الجزيرة - تواصل:
في أمسية ناقشت استمرارية الإعلام الورقي في زمن سيطرة وسائل الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي استضافت اثنينية الذييب الأسبوع الماضي الأستاذ حمد القاضي، الصحفي والإعلامي وعضو مجلس الشورى الأسبق، أو الوراق كما يحلو له أن يلقَّب. وقد دارت الأمسية في حديث شيق للكاتب الكبير حمد القاضي حول مدى عشقه للثقافة المكتوبة والمطبوعة بين دفات الكتب، رغم إدراكه لارتباط القارئ الحالي بالأجهزة الإلكترونية والمواقع الإلكترونية.
وبدأ اللقاء بمقدمة من الصحفي والاستشاري الإعلامي صالح المسلم، الذي أدار اللقاء حول ما وصل إليه الإعلام، ليس في العالم العربي فقط وإنما في العالم أجمع، منتهيًا بسؤال لضيف الاثنينية مفاده: هل استطعنا أن نتخلى عن الجريدة الورقية كلية ونعتمد على الإعلام الإلكتروني؟..
واستهل الأستاذ حمد القاضي حديثه بالإجابة عن السؤال بأن هذا التساؤل يبدو أنه أزلي؛ فهو مثار منذ زمن كبير، ويرى أنه سيستمر طويلاً. يقول القاضي: «أعتقد أن هذه الجدلية ستستمر كثيرًا من الوقت. وأرى أنها مسألة أريحية لا أكثر. فمثلما أن هناك أشخاصًا أصبحوا يفضلون القراءة بأنواعها من خلال الأجهزة الإلكترونية لا يزال هناك نصيب كبير من القراء يفضلون القراءة من الكتب والصحف المطبوعة، ولا يرغبون عنها بديلاً». ويستطرد القاضي بقوله: «هناك دليلٌ على أن الكتاب لا يزال يحتفظ بمكانته لدى المثقفين من مختلف الأجيال». مؤكدًا أن مبيعات الكتب لا تزال ترتفع، وأن معارض الكتاب لا تزال تقام حول العالم، وتحقق نسبة كبيرة من الإقبال.
ويرى القاضي أن الأمر يتعلق بالعاطفة التي تنشأ بين القارئ والكتاب الذي بين يديه، إلا أن الأهم من العاطفة هو وصول المعلومة وزيادة التثقف وارتفاع أعداد المثقفين والقراء، سواء كان الكتاب المطبوع هو مصدر هذه الثقافة، أو كان الجهاز اللوحي، أو حتى الجوال. كما أكد أن البعض يرى أن هناك علاقة تكاملية بين الكتاب والجهاز الإلكتروني؛ فلا غنى لأحدهما عن الآخر؛ إذ لا يمكن لأحد أن يغفل الإيقاع السريع للحياة التي نعيشها الآن؛ وعليه فإن الحصول على المعلومة في حينها أصبح من ضروريات الحياة، وهو ما لا يسعفه الكتاب الورقي أو الصحيفة المطبوعة.
من جانبه، أكد الأستاذ عبدالعزيز الخريجي، رئيس صحيفة سبق الإلكترونية، في مداخلة له أن الصحف الورقية باقية ومستمرة.. والأمر ما هو إلا مراحل للانتشار. وأضاف: «في وقت مضى كانت الصحف الورقية الأكثر انتشارًا، ولكن الآن نعيش مرحلة الصحف الإلكترونية التي تعمل جنبًا إلى جنب مع الصحف الورقية». مشددًا على أن التقرير التثقيفي أو الخبر الصحفي لا بد أن يستند إلى معلومة موثقة.
وقد شهد اللقاء حضور عدد من الشخصيات الإعلامية والفنية، من بينهم شاعر المليون الأستاذ زياد بن حجاب بن نحيت، الذي أمتع الحضور بعدد من قصائده الشعرية.
وفي نهاية الأمسية تقدم الأستاذ حمود الذييب بالشكر لضيف الاثنينية على تلبيته الدعوة، والمحاضرة الشيقة التي استمتع بها ضيوف الاثنينية.. كما سلمه درعًا تكريمية مقدمة من اثنينية الذييب تقديرًا لشخصه الكريم.