عبد الكريم الجاسر
من خلال النقاشات مع عدد من الهلاليين على كافة مستوياتهم وفئاتهم لاحظت أن الكثيرين منهم لا يثق بقدرة الفريق الهلالي على حسم لقب الدوري لمصلحته حتى وهو متقدم بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه، وهو فارق كبير جداً في مقياس المنافسة على اللقب، ولم يحدث من قبل للفريق الأزرق منذ آخر دوري حققه مع الأرجنتيني كالديرون وبفريق المدرب الشهير هلالياً إيريك جيرتس.
فالهلال هذا العام نجح في الاستمرار منافساً كما هي عادته في المواسم الماضية التي كان يتنافس خلالها ثم يسقط قبل خط النهاية.. لكنه هذا العام استمر وسقط المنافسون من جراء أنفسهم وربما هذا هو السبب الأبرز في عدم ثقة الهلاليين بتحقيق اللقب رغم فارق النقاط الست.. كون الفريق لم ينتزع هذا الفارق ويضعه بنفسه من خلال هزيمة منافسه في مباراة حاسمة (مثلاً)، لكنه استفاد من نتائج المباريات ووجد نفسه في الصدارة وهذا ليس تقليلاً وإنما هو الواقع، وما أجمله من واقع لأن المطلوب تحقيق اللقب بأي طريقة طالما الفريق وجد نفسه قريباً منه في ظل هذا الفارق النقطي الممتاز.. وهو الفارق الذي لن يقبل الهلاليون التفريط به لأي سبب كان، فهناك فرق كانت تحافظ على فارق النقطة حتى النهاية في سعيها نحو اللقب وهذا ما يجب أن يدركه لاعبو الهلال.. فكل الظروف مهيأة للاستمرار في الصدارة وعدم النظر للخلف، حيث يرى البعض أن النصر ربما يكون منافساً خطيراً بعد فوزه الأخير على الأهلي، ويرى آخرون أن الاتحاد في حال عودة النقاط إليه وهذا احتمال قائم قد يكون أخطر من النصر على المتصدر وهكذا لكن الكلمة الآن هي بيد لاعبي الهلال الذين عليهم الإيمان بقدرتهم على تحقيق اللقب وبذل الغالي والنفيس نحو جلبه للخزينة الزرقاء.
شخصياً أعتقد أن الهلال مؤهل من كافة النواحي حتى وإن لم يجزم الآخرون بفوز الفريق باللقب، لأن الأوضاع حالياً كلها لصالح الهلال ولم يسبق أن تقدم فريق بهذا الفارق وخسر اللقب لأنه فارق مريح يجعل الفريق ولاعبيه يؤدون بثقة وارتياح ويسمح ببعض التعثرات لو حدثت، وهو ما يحقق الضغط الكبير على اللاعبين لكن الجميع لن يسامحهم أو جهازهم الفني والإداري في حال التهاون في أي لقاء والتفريط باللقب بعد هذه المرحلة التي باتت الجماهير الزرقاء تتطلع من خلالها بجدية للقب الغائب.
لمسات
* بعد فوز الأهلي على الاتحاد ذهبت الترشيحات لمصلحته للفوز باللقب.. وبعد فوز النصر تحولت هذه الترشيحات للنصر ثم جاء الاتحاد وكسب الشباب وتقدم بقوة للمنافسة فنال نصيبه من الترشيح.. في حين المتصدر الهلال الذي يفرق بـ 6 نقاط لا ذكر له، والأكيد أن الآخرين يتمنون سقوطه ولهذا يجب أن يتحد الهلاليون جميعاً لتحقيق هذا اللقب والعودة مجدداً للبطولة المفضلة.
* النصر ثم الأهلي يلعبان كرة قدم جيدة جداً على صعيد الأداء الفني والمدروس يليهم الاتحاد في حين يتفوق الهلال على الجميع عناصرياً ونتائجياً ونقاطاً، ولا زال الفريق لديه الكثير مما لم يظهر حتى الآن.
* دخلت الفرق السعودية أمس دوري أبطال آسيا بطموحات كبيرة.. والمطلوب من الهلاليين مسيرين ولاعبين عدم إعطاء هذه البطولة أهمية أكبر من المفترض، حيث يجب التركيز على اللقب المحلي وإعطاء الفرصة لبعض عناصر الصف الثاني آسيوياً كما فعل دونيس مثلاً الموسم الماضي ونجح في التأهل بسهولة دون إرهاق للفريق ولاعبيه.
* افتقد الأهلي طارق كيال بكل تأكيد وتحديداً على صعيد الروح القتالية واللعب الحماسي، فيما أعجبني جداً حماس لاعبي النصر وقتاليتهم وروحهم العالية أمام الأهلي ودخول اللقاء بتحد ورغبة في المقاومة وتحمل المسؤولية وهذا بالتأكيد عمل إداري ممتاز للإدارة. وبالمناسبة شخصية لاعبي النصر أحد أهم أسباب تحقيقهم للدوري موسمين متتاليين حيث القتالية وتحويل نتيجة عدد من المباريات بالروح العالية، بغض النظر عن بعض الأخطاء التحكيمية التي خدمت الفريق آنذاك.
* وليد عبد الله فاجأ الكثيرين في لقاء الأهلي حين كان صخرة قوية وسداً منيعاً في مرماه، مؤكِّداً أنه حارس كبير متى أراد ذلك ولعل تغيير الأجواء يعيد وليد أفضل حارس سعودي سابقاً بعد الدعيع.
* نجاح وليد عبد الله في المرمى النصراوي يؤكد أهمية وجود الحارس الأجنبي في ملاعبنا ودوره في نتائج المباريات وقوة الدوري.