أ.د.عثمان بن صالح العامر
في الوقت الذي تتهم به بلادنا المملكة العربية السعودية بأنها حاضنة للإرهاب ومصدرة للفكر المتطرف، تتجه قيادتنا الحكيمة للرد على هذا الاتهام وحماية الوطن من ويلات هذا الفكر الضال بالفعل لا بالقول، ومن خلال منهج علمي مدروس لا مثيل له في العالم أجمع.
لقد نسج الإرهاب خيوطه ليفسد علينا أمننا ويضربنا في عقر دارنا وعلى يد فئة ضالة من أبنائنا للأسف الشديد، ولكن ما كانوا يمنون به أنفسهم مخططين ومنفذين ومصفقين وصامتين كان أبعد منهم من دخول إبليس الجنة - كما يقال - إذ كانت استراتيجية المملكة العربية السعودية لاجتثاث بذرة الشر من جذورها استراتيجية شاملة متكاملة تجاوزت المواجهة الأمنية والمنازلة الميدانية إلى:
* التوعية المجتمعية بخطورة هذا الفكر وبعده عن الإسلام.
* بيان حقيقة الدين الحق ورفضه المطلق ما يدعيه هؤلاء من كونهم هم من يمثل الإسلام .
* التعريف بالمنهج الإسلامي الذي تنتهجه المملكة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى تاريخه، حيث يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حربه ضد فلول الإرهابيين في الداخل والخارج بكل عزم وحزم.
* مناصحة الموقوفين والمحاولة الجادة لرفع الغشاوة التي على أفئدتهم بالدليل والبرهان الصحيح، علهم يعودون إلى جادة الحق وينهجون طريق الصواب.
* محاكمتهم شرعاً من خلال السلطة القضائية التي تتمتع في المملكة العربية السعودية بالاستقلالية التامة والمرجعية الربانية الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان.
* الرعاية الحقيقية لهم سواء الذين ما يزالون قيد التوقيف، أو من هم في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، أو من أفرج عنهم بعد التأكد من تخلّيهم عن فكر الفئة الضالة وعودتهم إلى منهج السلف الصحيح الذي فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.
* وَمِما يسجل لقيادة بلادنا الحكيمة تميزها الحق في تتبع الإرهابيين ورصد خطواتهم ومباغتتهم في جحورهم بعد اكتشاف شبكاتهم ومعرفة علاقاتهم الداخلية والخارجية، ولَم يكن هذا ليتم لولا توفيق الله- عز وجل- ثم وجود مدرسة نموذجية في التعامل مع هذه الظاهرة العالمية الخطيرة، يقف خلف هذا الجهد والعمل الدؤوب ويتابعه خطوة خطوة رجل الأمن الشجاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ويتعاطى معه يومياً على أرض الواقع، وبشكل احترافي متميز شهد له الكل «رجال المباحث والاستخبارات» الذين يتمتعون بالفطنة والذكاء والحرص والدهاء، فضلاً عن الكمّ المعرفي والدراية الحقيقية بالأفكار والجماعات والخلايا السرية والتحركات المشبوهة التي مكنتهم- بحمد الله وتوفيقه- من تسجيل سبق عالمي في اكتشاف الجريمة قبل وقوعها، وقيام رجال أمننا البواسل بعمليات استباقية خطرة، سواء أكانت الجرائم الإرهابية - محل الحديث - ميدانية أم إلكترونية، نائمة كانت أو نشطة.
ولذا فإن تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ميدالية «جورج تينت» التي تمنحها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مكافحة الإرهاب لا تعدو أن تكون تأكيداً وتقديرًا وتكريماً من جهة عالمية معروفة لما نعايشه ويعرفه العالم بأسره من أهمية عالمية للمملكة العربية السعودية في المجال الأمني الذي يأتي تنفيذاً لتوجيهات قائدنا ذي العزم والحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد ورجال أمننا الأبطال الذين يعملون ليل نهار لكشف الخلايا الإرهابية المتخفية التي تريد بِنَا سوءاً.
حفظ الله بلادنا الغالية، ووقانا شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.