ينطلق اليوم وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الفخري للجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية، وخلال الفترة من 24-26 جمادى الأولى 1438هـ الموافق 21-23 فبراير 2017 فعاليات المؤتمر السعودي السادس للمعلوماتية الصحية الذي تنظمه الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية إضافة إلى الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية، بمشاركة خبراء ومختصين في مجال المعلوماتية الصحية في المملكة وخارجها، وذلك بمركز المؤتمرات بمقر الجامعة بالرياض.
وعبّر المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية معالي الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي عن سعادته بتشريف ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - رافعاً أسمى آيات الشكر والعرفان لسموه الكريم على رعايته للمؤتمر، ودعمه لأهداف الجمعية العلمية السعودية للمعلوماتية الصحية.
كما رفع الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني على ما يلقاه القطاع الصحي بوزارة الحرس الوطني من دعم لا محدود دفع بالمنشآت الصحية والأكاديمية إلى مستويات عالية من التطور والنماء ولله الحمد والمنة، مبيناً أن متابعة سموه المستمرة للحراك العلمي والبحثي الذي تشهده أروقة الشؤون الصحية وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية يخدم الأهداف الصحية والعلمية والبحثية بالمملكة من خلال تبادل الخبرات والتجارب مع المراكز البحثية الأخرى، منوها باهتمام سموه بكل ما يخدم ويرتقي بصحة أبناء الوطن.
وأكد القناوي على أهمية هذا الملتقى في نشر الوعي بأهمية تقنية المعلومات الصحية، وإبراز دورها الفعال في رفع كفاءة الأداء الصحي، إلى جانب تحسين جودة ونوعية الخدمات المقدمة، وإسهامه في رفع الوعي بالاستخدام الأمثل للموارد في القطاعات الصحية، كذلك استكشاف الاتجاهات الحديثة للصحة الإلكترونية وأحدث تقنياتها، وإتاحة الفرصة لتبادل المعلومات والخبرات واستعراض التجارب وقصص النجاح في مجال التقنيات المعلوماتية والخدمات الصحية الإلكترونية، حيث تحددت محاور هذا الملتقى في: «أمن المعلومات وأهمية التقنيات الإلكترونية الصحية»، «الحوسبة السحابية والبيانات المتقدمة» إضافة إلى «التحول الإلكتروني للمستشفيات».
ومن جانبه قال الدكتور رياض الشمري رئيس مجلس إدارة الجمعية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر « إن هذا الملتقى يعد حلقة للتواصل العلمي وميداناً لتبادل الخبرات وآخر البحوث في مجال المعلوماتية الصحية يقام جنباً إلى جنب مع المؤتمر الدولي الأول في المعلوماتية والصحة وتقنية المعلومات، والذي يهدف بشكل رئيس إلى الكشف عن آخر المستجدات في بحوث البيانات المتقدمة والأمن الإلكتروني للقطاع الصحي.
وأوضح د. الشمري أن هذا المؤتمر يعقد بالتزامن مع احتفال الجمعية بالذكرى العاشرة لإنشائها، مشيراً في ذات الصدد على أنه يعد فرصة للمختصين والأكاديميين لتبادل الخبرات والبحوث وتشجيع النقاش حول تطوير الرعاية الصحية والاستفادة من أحدث ما وصلت إليه التقنيات المتجددة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأمن الإلكتروني، مبيناً أن هذا المؤتمر يركز على ثلاث نقاط مهمة في المعلوماتية الصحية وهي مناقشة أهمية الترميز الطبي وأهمية الاختراعات في المجال الصحي الإلكتروني والتركيز على الكتابة الأكاديمية الصحيحة.
وأضاف أن فعاليات المؤتمر تتضمن ثلاث ورش العمل تقام قبل انطلاقة المؤتمر بيومين يومي 19- 20 فبراير منها : التصنيف الدولي للأمراض والمشاكل الصحية المتعلقة بها (الإصدار العاشر)، نظام الكتابة للعلماء والمتخصصين في الصحة، وإقامة ورشة عمل تدريبية لابتكار رعاية صحية ناجحة، مشيراً إلى أن المشاركين في المؤتمر سيناقشون عدداً من الموضوعات الهامة ومنها:
- إنشاء منبر أو منتدى علمي ريادي على الصعيد الوطني لتقديم أفضل الممارسات في مجال المعلوماتية الصحية.
- التعرف على التحديات المستمرة والمتجددة التي تواجه اختصاصيي المعلوماتية الصحية مع تحديد أفضل حلول لها.
- تعزيز أوجه التعاون الخلاق وتحقيق شراكات بين اختصاصيي المعلوماتية الصحية على المستويين المحلي والإقليمي ونظرائهم من العلماء والمنظمات الدولية.
- تعزيز التعاون الفعال والشراكات بين الأكاديميين في الجامعة وعلماء عالميين ومؤسسات دولية.
ويشارك في المؤتمر عدد من الجهات الحكومية كمركز الأمن الوطني وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وكبرى المستشفيات في المملكة، كما يشارك ضمن أنشطة المؤتمر نخبة من متخصصي المعلوماتية الصحية في العالم أشهرهم البروفسور كريستوف يوليمان الرئيس المنتخب للجمعية الدولية للمعلوماتية الطبية، والأستاذ الدكتور البرت واي زومايا. أستاذ ومدير مركز توزيع الحاسبات عالية الأداء في جامعة سيدني كما يشارك الأستاذ الدكتور سيد عبيدي مدير المعلوماتية الصحية في جامعة دالهاوسي وعدد من المتخصصين.
وبين د.الشمري أن فعاليات هذا المؤتمر تشتمل على ما يقارب من 120 بحثاً دولياً ومحلياً يخص المعلوماتية والصحة وتقنية المعلومات يشارك في تقديمها مهتمون ومتخصصون حول العالم ، وتم قبول 19 بحثاً محلياً و 13 بحثاً دولياً منها، وهذا ما يوضح تميز واهتمام الكفاءات الوطنية في هذا المجال.
إلى ذلك، تأتي أهمية هذا المؤتمر انطلاقاً من دوره الفعال في طرح المؤتمرات السابقة العديد من التوصيات التي تحولت إلى واقع ملموس. ومن أبرز تلك التوصيات: «بناء الكوادر المتخصصة في مجالات المعلوماتية الصحية، القادرة على مواكبة التطور في مجال استخدام تقنية المعلومات في المجال الصحي، وإيفاد البعثات الداخلية والخارجية للدراسات العليا في المجال، والاستفادة من برامج الابتعاث «. وقد تم العمل فعلياً بهذه التوصية من خلال استحداث برامج أكاديمية في المعلوماتية الصحية في عدة جامعات سعودية، وإيفاد العديد من شباب هذا الوطن للدراسة فيما يخصه.
هذا وقد تبنى المؤتمر السعودي الثالث للصحة الإلكترونية إطلاق فكرة مشروع موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي، حيث إنه قد تم في المؤتمر السعودي الرابع للصحة الإلكترونية تدشين لهذا المشروع العربي العملاق، الذي أصبح فيما بعد مرجعاً إلكترونياً مميزاً وموثوقاً لكل ما يتعلق بالجانب الطبي والصحي للناطقين باللغة العربية. أما في المؤتمر السعودي الخامس للصحة الإلكترونية لعام 2014 فقد كان ملتقىً نوعياً لتبادل أهم الخبرات المحلية والعالمية؛ حيث حرصت اللجنة العلمية للمؤتمر آنذاك على استقطاب متحدثين متخصصين من الناحيتين العلمية والعملية قاموا بإلقاء محاضرات ذات أهمية كبرى أثرت المهتمين في مجال الصحة الإلكترونية، كما ناقش المؤتمر السابق أبرز التحديات التي تواجه تطبيق بعض مشاريع الصحة الإلكترونية.
تجدر الإشارة إلى أن حضور فعاليات المؤتمر معتمدة بـ24 ساعة تعليم طبي مستمر من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.