منها، أن كل طلباتها تتم تلبيتها، طبعًا نضع خطين تحت كلمة (كل)!! كما أنها هناك دائمًا من يقوم بخدمتها، وأيضًا خطين تحت كلمة (دائمًا)! وتضيف الدراسة أن لديها مصروفها المخصص الذي يوفر لها من قبل أولياء أمورها دون حاجتها للعمل، كما أنها محاطة بالاهتمام من قبل أفراد أسرتها ويظل ذلك ااهتمام ملازمًا لها حتى عندما تنتقل إلى بيت زوجها. وهذه الحقيقة الأصيلة تعود إلى أصالة مجتمعنا المتكافل الذي أرجو ألا تعصف به رياح التغيير وتؤثر على بعض القيم الجميلة فيه! واليكم الحقيقة التي لكم تصديقها أو الامتناع عن التعليق عليها!! فقد وصفت الدراسة الفتيات السعوديات بأنهن (ملكات العالم) استنادًا إلى «إن الملكة لا تقود السيارة، بل هناك شخص ما يتكفل بذلك». ولكن أقول لأصحاب الدراسة إن (بعض) الملكات ومنذ سنوات يرغبن بقيادة السيارة وهذا حق لا يرى الكثيرون حرمانها منه، متى ما تهيأ المجتمع لمثل هذا الأمر.
وقد ذكر لي أحد الزملاء أنه خلال دراسته في أمريكا طرح نقاش حول المرأة السعودية فذكر أن أغلبية النساء وخصوصًا الموظفات لهن سائق خاص وأنها غير ملزمات بالصرف على البيت من الراتب، وإن بعض الأزواج لا يرغب أن تعمل زوجته، ثم إن لديهن خادمات يقمن بمهام المنزل، وبأن الزوج ملزم بالصرف على زوجته حتى وإن كانت موظفة، فصرخ أغلب من في القاعة من النساء الأمريكيات نريد أن نكون سعوديات!
ولأننا الأعرف بظروف مجتمعنا، فعلينا أن نتقبل التقارير المنصفة لكن علينا أن نعترف أن هناك بعض مما لا يمكن قبوله من هضم للحقوق، ليس من الأنظمة التي حاليًا تسن بشكل متوالٍ إنصافًا لها، ولكن من ثقافة اجتماعية أيضًا تتغير الآن وكانت تنظر للمرأة بغير ما تستحق وبغير ما يأمر به الدين. حيث تواجه أحيانًا تعسفًا وعنفًا، وفي مقابل ذلك صدر توجيه ملكي عام 2007 لوزارة العدل بإنشاء محاكم تُعنى بقضايا العنف الأسري، أما رؤية 2030 فأكَّدت على تنمية مواهب المرأة واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعنا واقتصادنا».
ختامًا بغض النظر عن ما تقوله التقارير الأجنبية إنصافًا أو تجنيًا، فإن المرأة السعودية هي جزء من المجتمع تقوم بدور عظيم في تربية الأجيال كأم ومعلمة، وتسهم كموظفة في كافة المجالات، وإذا كان هناك بعض الحقوق التي لم تتحقق فها هي تطالب بها وتحصل على كثير منها، ونرجو أن تحصل على كل ما تريد ويتفق مع قيمنا وديننا!