كان لتأسيس جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية التي حملت اسم مؤسس أول وزارة للتعليم بالمملكة التي كانت تسمى بوزارة المعارف آنذاك المغفور له الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- بمنزلة المحاولة الجادة والحثيثة من حكومتنا الرشيدة لنشر التعليم الصحي والعمل على تخريج الكوادر الطبية الوطنية القادرة على القيام بواجبها تجاه الوطن والمواطن ولسد الحاجة الملحة من ذات الكوادر في هذا القطاع المهم والحيوي، فهي تعد الجامعة السعودية الوحيدة المتخصصة بتدريس التخصصات الصحية بكافة فروعها وتشكلياتها.
في الخامس من شهر صفر من عام 1426هـ الموافق 6 مارس 2004م وجه المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتأسيس الجامعة رسميًا وأطلق عليها اسم (جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية) وفاءً وعرفانًا لأخيه الراحل، ومقرها الرئيس الرياض ولها فرعان في كل من جدة والأحساء، تحظى باعتماد من وزارة التعليم العالي لمختلف برامجها الأكاديمية سواء للبكالوريوس أو الدراسات العليا، لتصبح هذه الجامعة اليوم نبراسًا متميزًا وفريدًا من نوعه في تخريج كوادر ناجحة وقادرة على تطوير القطاع الصحي بما يحقق رؤية 2030م التي تعمل على تطوير هذا القطاع وتدريب الكوادر الوطنية الشابة.
وتشهد الجامعة اليوم توسعًا في عدد الكليات فهي تشمل أربع عشرة كلية موزعة على ثلاث مناطق الرياض وجدة والأحساء وتحوي المدينة الجامعية بالرياض على سبعة كليات وهم: كلية الطب وكلية طب الأسنان وكليتي الصيدلة والتمريض وكلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية وكلية العلوم والمهن الصحية وكلية العلوم الطبية التطبيقية.
كما تحتوي المدينة الجامعية بجدة على أربعة كليات هم: كلية الطب وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية التمريض وكلية العلوم والمهن الطبية.
وتشتمل المدينة الجامعية بالأحساء كذلك على ثلاثة كليات وهم: كلية التمريض وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية العلوم والمهن الصحية.
ولم يقف دور الجامعة على التعليم الأكاديمي فحسب فقد أوجدت عمادة للبحث العلمي تعد رائدة في مجال التعليم الطبي على مستوى الشرق الأوسط تسعى الجامعة من خلالها لتنسيق ومتابعة البرامج الأكاديمية والفعاليات العلمية ذات العلاقة بالدراسات العليا بالجامعة، حيث تهدف إلى توفير الفرص المناسبة لتبادل الخبرات ما بين الطلاب والمتخصصين في المجالات الطبية والصحية وذلك من خلال التعليم وإقامة الدورات وتنمية المهارات، والمساهمة في تعزيز الاتصال مع الخبراء والمتخصصين والمشاركين في المؤتمرات والندوات التي تقيمها الجامعة، ونالت العمادة على عدد من الاعتمادات الدولية مثل جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لطب الطوارئ والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والجمعية السعودية للقلب والجمعية السعودية للرعاية التنفسية كما تم اعتمادها أيضًا من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
هذا وقد حازت العمادة على عدد من الجوائز العالمية جراء تميزها في مجال البحوث وفي عدد المتدربين فقد حصلت على جائزة التَّميز من جمعية القلب الأمريكية وعلى جائزة تميز أخرى كونها تضم أكبر عدد للمتدربين على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث
كان تأسيس هذا المركز في التاسع من شهر رمضان 1427هـ الموافق 11 نوفمبر 2006م بموافقة من المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- سعيًا لتحقيق رؤية الجامعة التي تتمثل في تحقيق الريادة العالمية والتَّميز في مجال البحوث الطبية وفي إجراء أبحاث طبية مبتكرة إقليميًا وعالميًا، فتسعى الجامعة من خلال هذا المركز إلى تطوير ودعم ونشر الأبحاث العلمية بهدف فهم واستيعاب المشكلات الصحية وإيجاد الحلول لها عبر تطبيق الأبحاث المتميزة على المستويين المجتمعي والاكلينكي، بجانب توفير تقنيات حاسوبية حديثة، ومختبرات تحليل الجزيئيات، كما يمهد المركز إلى إنشاء بيئة بحثية إبداعية وإيجاد شراكة في هذا المجال مع القطاعين العام والخاص.
هذا ويوجد فرعان للمركز في المنطقة الشرقية والغربية، حيث يهدف مركز الملك عبدالله للأبحاث بالمنطقة الشرقية على أن يكون امتدادًا لدعم المسيرة البحثية في الجانب الشرقي من المملكة بما يخدم سكان هذه المناطق، ويطمح المركز بالمنطقة الغربية إلى تكوين استراتيجية مشتركة مع المركز الرئيس بالرياض وفرع المركز بالمنطقة الشرقية بما يشكل تعاونًا يخدم المجال البحثي، كما يعمل على توفير بيئة بحثية مبتكرة مختلفة عبر تقنيات حديثة ومتطورة لا تقتصر على المنتمين للشؤون الصحية بالحرس الوطني بل تشمل كل الممارسين والمهتمين بالجانب البحثي في المملكة.
ولمركز الملك عبدالله للأبحاث الآن تميز بحثي على مستوى العالم فقد أجرى المركز في عام 2015 ما يربو على 66 دراسة اكلنيكية و181 مشروعًا بحثيًا ونشر ما يقدر بـ 382 ورقة علمية تم استخدامها كمراجع علمية لأكثر من 14066 مرة على مستوى العالم، وقد نال المركز كذلك على 100 براءة من مكتب براءات الاختراع ونقل التقنية وفي عام 2016 استقبل المركز 650 بحثًا منها 320 بحثًا قدمت من الجامعة وحدها.
كما يحتوي المركز اليوم على عدد من المشروعات المصاحبة التي تعد من روافد البحث العلمي كالبنك الحيوي السعودي، وبنك دم الحبل السري، وأبحاث الإصابات والسجل الوطني لتطابق الأنسجة.
ويعد من أكبر المراكز وربما كان الأول من نوعه على مستوى العالم من حيث المساحة، ويحتوي على عيادات خارجية، وأجنحة تنويم لكافة الأعمار، ووحدات علاج مركز للكبار والأطفال والمواليد، وجناح متكامل للولادة، وغرف عمليات افتراضية، وغرف للطوارئ والإسعاف بكامل تجهيزاتها، ومختبرات سريرية عديدة لإجراء الفحوصات السريرية، ويتم كل ذلك باستخدام أجهزة متطورة ودمى ذات تقنية عالية تحاكي تكوين الإنسان في كل أجهزته وأعضائه وما يمكن أن يتعرض له من أمراض مختلفة، وذلك إضافة إلى الفصول الدراسية وقاعات المحاضرات.
وتهدف الجامعة من خلال إيجاد هذا المركز إلى مساعدة الطلاب على اكتساب المهارات السريرية قبل انتقالهم إلى العمل في المستشفى، ويمكّنهم كذلك خلال فترة التدريب السريري من استخدام كافة التجهيزات التي تشمل المناظير والقسطرة والتدخلات الجراحية.
وتهدف الجامعة على أن تكون صاحبة ريادة عالمية في مجال التعليم الصحي وفي التَّميز بالبحوث العلمية المتخصصة بذات المجال، وفي أن تكرس دورها في المجتمع بتقديم الرعاية الصحية لكل مريض وخدمة المجتمع بكل أفراده وشرائحه، كما تشمل رسالة الجامعة تقديم خدمات عالية الجودة في التعليم الصحي، والبحوث المتعلقة به وفي تعزيز دور هذا القطاع في المجتمع.
كما تشتمل الأهداف الاستراتيجية للجامعة على أن تكون ذات سمعة عالمية متميزة وذلك من خلال تطويرها للبرامج الأكاديمية بما يضمن تخريج ممارسين صحيين ذوى كفاءة واقتدار، وعلى الاهتمام بالبحث العلمي والأنشطة الصحية ذات القيمة الوطنية والأهمية العالمية، والاستمرار على استقطاب الكفاءات المؤهلة والمتميزة من أعضاء هيئة التدريس بما يضمن بيئة أكاديمية مناسبة للطلاب، وتبحث الجامعة على تكوين تكامل ما بينها وبين الشؤون الصحية ومركز الملك عبدالله للأبحاث بما يضمن وجود نظام صحي موحد يخدم القطاع الصحي في المملكة.
الجامعة.. والمسؤولية الاجتماعية
تأكيدًا على دورها المجتمعي وفي تعزيزها لدور المسؤولية الاجتماعية فقد شرعت الجامعة مؤخرًا ومن خلال الإدارة العلاقات الجامعية والإعلام إلى تقديم دورات تدريبية مجانية وفي تنظيم برنامج نبضات صحية التي تهدف من خلاله الجامعة إلى تعزيز دور الصحة في المجتمع وكذلك استحداث برنامج ملهم الذي يهدف من خلاله إلى استقطاب شخصيات ملهمة للجيل المقبل لتحقق الجامعة فعليًا دورها وتعمق مفهومها وشعارها (جامعة لصحة وطن).