أحمد المغلوث
يعقد اليوم الثلاثاء وفي رحاب جامعة الملك فيصل بالأحساء «ملتقى التعايش ضرورة شرعية ومصلحة وطنية» في وقت الجميع في بلادنا وغير بلادنا يطالبون بان تسود في مختلف المجتمعات روح التعايش والمحبة، في زمن سيطرت على بعض هذه المجتمعات روح الكراهية والطائفية والحقد والعداء، تجسد ذلك فيما وقع فيها من حروب ومواجهات وقتل وتصفيات على الهوية، بل انتشرت في الكثير من الدول وللأسف اعتداءات وحوادث عنف، بل وتنامت هذه الظاهرة لتصل إلى حروب باردة وحروب أخرى شديدة الحرارة..!
ولن اسبق الزمن وأشير لما سوف يتضمنه هذا الملتقى الهام والذي سوف يرعاه صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية.. من رؤية البعض لهذه القضية الهامة والجديرة بالمناقشة، خاصة وديننا الاسلامي دعانا ومنذ البدء لنشر رسالته الإسلامية العظيمة والتي من اسسها المحبة والسلام.
العلاقات الإنسانية في الاسلام انطلقت على اساس احترام الآخر والاعتراف به وبالتعددية، وذلك بهدف بناء مجتمع وحضارة اجتماعية تسعى لخير البشرية لا عكس ذلك.! وهذه العلاقة السامية بين بني البشر تقوم على أسس معروفة لدى الجميع من تنوع وتعدد واختلاف.
ومن الجميل أن يعقد مثل هذا الملتقى في وقت تنامت فيه ظاهرة الكراهية في العالم، وانحرف بعض المسلمين إلى طريق غير سوي. ويتنافى مع الاهداف والقيم والمبادىء الإسلامية المختلفة.. والإسلام ومجتمعاته المختلفة لن يهدأ لها بال ويستقر لها قرار إلا إذا سادت فيها المحبة وابتعدت عن كل انواع العنف وقبلت بالتعايش في مجتمعاتها بل والعالم. وعادت لتحقيق وتنفيذ رسالة الإسلام الحقيقية، إسلام محبة وسلام.. ولن يتحقق للمجتمعات الإسلامية والعالمية هذا الهدف وتلك الأماني التي تسكن في عقل وفكر كل إنسان يسعى للعيش في مجتمع تسوده حياة مفعمة بالتعايش والمحبة. من خلال استثمار كل ما من شأنه أن يساهم ويعزز ذلك، مع توظيف كل القدرات والطاقات والامكانيات من أجل حياة إنسانية متكاملة بعيدة عن روح الكراهية والعداء.!
إن ما خلفته هذه الكراهية وذلك العداء في العديد من المجتمعات في العالم ومن بينها بعض مجتمعاتنا العربية ضحايا للحروب ومآس وما ترتب عليها من تبعات: نازحون ومهاجرون ولاجئون وأرامل ومشردون.. إلخ، وما نتج بعد ذلك من دمار وخراب في البنية التحتية للعديد من مدن الصراع.. ولا علاج لهذه الظاهرة المكروهة من ديننا الحنيف الا بتضافر الجهود من مختلف دول العالم وعلى الاخص الدول التي انتشرت فيها هذه الظاهرة « الكراهية والطائفية وعدم قبول الآخر»، ومن العيب كل العيب أن يحدث هذا ونحن نعيش في القرن الـ21 الذي تتسابق فيه الدول للإفادة من الثورة العلمية والتقنية للارتفاع بمستويات الحياة في مجتمعاتها لتحقيق الافضل لها.. ونحن نشاهد وبكل أسف ومرارة وحزن ما يجري في بعض دولنا العربية.. وعدم قدرتها وفشلها في توفير التعايش الإنساني والإسلامي بين مختلف فئات مجتمعاتها، ليسبب ذلك ما نشاهده من مسلسلات دموية. جعلت النظام يقتل شعبه بمختلف الاسلحة، بهدف الحفاظ على حكمه ومصالحه، والتلذذ بمشاهدة مسلسل الدماء ينساب في مدن دولته!.
تغريدة:
اختتمت فعاليات مهرجان الجنادرية بعدما سجل 6 ملايين و790 ألف زائر تقريباً وهذا يعكس نجاحا كبيرا لمثل هذه المهرجانات الثقافية والتراثية، وتعكس في ذات الوقت مدى تعطش مجتمعنا لمثل هذه الفعاليات، تحية لوزارة حرسنا الوطني.