في كل مرحلة من مراحل الحياة، يطمح كل إنسان أن يكون مميزاً وناجحاً، ولكن يظل عند الكثيرين مجرد أمنية قد لا يستشعر السبل التي تأخذه إلى الإنجاز المثالي والمطلوب، ولو قرأنا في سِير الناجحين لعرفنا سر النجاح الذي بدأ بعملية مدروسة وهدف واضح ومن ثم ساروا عليه ووظّفوا كل الإمكانات والطاقات لتحقيق ذلك الهدف، وعلى مستوى أكبر فنلاحظ أيضاً نجاح دول ومجتمعات، حيث لم يأتِ ذلك النجاح إلا من خلال الخطط الجيدة، وهذا الأمر بالغ الأهمية لتحقيق حياة كريمة ومريحة، فالراحة والرفاهية لن تتحقق بدون التخطيط الجيد، ولا نغفل تميز مجتمعنا في مجالات عدة، ونجاحه في جوانب مختلفة، إلا أننا نطمح إلى المزيد والمزيد، فهناك مجتمعات تجاوزتنا شكلاً ومضموناً، بعضها أقل منا إمكانات وثروات؛ سواء بشرية أو مادية. دبي مثلاً وبحكم التقارب البيئي والمناخي نجحت سياحياً، وتعتبر مقصداً وهدفاً للسياح على مستوى العالم، ويجد الزائر لها عناصر جذب سياحي صيفاً وشتاء، فعندما يتم تحويل مراكز التسوق مثلاً ودمجها مع متطلبات الترفيه التي تنشدها العائلة وتقدم لهم برامج عدة داخل الأسواق، مثل صالات تزلج، سينما، متاحف، عروض... الخ، فهذا أمر أرى عدم صعوبة تطبيقه داخل مجتمعنا.
لذلك ما الذي يمنع من البحث عن مفاتيح السر لما تحقق في بعض الدول من نجاحات في هذا الجانب ليتم تطبيقه في بلدنا، حيث المواقع السياحية والمساحات الشاسعة والمواقع التاريخية والأثرية والتنوع الثقافي والبيئي والتضاريس والشواطئ الممتدة على الساحلين الشرقي والغربي بما يحملانه من موروثات تاريخية وخصوصية لكل منهما، مع التنوع الفني والثقافي والألوان الفلكلورية التي تتميز بها كل منطقة من مناطق المملكة، فكلها مجتمعة تعتبر بمثابة نقاط وعناصر لا بد من توظيفها وإعادة تنظيمها واستثمارها بشكل مؤسسي، بذلك حتماً سنحافظ على الأقل على الهدر المالي الكبير الذي يذهب كل سنة مع السائح، مع يقيني بأن هذه النقاط حاضرة في ذهنية الجهات ذات العلاقة، وهو ما كشف عنه سمو الأمير محمد بن سلمان، وعن كثير من الآمال والطموحات في هذا الجانب، ولذلك يبقى دور هيئة السياحة وهيئة الترفيه وأمانات وبلديات المناطق مهماً لتحقيق هذه الجزئية الحيوية من رؤية المملكة 2030، من خلال التخطيط الجيد واستغلال نقاط القوة العديدة التي تتمتع بها المملكة وتتميز بها عن كثير من دول العالم.