خالد بن حمد المالك
في حوار بين سمو أمير منطقة نجران جلوي بن مساعد آل سعود والوفد الإعلامي الذي ضم أكثر من ستين إعلامياً وإعلامية، وقد دار على مدى يومين، الأول في مقر حرس الحدود، والثاني في مقر إمارة المنطقة، تحدث الأمير عن سعادته بوجود هذا العدد من الإعلاميين، وتمنى أن يتواصل الإعلاميون في الحضور إلى نجران، والاطلاع على المستجدات ميدانياً في الحد الجنوبي من هذه المدينة، وأثنى كثيراً على شجاعة المقاتل السعودي، وثمن دور كل العسكريين في جبهة نجران، وعدّد كثيراً من المواقف اللافتة التي سجلها المقاتل السعودي ميدانياً في معركة الشرف والرجولة.
* *
سموه أضاف، لقد اقتصر دور هذه القوات وحسب توجيه القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في حماية حدود المملكة ومنع المتسللين من اقتحام حدودنا، وأن تدخل القوات السعودية إلى الأراضي اليمنية لا يتم إلا عند الحاجة إلى ذلك، ومتى كان ذلك ضرورياً أمام عمليات عسكرية عدوانية تحضّر بالقرب من الحدود، مشيراً إلى أن مسؤولية مواجهة الانقلابيين في داخل اليمن تقع على الجيش اليمني الوطني المدعوم من قوات التحالف العربي.
* *
في أحاديث الأمير جلوي، تلمس الثقة، وتشعر بالاطمئنان، وتحس أنك أمام وضع أقرب ما يكون إلى أن قواتنا تمارس دوراً تدريبياً، أو مناورة عسكرية، بحكم أنها تسيطر على الجبهة، وتتحكم بزمام المبادرات العسكرية، وأنه لا تكافؤ بين قواتنا وما يمتلكه العدو، سواء بالتجهيزات العسكرية أو بالرجال، وأن الانقلابيين دخلوا في معركة ليسوا في مستواها، وقد أدركوا ذلك متأخراً، بعد أن تبين لهم حجم الخسارة التي تلقوها وما زالوا يتعرضون إلى المزيد منها، وليس بينهم من عاقل أو حكيم ليقبل بالحوار، ويستجيب لما طرحه خادم الحرمين الشريفين من دعوة أبوية حانية للانتقال من الحزم إلى الأمل.
* *
كان أمير المنطقة حريصاً على أن يتعرف على انطباع الزملاء الإعلاميين قبل وقوفهم على سير المعارك، وزيارتهم لمواقع القوات وذلك في اليوم الأول من وصولهم، كما كان حريصاً على اللقاء بهم في اليوم الأخير، أي قبل مغادرتهم لنجران، وبعد انتهائهم من جولتهم الإعلامية، ليتعرف على انطباعاتهم، والأفكار التي يحملونها قبل وبعد هذه الجولة، بحرص شديد، ومتابعة دقيقة من سموه، حتى أن كل لقاء معه استغرق أكثر من ساعتين، رغم مشاغله ومسؤولياته.
* *
الزملاء تناوبوا في المداخلات أمام سموه، وكانت جميعها تتحدث عن انطباعات إيجابية، واعتزاز بما رأوه، أو استمعوا إليه، كل عبر عن جانب لم يسبقه زميل آخر في الحديث عنه، بما يمكن القول عن هذين الاجتماعين بسمو الأمير، إنها جاءت لتنقل صورة حقيقية عن الوضع في الميدان، وتقييماً يعتمد على المشاهدة ووصول المعلومة والتفاعل بحسب ما كان أمام كل منا في الميدان.
* *
الذي أقوله إن هذه الزيارة، بهذا العدد من الإعلاميين، وبهذه الاستعدادات التي هيأتها قيادة حرس الحدود، وبهذا الجهد من القناة الإخبارية، قد اختصرت لنا كإعلاميين الكثير مما لا يمكن أن نتحدث عنه لو لم تقم بهذه الجولـــة، ولتضعنا أمام الكثير مما تستطيع أن تقوله الآن بثقة ومصداقية عن الوضع ميدانياً، وعن رجالنا الشجعان في حرس الحدود وقوات الدفاع الجوي والحرس الوطني، لا ادعاء وأكاذيب كما يفعل إعلام إيران الرخيص غير المباشر عن الحرب، أو ذلك الذي يتحدث باسم الانقلابيين مباشرة كقناة المسيرة التي تفضح نفسها بتناقضاتها وأكاذيبها واعتمادها فيمن تستضيفهم على من هو عدو لدولنا العربية، وبخاصة المملكة ودول مجلس التعاون.
يتبع