«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
إجراءات كثيرة صدرت وقرارات عديدة اتخذت وعقوبات رادعة وضعت حيز التنفيذ. والهدف من كل ذلك القضاء على ظاهرة التلاسن والنقد الجارح والتقليل من عطاء الدولة بطرق مختلفة وتبادل حتى الشتائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي لا يجني منها المجتمع إلا تعطيل المصالح العامة ونشر الفرقة بين ابناء المجتمع بدءا بالمواطن ومرورا بالمسئول ووصولا إلى الوطن نفسه ومكانته مما يتيح الفرصة لأعداء الوطن الصيد في الماء العكر..
كم هو مؤسف جدا أن تنتشر هذه الظاهرة. وجميعنا يعرف حق المعرفة أن الكتابة والتغريد وتحميل الصور والفديوهات عبر الإعلام الحديث حق من حقوق الجميع.
ولكن الجميع يعلم أيضا أن هناك من يزرع الشوك. ويحاول جاهداً ليل نهار دق إسفين الفرقة في وحدتنا الوطنية.. لقد قدر لبلادنا أن تتواجد فيها أكثر من طائفة على مدى القرون، وبعد ذلك منذ مرحلة التأسيس وإلى سنوات قليلة. كان الجميع يعيشون في انسجام.. والكل يرفع للآخر التحية والسلام. لكن وما أكره وأبشع، ولكن هنا منذ جاء النظام الفارسي الجديد وهو يزرع بين افراد مجتمعنا نباتات سامة حاقدة تبث سمها عبر العديد من القنوات ومن خلال مختلف الوسائل. الأمر الذي زرع البغضاء بين البعض والبعض.. متناسين أننا نعيش في مجتمع واحد وتشرق علينا شمس واحدة ولابد مما ليس منه بد أن نتعايش في سلام، وبالتالي أن نقدم بعض التنازلات للآخر ولكن ضمن حدود. فلا ضرر ولا ضرار.. وأنا كمواطن أعيش في الأحساء أذكر جيدا أن المجتمع في الأحساء ومازال ولله الحمد يمثل قمة التعايش والتعاون.. وكانت بساتين ونخيل ومزارع الأحساء قبل استقدام العمالة الزراعية وغيرها. كان يقوم على رعايتها والاهتمام بها وتنميتها إخوة لنا من أبناء الطائفة الشيعية. وحتى اليوم مئات المزارع مازالوا يقومون باستثمارها. ولم نشك يوما في إخلاصهم ووفائهم مع من عملوا معهم واستثمروا مزارعهم..؟! وهذا يعني ان الوحدة واللحمة مستمرة بمشيئة الله إلى الأبد. ولا أحد يستطيع القضاء عليها لا أذناب النظام الفارسي ولا خفافيش الظلام الذين يغردون أو يكتبون سمومهم من خلال عبارات أو اشارات أو حتى غمزات.. ؟! فهؤلاء يقدمون خدمة بطريقة مباشرة وغير مباشرة لأعداء الوطن لنشر الشائعات والشك في سياسات الوطن المختلفة. سوف يدفع ثمنها المجتمع ككل على اختلاف أطيافه ومذاهبه ؟
ووفقا لسياسة النظام الفارسي الذي حطم الوحدة العراقية وزرع الطائفية في مجتمع العراق. ذلك المجتمع الذي كان بشكل علامة مضيئة في سماء الامة العربية بروعة التعايش فيه. فهو اشتهر ومنذ القدم بوجود العديد من الديانات والطوائف.؟! أما اليوم ونتيجة لما زرعه النظام الفارسي فضعفت الوحدة فيه وباتت الفارسية هي المسيطرة.. في ذات الطريق يسير عليه هذا النظام في سوريا واليمن ومد يده القذرة إليهما. لكن ايادي المملكة ودول التحالف استطاعت بتر هذا اليد بفضل من الله وبعزيمة اليمنيين المخلصين الذين يريدون عودة الشرعية المختطفة ان يعود اليمن كما كان. في أمن وأمان بعيدا عن تواجد ايران..؟!
وماذا بعد لو علم من كتب شيئا ضد وطنه وأرضه أنه يساهم بطريقة أو بأخرى في الإساءة إلى عرضه. فالوطن الأرض هي العرض. وأبشع وأقبح جريمة يرتكبها المواطن وحتى المقيم في حق وطنه هي الخيانة. فهل يقبل هؤلاء الخونة أن يلعنهم وطنهم ويلعنهم اللاعنون إلى الأبد..؟!