إن التكريم الذي حصل عليه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وحصوله على ميدالية (جورج تنت) التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب هو في تقدير لمكانة المملكة العربية السعودية في الساحة الدولية وتأكيد لمكانتها المتميزة وسياساتها الثابتة في كل القضايا الهامة على الصعيد الدولي والإقليمي تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة، وما تتمتع به بلادنا الطاهرة من ثقل سياسي ومصداقية في المجتمع الدولي في التعاون والتعامل مع جميع دول العالم في مختلف المجالات وفي مقدمتها قضية الأمن ومكافحة الارهاب.
ولا شك أن تكريم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية هو أيضاً تكريم لكل مواطن سعودي باعتبار أن هذا المواطن هو أداة التنمية وهو هدفها وهو المكون الأساسي في بناء نسيج المجتمع السعودي الذي تصدى بأكمله لكل الأفكار الضالة ورفض كل موجات الإرهاب التي حاولت أن تنال من بلادنا الطاهرة، أما سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية فهو الذي أسس استراتيجية مكافحة الارهاب، ولكوني عملت لفترة طويلة في الوزارة وقريب من جميع المسؤولين لهذه الوزارة فإنني أعرف أن سموه بذل جهوداً متواصلة عبر العقود الزمنية الماضية لوضع استراتيجية كاملة لمواجهة كافة أشكال الإرهاب ومصادرة تمويله وتجفيف منابعه الفكرية وبذل سموه الوقت الكثير واستعان بخبرات وكفاءات عالية المستوى من المثقفين والمفكرين من داخل البلاد وخارجها، حتى استطاع سموه أن يكمل بناء إطار هذه الاستراتيجية ويدخل في تفصيلاتها حتى أصبحت هذه الاستراتيجية رمزاً يشار إليها بأنها من أنجح التجارب في مكافحة الارهاب على المستوى الدولي، كما أن سموه سخر كل الطاقات الأمنية والامكانيات في التصدي لهذه الظاهرة بكل حزم وعزم، واستطاع بفضل من الله وتوفيقه ثم بفكره وتوجيهاته لرجاله في الأجهزة الأمنية إحباط عدد من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف عدداً من المنشآت الاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية، والتي كانت سوف تحصد عشرات الآلاف من الضحايا بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية، واستطاعت هذه الأجهزة الأمنية بتوجيهات من قائدها الأمير محمد بن نايف إحباط وإبطال هجمات إرهابية في كثير من دول العالم المتقدم، وهذا الأمر لم يعد سراً، فكثير من الدول الغربية قد تقدمت في شكرها وتقديرها لوزارة الداخلية السعودية وللأجهزة الأمنية فيها على هذه الجهود والمعلومات التي توفرت لهذه الدول لإحباط العمليات التي كانت تستهدف أيضاً عواصم عالمية ومنشآتها السياحية والتجارية.
إنني أحتاج إلى صفحات طويلة لكي أسرد للقارئ قصصاً كثيرة من النجاحات واسهامات الأمير محمد بن نايف في بناء المظلة الأمنية السعودية في مواجهة الارهاب واشرافه المباشر على قيادة العمليات والمواجهات الميدانية بنفسه، كما أثبتت هذه الأجهزة بشهادة كل المحايدين كفاءتها في التعامل مع أهم الأحداث نظراً للرعاية الكريمة والتخطيط والتنظيم والتدريب الذي نجده من قائدها الأمير محمد بن نايف.
وكما أن سموه اهتم بتقديم ودعم الأجهزة الأمنية أعطى سموه المسار الآخر وهو الأمن الفكري ومنهجية مكافحة الإرهاب عبر هذا الاتجاه ومحاولة تحقيق منظومة عمل مترابطة بين جميع وزارات الدولة وأجهزتها المختلفة وطلب من الباحثين في الجامعات تقديم أبحاثهم وعمل الدراسات المختلفة في هذا المجال الهام، وتم إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية والذي أثمر بنتائج ايجابية، وقد استفاد كثيرون من الذين تورطوا في الفكر الضال، وبسبب هذا المركز كذلك تم انشاء إدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية لوضع الاستراتيجيات والأطروحات لمواجهة الفكر المنحرف، وتستفيد هذه الادارة من جميع مراكز الأبحاث في الجامعات في الاستفادة القصوى من جميع الأفكار النيرة التي تساعد في إيجاد المزيد من الحلول.
إن هذه الجائزة الدولية التي استحقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية هي في اعتقادي إضافة لسجل حافل ورصيد كبير وتاريخ مشرف من الإنجازات التي تركت أكبر الأثر في نفوس المواطنين وتعطي دلالة كبيرة على مكانة الأمن في بلادنا، كما أن هذه الجائزة ترمز إلى رجل الأمن السعودي الذي بذل الغالي والنفيس لكي يبقى الوطن والمجتمع السعودي ينعم بالأمن والرخاء، ولعلي أؤكد أن سموه وهو يحصد هذه الجائزة التي يفتخر بها كل مواطن سعودي إنما يقدم رسالة عالمية جديدة لكل المجتمع الدولي بأن المواطن السعودي هو دائماً يبدع ويجدد ويستحق أن ينال مثل هذه الجوائز، ولاشك أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف هو رمز لهذا المواطن الذي عانق كل آفاق النجاح ولامس السحاب في تميز فريد يستحق به أعلى مراتب التكريم والوفاء، فهنيئاً للوطن بأمير الوفاء والتمييز ورجل الأمن الأول سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.