الجزيرة - أحمد القرني/ تصوير - حسين الدوسري:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الفخري للجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية صباح أمس فعاليات المؤتمر السعودي السادس للمعلوماتية الصحية الذي تنظمه الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بمشاركة الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، ومعالي وزير الصحة رئيس المجلس الصحي السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، وبمشاركة أشهر المتخصصين في مجال المعلوماتية الصحية وتقنية المعلومات، وذلك بمركز المؤتمرات بمقر الجامعة في الرياض.
وقد بدأ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى الرئيس الفخري للجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز تمنى فيها أن يخرج هذا الملتقى بالأهداف المأمولة منه وبالتوصيات الإيجابية الفاعلة بما يسهم في تقديم الرعاية الصحية ونشر ثقافة الصحة الإلكترونية في المجتمع وقال: «إن تقنية المعلومات والاتصالات لها أهمية قصوى في تطبيق التقنية الإلكترونية في مجالات الرعاية الصحية التي لها تأثير مباشر على أمورنا الحياتية بشكل عام، مضيفاً أن مثل هذه الأنظمة تعتمد في تنفيذها على عدد من الجهات ذات العلاقة، مثل القطاع الصحي، وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وقطاع التخطيط والإحصاء، وقطاع الإعلام، مؤكدًا أن للقطاعات غير الحكومية الساعية إلى تطوير هذه التقنيات وتفعيلها بما يخدم المجتمع، دوراً كبيراً وفاعلاً وفق خطط استراتيجية تهدف إلى تطوير أنظمة التعاملات الإلكترونية الآمنة، والرفع من قدرات هذه الأنظمة على استيعاب ومواكبة كل جديد، والحرص على ضمان جودة عالية تُعنى بصحة المريض ورعايته، وفقاً للمعايير المدعومة بنظام صحي إلكتروني متطور.
وأوضح سموه: «أن انعقاد هذا المؤتمر للمرة السادسة يصور جزءًا مما يشهده وطننا الغالي من نهضة وتطور ونماء على كافة الأصعدة؛ خاصة المجال الصحي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظة الله.
وفي ختام كلمته أعرب سموه عن شكره للشؤون الصحية بالحرس الوطني على إسهامها الكبير في مشاركة إبراز أهمية الصحة الإلكترونية وتقنية المعلومات في القطاعات الصحية، وللجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية على جهودها، وللمشاركين والحضور.
من جانبه ألقى معالي مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي كلمة رفع خلالها أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن على رعايته لهذا المتلقى العلمي، وقال: «إن هذا المؤتمر يعد أكبر حدث متخصص في مجال الصحة الإلكترونية، وأنه مع التطورات الهائلة والمتسارعة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أصبحت القطاعات الصحية تتسابق لتطبيق أنظمة الصحة الإلكترونية، وذلك للارتقاء بخدمات الرعاية الصحية».
وأوضح معاليه أن مفهوم الصحة الإلكترونية يتضمن استخدام أحدث أساليب تقنية المعلومات والاتصالات في مختلف المجالات الصحية مثل جمع وتخزين واسترجاع وتحليل وإدارة المعلومات وتوحيد السجلات الصحية الإلكترونية، برامج جودة وكفاءة وسرعة تقديم الخدمة للمرضى، والبطاقات الصحية الإلكترونية الذكية والتصوير الرقمي، وذلك بهدف التواصل الجيد والفعال مع مقدمي الخدمات الصحية والمرضي للارتقاء والتميز في أداء الرعاية الصحية.
وأضاف أن جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية أسهمت كجامعة صحية متخصصة في تأسيس برنامج الماجستير في المعلوماتية الصحية كأول برنامج في المملكة والشرق الأوسط، ونال اعترافًا دوليًّا من قبل المنظمة الدولية للمعلوماتية الصحية، حيث تخرج في هذا البرنامج حوالي 108 خريجين وخريجات، كما بادرت الجامعة بإنشاء الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية لتطوير المعارف والدراسات النظرية والتطبيقية حول هذا المجال، وانعكست جميع هذه الجهود والمبادرات بتوفيق من الله في نشر هذا التخصص المهم، وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال المعلوماتية الصحية، وتفعيل تطبيقات أنظمة الصحة الإلكترونية، مشيرًا إلى أنه مع التوجه العالمي المتزايد نحو مجتمع المعلوماتية التطبيقية والحكومات الإلكترونية؛ فقد آن الأوان للاستفادة القصوى من النظم الحديثة في مجال التقنيات المعلوماتية في الخدمات الصحية الإلكترونية، لتحقيق الجودة والارتقاء بالخدمات الصحية للمرضى.
وأكد معاليه على دور الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني في دعمهم غير المحدود لبرامج الصحة الإلكترونية وتقنية المعلومات بوزارة الحرس الوطني، حيث تم بتوفيق الله إنجاز مشروع ربط جميع المدن الطبية ومراكز الرعاية الصحية الأولية بوزارة الحرس الوطني بنظام الملف الإلكتروني الموحد، وكذلك النظام التقني لربط الأرشفة والتعاملات المكتبية بين المنشآت الطبية التابعة للوزارة، والاستغناء عن المخاطبات الورقية.
وقدم معالي د. القناوي شكره لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية على رعايته لهذا المؤتمر، واهتمامه الكبير بالجمعية منذ إنشائها، ولمعالي وزير الصحة رئيس المجلس الصحي السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ولمعالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن إبراهيم السويل على دعمهم وتطويرهم لجميع ما يخدم ويحقق النجاح لأنظمة الصحة الإلكترونية وتقنية المعلومات في كافة أنظمة القطاع الصحي في وطننا الغالي، كما قدم شكره لأعضاء الجمعية والمتحدثين والحضور على إثراء هذا المؤتمر.
ثم ألقى الدكتور الشمري رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر كلمة بيّن فيها أن قطاع الصحة الإلكترونية في ظل حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله تعيش نقلة نوعية ودعمًا غير محدود لمشاريع الصحة الإلكترونية تتوافق ورؤية المملكة 2030، مبيّنًا أن محاور المؤتمر تناقش عملية التحول الإلكتروني بالقطاع الصحي وأهمية الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة لتعزيز القطاع الصحي في المملكة.
وأضاف: إن اللجنة العلمية للمؤتمر تلقت أكثر من 112 ورقة عملية من باحثين عالميين ومحليين وقد حكمت هذه الأوراق من قبل أكثر من 50 خبيراً دولياً، قبلت منها 32 ورقة علمية، معربًا عن شكره للمنظمين ولزملائه في اللجنة العلمية.
وفي نهاية الحفل قدم الرئيس الفخري للجمعية العلمية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز دروعاً تذكارية للمتحدثين من عدد الدول، وهم: كريستوف بوليمان البروفسور في المعلوماتية الحيوية وطب الأطفال بالمركز الطبي لجامعة فيندربليت الرئيس المنتخب لجمعية المعلوماتية الطبية، والأستاذ الدكتور أنثوني فيولا رئيس إدارة الطب الحيوي وعلوم المعلومات الصحية في جامعة ايلينوي في شيكاغو، والأستاذ الدكتور البرت واي زومايا مدير مركز توزيع الحاسبات عالية الأداء في مدرسة تقنية المعلومات بجامعة سيدتي الأسترالية، كما كرّم سموه أيضاً الأستاذ الدكتور سيد عبيد البروفسور في علوم الحاسب والطب، مدير المعلوماتية الصحية في جامعة دال هاوسي، ومن ماليزيا عميدة المعهد الماليزي الياباني العالمي للتكنولوجيا الأستاذة الدكتورة روبية يوسف، والبروفسور المساعد وعضو هيئة التدريس في مدرسة الصحة العامة بكلية لندن الملكية الدكتور جوسيب كار، والرئيس السابق لمجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية وعدد من المشاركين.
عقب ذلك افتتح سموه المعرض المصاحب للفعاليات وتجول في أرجائه مطلعاً على ما يتضمنه من برامج معلوماتية صحية وآخر ما توصل إليه العلم الحديث في هذه البرامج.