سعد بن عبدالقادر القويعي
التدحرج حينما يحصل فإنه يسير بقوة نحو الهاوية، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد في الرياض - قبل أيام -، اعتبر - اللواء - بسام عطية، أن : «إعلان انتهاء تنظيم داعش الإرهابي في السعودية قريباً، وهذا اليوم قادم، وهو وعد منا، ونحن دائما نوفي بوعودنا؛ - وحتى ذاك اليوم - فالتهديد الإرهابي قائم، والخطر لايزال قائما «؛ الأمر الذي يزيد - في تقديري - من قيمة ما تحقق على الجبهة في الداخل، - لا سيما - بعد تعرض تنظيم داعش لهزائم متكررة - في الفترة الأخيرة -، وتصدي وزارة الداخلية السعودية لمخططات التنظيم الإرهابي، وعناصره؛ بإحباط عدد من العمليات الإرهابية، وتوجيه ضربات استباقية، والقبض على عدد كبير من المؤيدين لذلك التنظيم، والمتعاطفين في تنفيذ جرائمهم داخل البلاد.
نقطة تحول في تاريخ التنظيم بدأت في تمزيق أوصال دولة الخلافة التي أعلنها، وترجمتها قدرات التنظيم، فهي حركة ذات نسق شبكي، من خلال انتهاج أسلوب محاربة رجال العصابات. وفي هذا السياق؛ حتى وإن كانت مصلحة التنظيم السياسية موجودة، فإن الأيديولوجيا ستكون مهمة جداً؛ لإسباغ الشرعية على الفعل. ومع هذا، فقد باتت حركته محدودة؛ كونه يعاني أزمة تهدد وجوده في الأصل، - إضافة - إلى نزع الشرعية الأيديولوجية الإرهابية الوحشية لدى داعش، - خصوصا - بعد أن خرجت عن إطار المشروعية، والذي وقفت له بعض الدول بالتأييد غير المباشر، والدعم اللوجيستي، والتمويل، والدعم الاستخباراتي.
على المستوى الدولي، فقد أغفل تقرير مركز « ستراتفور « للدراسات الاستراتيجية، والأمنية، الذي نشره المركز الأمريكي على موقعه الإلكتروني، الدور الذي عادة ما تقوم به أجهزة مخابرات مختلفة في إدارة عمليات التنظيمات المتشددة عبر اختراقها، وذلك لتنفيذ أجندة حكوماتها، وأنظمتها التوسعية في المنطقة العربية. - وسواء - جرى استخدام التنظيم لتقديم خدمة كبرى لنظام الأسد؛ بتوسيع أرض المعركة، وكسر الحدود؛ أو لتحقيق أهداف استراتيجية غربية، من بينها على سبيل المثال: إبعاد الخطر الأصولي الإسلامي عن الغرب، ونقل المعركة إلى الشرق، وخوض معارك استباقية معه؛ وبناء عليه، فإن نهاية تنظيم داعش ليست مرهونة حصرا بحل النزاع السوري، وأزمات المنطقة - فقط -، بل ترتبط حتما بقرار من الدول الغربية، والإقليمية غير العربية، بإحالته على التقاعد بعد أن يؤدي المهمة المرسومة له.
على أي حال، فإن تنظيم داعش كان من أبرز صور العنف السياسي في مجال العلاقات الإنسانية، وإحدى الجرائم الخطيرة الموجهة ضد المجتمع الدولي. وهو وإن كان يُدار من قِبل جهات دولية ذات استراتيجية، وأهداف محددة تسعى لتحقيقها، إلا أن العد التنازلي لنهايته قد بدأ يتشكل، وبشكل سريع، وهو ما يزيد من حرج داعش، وصعوبة موقفه الراهن، وكشف إمكان هزيمته.