جاسر عبدالعزيز الجاسر
استبشر اللبنانيون بعد زيارة الرئيس اللبناني للمملكة واختيارها كأول محطة خارجية دولية تؤسس لانفتاح دولي على لبنان بعد أن ابتعد عنه نتيجة هيمنة وتسلط المليشيات الإرهابية التي يقودها الملا حسن نصر الله.
السعوديون ردوا التحية للرئيس اللبناني وصدرت إشارات عديدة من المملكة تشير إلى أن المملكة ستدعم لبنان في كثير من الأصعدة ومن أهمها المساعدة في العودة إلى التعافي الاقتصادي عبر عودة السعوديين بالذهاب إلى لبنان بعد انقطاع دام أعواماً بسبب تغول الإرهاب الإيراني وغياب الأمن والاستقرار وحتى هيبة الدولة اللبنانية بعد أن سلبتها المليشيات الإرهابية المرتبطة بملالي إيران وتوقفت المؤسسات الدستورية الأولى في البلاد بعد أن تعثرت جهود انتخاب رئيس الجمهورية، مما فرض اختيار حكومة توافقية لتسيير الأعمال، أدت توافقات الجهات الممثلة إلى سلبها أي فعالية فيما جدد للمؤسسة الدستورية الثانية مجلس النواب الذي أصبح بلا معنى لعدم تكافؤ العمل السياسي بعدم وجود رئيس للدولة ووجود حكومة ضعيفة.
الآن تغير الحال في لبنان، فتم انتخاب رئيس للدولة عرف عنه قوة الموقف واستقلالية القرار ولا يربط سياسته بديون سياسية لحلفاء سابقين، وتجاوزاً لضغوط هؤلاء الحلفاء تم اختيار رئيس حكومة قوي أيضاً مدعوم بأكثرية نيابية فيما ينتظر اللبنانيون التوصل إلى قانون انتخاب يتم من خلاله تكوين مجلس النواب لتكتمل مؤسسات لبنان الدستورية الثلاث.
أمام هذه التحولات الإيجابية تعاملت القيادة السعودية والمواطنون السعوديون بارتياح وظهرت إشارات وعلامات عديدة على عودة السواح السعوديين الذين يعرف اللبنانيون بأنهم سيكونون القاطرة التي ستعيد السواح الخليجيين من جميع دول مجلس التعاون والذين يعرف اللبنانيون وبالذات أصحاب المهن ذات العلاقة بالنشاط السياحي من قطاعات الإسكان والغذاء والترفيه بأنهم الأكثر إنفاقاً والأكثر تدفقاً على لبنان الأمن ولبنان الذي يحفظ كرامتهم ويقدر دولهم، ولهذا فإن هؤلاء الذين تضررت مصالحهم كثيراً بعد جفاء السواح الخليجيين بسبب انعدام الأمن وهيمنة المليشيات الإرهابية وتوجيه الإهانات والشتائم لهم ولدولهم ولذا فهؤلاء كانوا الأكثر سروراً وفرحاً بعد نجاح زيارة الرئيس ميشال عون للمملكة التي فتحت أبواب السياحة الخيلجية لبلادهم، وهؤلاء ومعهم جميع اللبنانيين كانوا جِدَّ مستائين بعد تفاهات الملا حسن نصر الله والإساءات التي وجهها للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربية وهذه التفاهات والإساءات التي رفضتها وشجبتها معظم الفعاليات السياسية والنخب المثقفة وكل لبناني يرفض أن ترهن بلاده وتوظف لخدمة النظام الإيراني الذي ابتلت الدول العربية بتدخله في شؤونهم الداخلية ونشر الفتن والأعمال الإرهابية وفتح دكاكين الطائفية لإثارة البغضاء والكراهية.
الخليجيون يعرفون أن هدف الملا نصر الله اعتراض عودتهم للبنان بإطلاقه أقوالاً مسيئة لدولهم حتى تبقى الهيمنة لملالي إيران وعملائهم، إلا أنهم سيتجاهلون إساءاته لأنهم يعرفون قيمة بلادهم ويعملون على إفشال خطط عميل ملالي إيران وتعزز خطوات التوجه الجديد الذي يقلص بل وحتى يلغي النفوذ الفارسي.