سعد الدوسري
لا أحد ينكر حقيقة أننا تساهلنا كثيراً في قضية فرض الانضباط على أطفالنا، فيما يتعلق باستخدام الأجهزة الذكية. ولن أدخل هنا في سرد النتائج المرعبة التي أفرزها هذا الاستخدام، سواء اليوم أو غداً. سأكتفي برصد حال أطفالنا وشبابنا مع الأجهزة الذكية في المدارس والجامعات. وهنا، سيقفز مسؤولو التعليم فوق مكاتبهم، لكي يطمئنونا:
- الهواتف المحمولة ممنوعة منعاً باتاً داخل الفصول الدراسية.
هذا الادعاء غير صحيح. أطفالنا وشبابنا يدخلون لفصولهم الدراسية، وفي جيوبهم هواتفهم، دون أن تكون هناك عقوبة رادعة تتلاءم مع هذا الاستهتار. وسوف لن نتوجه باللوم على الطالب في هذا الشأن، بل على إدارة المدرسة. ومن يقول إن المسؤولية هي مسؤولية الأسرة وحدها إنما يغالط الواقع. فعلى سبيل المثال، الأسرة المتساهلة تسمح لابنها بقيادة السيارة، فهل يعني هذا أن يسمح له المرور بقطع الإشارة أو بارتكاب الحوادث مع الآخرين؟!.
لقد وضعت الأنظمة لتحمي الفرد والجماعة، لتحمي الطالب وكل طلبة الفصل. ليس مقبولاً أن يُدخِل طالبٌ أو عدد من الطلاب هواتفَهم المحمولة إلى الفصل الدراسي، ويتسبب في إشغال كل الطلبة عن تحصيلهم العلمي. على وزارة التعليم أن تكون حازمة جداً في موضوع استخدامات الأجهزة الذكية داخل المدرسة، حتى ولو استدعى الأمر إيقاف الطالب عن الدراسة مؤقتاً، لكيلا يكون سبباً في أذية مستقبله وأذية مستقبل غيره.