حوار - وفاء أحمد:
يقال إن من «خلف ما مات» والملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- هو أب لأبناء شعبه، عاش وبقي في قلوبهم، في مهرجان التراث والثقافة الوطني
«الجنادرية» كان هناك جناح لمؤسسة الملك عبدالله الإنسانية ولاقى إقبالاً كبيراً من قبل الزوار، تم عرض فيه الكثير من مقتنياته -رحمه الله- بالإضافة إلى عدد من الصور والمشروعات التي قام بها، وقد أجرت «الجزيرة» حواراً مع نائب رئيس المؤسسة الأستاذ عبداللطيف علي السيف، فإلى الحوار:
* هل كنتم تتوقعون هذا النجاح لجناح مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية مع الإقبال الكبير عليه من قبل زوار الجنادرية هذا العام؟
- بكل تأكيد، فمنزلة ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في قلوب الشعب السعودي تمهّد الطريق لنجاح أي فعالية مرتبطة به، وقد عملنا منذ بداية التحضير لهذا الجناح على أن يكون لائقاً بمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ويليق بمكانته في قلوب الناس ومحبتهم له، ولما قدمه لبلده وشعبه وللإنسانية في مختلف بلدان العالم، وقد أخذ التعريف بمعرض (الملك عبدالله: قيم وحكمة) الذي سيفتتح في 2018م -بإذن الله- بمدينة الرياض؛ معظم مساحة الجناح، وجناح المؤسسة في الجنادرية هو الانطلاقة الأولى للقافلة التعريفية بمعرض (الملك عبدالله: قيم وحكمة) وستطوف القافلة بـ16 مدينة سعودية أخرى عقب مهرجان الجنادرية وحتى افتتاح المعرض، وهذه القافلة نموذج مصغر تعريفي بالمعرض الكبير والرئيسي الذي سيفتتح العام المقبل، وسيضمّ مقتنيات الملك عبدالله -رحمه الله- بطريقة عرض متحفية حديثة؛ ويحوي صوره ويستعرض مآثره وإنجازاته بطرق عرض مبتكرة على مستوى عالمي.
* إضافة إلى معرض (الملك عبدالله: قيم وحكمة) هل هناك أنشطة ومشروعات أخرى حول تاريخ الملك عبدالله وشخصيته؟
- يأتي ضمن الأنشطة الرئيسية للمؤسسة؛ نشر سيرة وإنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكل ما يتعلق بحياته وشخصيته وإسهاماته وإنجازاته في الجوانب الإنسانية والقيادية، ومبادراته السياسية والثقافية والفكرية والإنسانية وأدواره العالمية وتأثيره الدولي، وإضافة إلى المعرض الكبير الذي يفتتح عام 2018م، هناك ندوة عن الملك عبدالله ستقام -بمشيئة الله- في يناير العام القادم تستقطب كثيراً من المفكرين والكتاب والمؤرخين، وسيعرض فيلم وثائقي يحكي سيرة الملك عبدالله، والناس الذين أثرت برامجه في حياتهم، وأيضاً جائزة الملك عبدالله الإنسانية، وهي جائزة عالمية تمنح كل سنتين وستقام في حفل رسمي كبير، بالإضافة إلى هذه البرامج فالمؤسسة تهتم -أيضاً- بتبني ونشر الدراسات والمؤلفات الرصينة التي تنطبق عليها الشروط البحثية وتهتم بحياة الملك عبدالله وشخصيته وإنجازاته.
* ما أبرز إنجازات المؤسسة إنسانياً، سواء على مستوى المملكة أو المستوى العالمي؟
- قبل أيام عقد أصحاب السمو الملكي أعضاء مجلس أمناء المؤسسة من أبناء الملك عبدالله الاجتماع السادس لمجلس الأمناء، واستعرضوا إنجازات المؤسسة خلال الفترة الماضية وإستراتيجية المؤسسة للفترة المقبلة، وكذلك دشنوا النسخة الجديدة من موقع المؤسسة على الإنترنت، الذي يحوي مشروعات المؤسسة وأهداف هذه المشروعات ونطاقها الجغرافي والمستفيدين منها، وكل ما يهم معرفته عن المؤسسة: www.kingabdullahfoundation.org
وقد لا تكون هذه مساحة مناسبة لاستعراض مشروعات المؤسسة كافة، إنما وباختصار يمكن القول إننا عملنا ونعمل لمساعدة الناس في المجتمعات المحتاجة في 17 بلداً خاصة في آسيا وأفريقيا، وأن برنامجاً ضخماً مثل فاعل خير يحوي 8 مشروعات اكتمل تنفيذ بعضها ومستمرون في تنفيذ المشروعات الباقية، وهو مشروع كان قد عهد الملك عبدالله في حياته بتنفيذه لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية وبدأ البنك تنفيذه باعتباره منحة من «فاعل خير» حسب رغبته -رحمه الله- ابتغاء المثوبة من الله؛ دون أن يعرف أحد من هو فاعل الخير الذي موّل مشروعاً ضخماً بهذا الحجم إلا بعد وفاته -رحمه الله-، والمؤسسة مستمرة مع مجموعة البنك الإسلامي في تنفيذ هذا المشروع، قطعنا شوطاً -أيضاً- في إنجاز مشروع ترميم وتطوير الأزهر الشريف في مصر، وهي التوسعة والترميم الأكبر خلال الألف عام التي تمثل تاريخ الأزهر، وقدمنا مساعدة العام الماضي لجمعية الكشافة العالمية في جمهورية الكونغو بأفريقيا الوسطى ليستطيع الشباب تعزيز ثقافة السلام ويتخطى هذا البلد آثار الحرب الأهلية التي عصفت به، وهو جزء من مشروع الملك عبدالله «رُسل السلام» الذي يهدف إلى استقطاب 20 مليون كشّاف بحلول 2020م ليكونوا رُسل سلام في بلدانهم، وعلى صعيد المملكة هناك مشروع «رعاية مرضى الكلى»، وقد دشنت 5 مراكز حتى الآن للغسيل الكلوي في مدن عدة في المملكة وفي طريقنا لافتتاح المركز السادس.
هذه لمحة سريعة عن بعض إنجازات المؤسسة، وهناك أنشطة كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها، وأود أن أشير إلى أن الرئيس التنفيذي للمؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز التقى قبل أشهر برئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وناقش معه عددًا من الأفكار لتنفيذ برامج مستقبلية مشتركة بين المؤسسة والبنك، تهدف إلى تعزيز روح ريادة الأعمال لدى الشباب السعودي ودعم مبادراتهم ومشروعاتهم ذات الابتكار والكفاءة والتميز، وخلال الفترة المقبلة نركز العمل على استكمال ما تبقى من المشروعات السابقة وتنفيذ مشروعات جديدة حسب المحاور السبعة للمؤسسة، بتوجيه ومتابعة مستمرة من سمو الرئيس التنفيذي وسمو أعضاء مجلس الأمناء.
* هل لكم أن تعطونا لمحة عن أبرز المشروعات المقبلة للمؤسسة؟
- التفاصيل في هذا الشأن كثيرة، لكن باختصار أستطيع القول إننا نركز على مشروعات تخدم تطوير العمل الإنساني، أود أن أذكر أولاً أن من أهداف المؤسسة «مساعدة الناس على الخروج من دائرة الحاجة»، وليس إعطاؤهم معونات تسد رمقهم لفترة ومن ثم يدخلون في دوامة المشكلة مجدداً، لذا فإننا نهتم بالتنمية المستدامة في المجتمعات والمناطق المستهدفة، الاستدامة من ناحيتين، الأولى أنها تحافظ على موارد الناس والبيئة وتعززها، والثانية أن تشمل الاستدامة ما تقدمه المؤسسة لهم، بمعنى أن تكون تلك المشروعات والمنح ذات أثر طويل المدى على المستفيدين، ونضرب مثلاً على ذلك مشروعات المؤسسة لمتضرري الأعاصير في بنجلاديش، فإضافة إلى المساعدات العاجلة التي قدمت هناك مشروعات مستدامة غيّرت من حياة مئات آلاف الأهالي هناك، فقد بنيت الملاجئ التي تحميهم ومواشيهم التي هي مصدر رزقهم من أي موجة أعاصير جديدة، وكذلك فإنها تستخدم في غير وقت الكوارث كمدارس لتعليم الطلاب وأعطى البرنامج منحاً مالية ميسرة للأهالي ليستطيعوا معاودة حياتهم وجني رزقهم بعد الكارثة، لقد اختبرت استدامة المشروع حين ضرب إعصاراً السواحل الجنوبية لبنغلاديش في شهر مايو 2016م، فلجأ 11 ألف نسمة مصطحبين مواشيهم وممتلكاتهم الثمينة إلى المباني التي نفذتها المؤسسة هناك. لدينا اهتمام أيضاً بتطويع التكنولوجيا في خدمة العمل الإنساني، وفي هذا الإطار التقى سمو الرئيس التنفيذي بالمدير العام في أفريقيا والشرق الأوسط في شركة لينوفو التقنية العالمية، وكذلك بمدير العلاقات الدولية بجامعة إنديانا الأمريكية، كما وقَّع مع السيد بيل جيتس مؤسس شركة ميكروسوفت مذكرة تفاهم بين مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس، وهناك مشروعات وبرامج تستهدف الشباب السعودي المبادر سيعلن عنها في حينه.