تبًّا للإداري المسؤول الذي لا يعرف طريق الارتقاء نحو الأفضل والأحسن والأنجح، جاعلاً من تعقيد المواطن المراجع سلمًا ترتقي به أنانيته القاصرة. تبًّا للإداري المسؤول الذي لا يوجد لديه خطة عمل وإبداع وتفوق وخارطة انفتاح على الناس. تبًّا للإداري المسؤول الذي لا يبتسم للناس المراجعين ويلاطفهم ويهيمن على مشاعرهم بالمودة والحب والألفة واللغة والمفردات الحسان. تبًّا للإداري المسؤول الذي لا يحاول اختراق حواجز المكان والزمان، فظ التعامل، غليظ القلب، عصبي المزاج، تقوقع في دهاليز مكتبه، وانسلخ من مهمته الرئيسية في مساعدة الناس وإرشادهم ومشاركتهم والسعي معهم وتهيئة سبل الراحة لهم. تبًّا للإداري المسؤول الذي راح يبحث لنفسه عن ديكورات رمادية غاية في التنافر والعتمة والضوء الشحيح، الذي تتناقض تصرفاته مع أبسط مبادئ قواعد العمل والنظام. تبًّا للإداري المسؤول الذي يحسب الاستبداد بطولة، ويرى (الفشخرة) مهابة، ورفع الصوت قيادة، والتعالي فخرًا، والنرجسية فلسفة، والتعقيد فكرًا. تبًّا للإداري المسؤول الذي يكره الإبداع والاختراع، ويروج لثقافة الكسل والشخير. تبًّا للإداري المسؤول الذي يحاول أن يُغضب الناس، ويسفه عقولهم، ويتلاعب بمشاعرهم، ويسرق وقتهم، ويضيع جهدهم، ويفتت كفاءاتهم، ويتخصص بمحاربتهم. تبًّا للإداري المسؤول الذي لا توجد لديه طاقات واعدة، ولا مهارات عالية، ولا مواهب فذة، ورهن نفسه للكرسي الدوار. تبًّا للإداري المسؤول الذي لا يقرأ، ولا يريد أن يتعلم، ويتباهى بجهله وتخلُّفه، ويتفاخر بقصوره وتقهقره في التطوير والارتقاء. تبًّا للإداري المسؤول البليد، الذي يجاهر بأعماله الكاذبة، ويخاتل بأفعاله القاصرة، ولم يخدم الناس سوى بالثرثرة الباهتة. تبًّا للإداري المسؤول الذي لا يعرف النظرية الفيزيائية التي تقول: «إن العناصر التي تكسب الحرارة بسرعة تفقدها بسرعة، والعناصر التي تكسبها ببطء تفقدها ببطء». تبًّا للإداري المسؤول الذي يحاول أن يكون بلا تعب ولا عمل ولا جهد ولا نتيجة. تبًّا للإداري المسؤول الذي يحاول أن يتخطى الحدود الطبيعية والمنطقية في الوهم والتخيل والأوهام. تبًّا للإداري المسؤول الذي يختل توازنه، وتتكرر عثراته، وتتعاقب كبواته، ويصير مرشحًا للسقوط في الهاوية، ولا يحاول الاستيقاظ والنهوض. تبًّا للإداري المسؤول الذي لا يعرف الحكمة التي تقول: «إن الإنسان لا يحصد إلا الذي زرع، وإنه ما طار طيروارتفع إلا كما طار وقع». تبًّا لهذا الإداري المسؤول الذي أضاع الخيط والعصفور والمسؤولية والأمانة، وظلم الكرسي الذي يعتليه. تبًّا لهذا الإداري المسؤول؛ لأنه فقد إحساسه الفطري بالوطن والمواطنة، وانشغل بأعماله التقليدية العقيمة المحدودة، ولم يعد لديه أي اهتمام بالتفرد والابتكار والإنتاج، ولا يكترث بتجاوزاته وسلبياته في وجوب العطاء، ولم ينذر نفسه لخدمة الوطن ومواطنيه.
إن نداء الواجب يحتم علينا أن نندفع جميعًا للعمل الوطني، وخدمة المواطن بلا هوادة ولا تسويف ولا تراخٍ ولا تعالٍ ولا انزواء ولا ازدراء ولا (فشخرة كاذبة)، متسلحين بالوطنية وناشطين بها صفًّا واحدًا خلف قيادتنا الرشيدة الحكيمة قولاً وعملاً وشعارًا.
abumohannad01@gmail.com
@ ramadanjready