د. ناهد باشطح
فاصلة:
(تنطلق العلاقة بين الإعلام والمواطنة من الحق الأساسي بالمعرفة وإدراك الحقوق والواجبات بوجود إعلام يوفر هذه الحقائق ويمنح مساحة واسعة للتفاعل مع المعلومة والمعرفة).
- د. خولة مطر -
أحترم كثيراً المؤسسة الإعلامية التي تنشر تصحيحاً لما نشرته عبر صحافييها ثم اتضح عدم صحته.
وذلك لسببين: الأول لالتزامها بتطبيق المادة 35 من نظام المطبوعات والنشر الذي نصه»: على كل صحيفة نسبت إلى الغير تصريحا غير صحيح أو نشرت خبراً خاطئا أن تصحح ذلك بنشره مجاناً، بناء على طلب صاحب الشأن في أول عدد يصدر بعد طلب التصحيح، ويكون ذلك في المكان الذي سبق أن نشر الخبر أو التصريح فيه في مكان بارز منها ولمن أصابه ضرر حق المطالبة بالتعويض».
والسبب الثاني، أن نشر هذا التصحيح يرسل رسالة واضحة للمجتمع بأن مهنة الصحافة لها قواعد وعلى ممتهنها الالتزام بها فضلا عن دعوة الصحافيين الجدد إلى قراءة النظام.
الصحافة بأنواعها المكتوبة والمسموعة والمرئية شاء لها حظها في هذا المجتمع ان تكون مرتعا للدخلاء ينافسون فيه وبشراسة أولئك الذين امتزجت المهنة بأنفسهم، ولذلك لا يعيشون إلا من خلال ممارستها ويقدمون وقتهم وجهدهم وراحتهم التي قد لا يلمسها إلا المقربون منهم.
ولعل أكثر ما يحزن أن نكون في هذا العصر الذهبي من الانفتاح المعلوماتي ثم نجد شبابا وشابات يعملون في مؤسساتنا الإعلامية دون تدريب أو حتى دون أي ادراك لخطورة عملهم؛ لأن الصحافي الذي يجري مقابلة يمثل مؤسسته ويعطي الضيف انطباعا عنها.
حدث ذلك لي مؤخراً حتى أني قلت للمذيعة وهي في العشرينات :»أنا صحفية في عمر والدتك، نصيحتي يجب لك الا تجري لقاء وليس لديك معلومات عن المناسبة والضيوف».
وكذلك قلت للمذيع الشاب، لكني لم ألومهما بل لمت المؤسسات الإعلامية -وهي بالمناسبة رسمية - التي وضعتهما في هذا المأزق.
العمل في الإعلام ليس مهمة سهلة، ولا يجب أن نقتل الشباب برميهم إلى الساحة والجمهور دون دراسة أو تدريب فقط لنملأ الفراغ أو نفاخر بارتفاع عدد الصحافيين والصحافيات السعوديين.
كلما تكرر مشهد الشباب الصحافي غير المؤهل أمامي تألمت بالفعل لمستقبل مهنة يمكن أن تكون بحال أفضل، وهذا ما سوف تقوم به مؤسسات المجتمع المدني، فلا زلت أراهن على إمكانية وجودها وأثرها الكبير.