الحديث عن الرؤية الاقتصادية وما تهدف إليه في هدفها العام وما تحمله من إعلان عريض هو (الإصلاح) يثير في نفوس المواطنين تفاؤلاً لمستقبل واعد للأجيال القادمة، وبالتالي لبلادنا العزيزة المباركة.
والرؤية المناطقية التي نأمل أن تتزامن مع الرؤية الاقتصادية وتتفق معها في الأهداف والنتائج (الإصلاح) فإنها أمل يراود أهالي كثير من المناطق التابعة.
فالمناطق الحالية في المملكة المترامية الأطراف قليلة عدداً وعدة، فهي ثلاث عشرة منطقة (13) فقط لا غير.حيث تهضم المدن الكبيرة لأهميتها حق المدن الصغيرة التي ترقى إلى مستوى المناطق.وهذه عبارة جاءت على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (حفظه الله) عند إمارته للرياض، فقال: أعلم أن أهمية الرياض كعاصمة للدولة يجعلها تحصل على نصيب الأسد من الخدمات تتلاءم مع هذه المكانة، وقد يكون على حساب مدن أخرى هامة تابعة لمنطقة الرياض.
وقال - رعاه الله- إن المناطق يجب ألا تقل عن تسع عشرة منطقة العام 98/99هـ في جامعة الملك سعود..
فالمناطق منها شديدة الأهمية ومنها الهامة والأقل أهمية.. وهذه الأخيرة هي المناطق (المدن) الداخلية التي لا تخدم إلا أهلها وساكنيها والهامة هي المدن الكبرى الرئيسة.
أما شديدة الأهمية فهي تلك الحدودية المجاورة لبلاد أخرى والتي تخدم العابرين بها دخولاً للمملكة أو خروجاً منها. وهي التي تعطي الانطباع الأول للعابر عن المملكة العربية السعودية وشعبها وإمكاناتها.. كمثال وليس الحصر (القريات - وحفر الباطن)؛ فالقريات الملاصقة للأردن، والمنطلق للدول الأخرى (سوريا - لبنان - تركيا - والبلاد الأوروبية وتضم أكبر منفذاً برياً في الشرق الأوسط).
فهي تخدم العابرين بها أكثر أو بالتوازي مع خدمتها لأهل القريات والمدن القريبة منها مثل (طريف وطبرجل).
وهي منفذ ديني وسياحي واقتصادي واجتماعي.. إضافة لكونها (منطقة) سابقاً منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله وحتى العام 1414هـ عندما ألحقت بمنطقة الجوف، وبهذا ربطت المنطقة شديدة الأهمية بالمنطقة الأقل أهمية جغرافياً.
وكان الربط مخالفاً للمواد الأولى من نظام المناطق الذي ينص على أن تكون المسافة قريبة بين المدن والخدمة المقدمة للأهالي أفضل..
وللأسف، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للقريات، فالمسافة لا تقل عن أربعمائة كيلو متر بين القريات وسكاكا.. والخدمات الحكومية بالقريات كانت قبل الضم أفضل كثيراً فتراجعت.. وكان في القريات (أمير منطقة) فأصبح في (سكاكا) مراجعته تشكل صعوبة بالغة على المواطنين (ذهاباً وإياباً) ومجيئه للقريات تشكل صعوبة عليه وتقلصت الوظائف الأمنية والادارية في وقت تتضاعف مساحة القريات المدينة ويتزايد سكانها.
فالدوريات الأمنية لم تعد كافية لا أفراداً ولا معدات.. والخدمات البلدية تجمدت ولم تستطع مواكبة التوسع في المدينة فالإمكانات كما هي منذ سنوات، فالبلدية فئة (ب) رغم أن المحافظة (أ) وكان طموح القريات أن تكون (أمانة).
والقريات التي تخدم العابرين عبر منفذها الهام (الحديثة).. تخدم أهالي مدينة (طريف) التي تبعد عنها مائة وأربعين كيلو متراً وهي تابعة لمنطقة الحدود الشمالية..
ومدينة (طبرجل) التي تبعد عنها مائة وعشرين كيلو متراً وهي تابعة للجوف.. نظراً لقرب المسافة والارتباط العائلي والاجتماعي بين أهالي المدينتين وأهالي القريات.. وهما جغرافياً وخدمة لأهاليها من المفيد ربطهما بالقريات وإعادتها منطقة لها أهميتها وخصوصيتها الحدودية كبوابة للمملكة ودول مجلس التعاون مع الدول المجاورة..
ولاشك أن (الرؤية المناطقية) والمنطقية المرجوة تقدم خدمة أفضل للمواطنين، وهو هدف رئيس من أهداف الدولة وبعيدة عن المجاملات.. وتعطي الحق لمستحقه..
فأهمية المكان تجعل من الأولى بمسمى المنطقة فصغر المساحة لا يعني أنه أقل أهمية.. بل على العكس.. فإن الموقع الهام يجعله يستثنى كما كان القريات سابقاً ولمدة سبعين عاماً تجمع بين (إمارة المنطقة ومفتشية الحدود الشمالية الغربية).
وفق الله من يرون الحق حقاً ويرزقون اتباعه، وحفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه.
- القريات