الشّباب في كلِّ مكان وزمان مبعث حضارة الأمة وعمادها وسرّ نهضتها وصمام حياتها وحامل رايتها ولوائها وعنوان مستقبلها، وهم يملكون القدرات والطاقات التي تؤهلهم إلى أن يعطوا من أعمالهم وجهودهم وعزمهم وصبرهم ثمرات ناضجة للأمّة، إذا ما ساروا على الطّريق الصائب المرسوم في اتّجاه التقدّم والتّنمية، واستغلّوا نشاطهم فيما فيه منفعة لهم ولغيرهم خدمة للوطن وللأمّة.
يحرص صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله -، على أن يقتنص كل مناسبة للتأكيد على أهمية بناء الهوية التعزيزية للشباب الذين أضحوا اليوم تحيط بهم الفتن والتحديات من كل اتجاه سياسياً اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وثقافياً أيضاً.
في الاجتماع الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس المنطقة بقصر الحكم مؤخراً، بمدير عام التعليم بمنطقة الرياض محمد بن عبد الله المرشد، ودعا له مديري التعليم في محافظات منطقة الرياض وعدداً من طلاب الرياض المتميزين الحاصلين على ميداليات وأوسمة على مستوى محلي ودولي، سلَّط الأمير فيصل بن بندر الضوء على واحدة من أخطر التحديات التي يمكن أن تمر بها الأوطان، وهي عدم إشراك الشباب في خطط التنمية وعدم الاستماع لهم، واعتبر في كلمته التي قدّمها أن «شبابنا مستهدف بكل الوسائل».
هذا الجرس الذي دقّهُ اليوم شخصية قيادية ووطنية بامتياز، لها رؤية عميقة وناضجة ؛ يعكس التحدي الخطير الذي يمكن أن ينفذ منه الأعداء الذين تكسّرت طموحاتهم على صخور وحدته الوطنية وتماسك أبنائه طوال تاريخهم، فاتجهوا إلى إحداث اختراق من خلال حقن عقولهم بالانحراف والزيغ عن طريق الحق.
هذا الطرح المفصلي الحساس يقوله اليوم مسؤول عركته الإدارة وصقلته التجارب، فهو خريج مدارس عدة، إذ عمل نائباً لأمير عسير وأميراً لمنطقة القصيم وتولى ملفات خاصة بالشباب والتنمية، إلى جانب أنه تلميذ مدرسة سلمان بن عبد العزيز التي يعرفها كل أبناء الوطن، مدرسة عنوانها التحليل والاستقراء والصرامة والثبات والرؤية.
يقول الأمير فيصل بن بندر: «في البداية أركز على موضوع شبابنا ووجودهم معنا في هذا اليوم لأنهم هم الأساس وهم الذين تخرج منهم الأفكار والرؤى لمستقبلهم، وهذه الدولة صاغت الأفكار لهؤلاء الشباب منذ بدايتها ووصلوا ولله الحمد للمستوى الذي ينشده ولي الأمر، فكانوا خير من يقدم في هذه النواحي الأشياء الكثيرة وبرؤى واستطلاعات تفيدهم جميعاً».
وأضاف سموه: «إنّ الشباب معروف أهميتهم وركزت على ضرورة تواجدهم في الاجتماعات التي تختص ببناء أمر الشباب، فيجب أن يكونوا في مقدمة الحضور فهم من يجب أن يضعوا حجر الأساس لمشاريعهم، وهم من يجب أن يعملوا بتوافق واستمرارية مع أجهزة الدولة بما يفيدهم وهم من يستطيعون أن ينشئوا برامجهم التي يريدونها».
وتابع سموه قائلاً : « إننا نخطط لأمور الشباب ولا بد أن يكون للشباب رأي في ذلك وهم الأهم كونهم من نعمل من أجله وهم من نتواصل معه، فيجب أن نتواصل معهم ليتحقق المبتغى والهدف الذي نرجوه، شبابنا حصلوا على جوائز عالمية ووصلوا إلى مستوى عال وشاركوا في مسابقات عالمية في دول أجنبية، وهذا يؤدي إلى أن نجعلهم يفكروا معنا ويدخلوا في المطبخ الذي تطبخ فيه الأفكار لتخرج مفيدة لهم «.
ولهذا فإن على مؤسساتنا التعليمية والثقافية والرياضية في الوطن مسؤولية لا تقل في أهميتها عن المسؤولية الأمنية والدفاعية، في النهوض بفكر الجيل الحالي اتجاه وطنه، وأهمية المحافظة عليه، وتلبية احتياجاته وتطلعاته في حاضره ومستقبله، وتعليمه، وبحث كل الوسائل اللازمة لرفع مستوياته، وتعزيز الثقة بينه وبين صنّاع القرار، وتنميته روحيّاً وعقلياً وجسدياً، ومنحه كل عناصر الدعم المطلوبة للابتكار والإبداع والإنتاج.
وواقع الحال يقول هناك من يتربص بوطننا حسداً على نعمة الأمن التي يتمتع بها، والحياة الرغيدة التي يعيشها شعبه، حيث إنهم لن يتمكنوا من بث هذه السموم، التي تهدف للنَّيل من وطننا، إلا عن طريق هذه الفئة من الشباب، وذلك من خلال تلويث عقولهم بهذه الأفكار المسمومة، وبالتطرف والمغالاة في الدين، الأمر الذي يتطلَّب بث الوعي في أوساط هؤلاء الشباب، وتنبيههم بمدى الأحقاد التي يحملها البعض ممن يتربصون بوطننا، فها هو هذا الأمير الواعي يؤكد على أنّ «شبابنا مستهدف بكل الوسائل لأنه يحسد على ما هو فيه من نعم وخيرات، فيجب أن لا نترك مجالاً لمن يعبث بعقول الشباب بكل ما نملك، نحن لا نستطيع أن نمنع هذا الاستهداف لوحدنا، بل إن الشاب هو من يمنع ويحصن نفسه وزملاءه من هذه الأفكار الهدامة الدخيلة، وهذا الأمر يجب أن نركز عليه فهناك من يعترض بلدنا بالتدبير ويجب أن نقول له قف، نحن ندافع عن هذه المكتسبات ونحن ندعو إلى التعمير وليس التدمير وندعو إلى التواصل وليس الفواصل».
واقع الحال يقول إن قيادة هذا الوطن - الراشد - مؤمنون بأهمية هوية الشباب وترسيخها، لأنها بعد الله تحرك الحياة وتطوره وتجدده، في ظل الاجتهاد بما تملكه من قدرات بشرية ومادية، للحفاظ على الشباب وتأهيلهم لتحمل المسؤولية وتمكينهم وحمايتهم من الفراغ الإيديولوجي القاتل.
من هذا المنبر الإعلامي، نجدد الدعوة التي أكد عليها الأمير فيصل بن بندر، بأهمية أن يكون الشباب في مقدمة الحضور في التخطيط والتنفيذ لمشاريعهم وبرامجهم التي يريدونها التي تشكل في مجموعها مفهوم «المشاركة» و»الإيجابية»، من خلال برامج علمية وتعليمية وإعلامية راشدة، بل إنني أزيد على ذلك وأدعو لأهمية إنشاء كيان شبابي يرتبط بمجلس الأمارات في المناطق والمحافظات مباشرة، ويكون معنياً بصياغة السياسات المناسبة والعادلة والمنصفة، ومن الضروري أن يتناغم هذا الكيان مع مجلس الشورى ومجلس الحوار الوطني والمجالس البلدية، ليكون بمثابة المظلة الحاضنة لكل هذه المشاريع والمبادرات التي يقوم بها الوطن في تعزيز الهوية الشبابية وحمايتها من الغزو الهائل الذي يصعب اليوم السيطرة عليه أو حجبه.
هذا الكيان يجب أن يعمل على الإنصات للأولويات والاحتياجات، المرتبطة في مجالات الإدماج الاجتماعي والاقتصادي وممارسة التزامات المواطنة الفاعلة.
حتى تتحقق أمنياتنا وأمنية أمير الشباب كما أوضح في كلمته - حفظه الله -: «هذه البلاد يجب أن تظل شامخة في ظل القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -، الذين يسعون إلى أن يحققوا للشباب جميع متطلباتهم وكل ما يفيدهم بأمر دينهم ودنياهم».
** **
- مدير العلاقات العامة والإعلام بتعليم وادي الدواسر