«الجزيرة» - عبدالمحسن المطيري:
الاعتقاد السائد أن عالمنا العربي مع بعض الدول الأخرى هي المتخصصة في المنع والرقابة والتشدد في الأفلام، لكن التاريخ يرى غير ذلك، حيث نجد دول غربية بعضها تحكمها أسس حرية التعبير ومع ذلك واجهت بعض الأفلام منع لأسباب وحجج مختلفة، الأسباب تختلف من أسباب قانونية، أو كونها مثيرة للجدل. في هذا الموضوع سنتعرّف على أهم الأفلام التي تم منع عرضها في الغرب خلال العقود الماضية.
تم منع فيلم «مولد أمة» في بعض المدن الأمريكية في السنوات، نظراً للعنصرية التي احتواها مضمون الفيلم، بالإضافة لكونه يحتفي بجامعة KKK المحظورة في الولايات المتحدة والمعروفة بتبنيها موقفاً عنصرياً ضد الأعراق الأخرى خصوصاً الأعراق ذات الأصول الإفريقية، والفيلم تم عرضه في البيت الأبيض خلال عام 1915م أثناء إطلاقه، لسبب حسب ما يرى البيت الأبيض في ذلك الوقت أهمية المضمون الذي يسرد تاريخ الحرب الأهلية الأمريكية.
كذلك تم منع فيلم «Birth Control» بسبب قضيته الحساسة، التي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا في الولايات المتحدة وهي الإجهاض وحبوب منع الحمل، وقد واجه الفيلم التعليمي عدداً من القضايا التي رفعت ضده، والمثير للانتباه أن أهم القضايا كانت في مدينة نيويورك، وكان رأي المحكمة في ذلك الوقت أن الفيلم يمكن إطلاقه ولكن مع الرقابة الشديدة والتخلص من بعض المشاهد. وأيضاً تسبب العنف الزائد الذي حمله فيلم «وجه ذو الندبة scarface» جعله من الممكن أن يواجه منعاً من قبل الرقابة التي أنشأت في ذلك الوقت من قبل استوديوهات هوليود وتعرف بما يسمى «هانز كود» وهو جهة إشرافية ورقابية لها شروطها لإطلاق أي فيلم وتمنع بالغالب أفلاماً ذات لغة بذيئة أو عنف بشكل مبالغ فيه، يذكر أن الفيلم أعيد إنتاجه في الثمانينيات على يد المخرج المثير للجدل إلفير ستون ومن بطولة الإيطالي الأصل آل بتشينو بشكل أكثر عنفاً وتطرفاً، وحتى إثارة للجدل.
في وطننا العربي منعت لبنان، والتي تعتبر مع تونس من أكثر الدول العربية انفتاحاً، فيلم «Help» وهو يتناول حياة تسوّل الأطفال وكذلك بشكل جريء، حياة الليل ومعاناة بنات الهوى وكذلك هو الأمر الذي ربما كان خارج المعتاد تناول الفيلم قضية حياة الليل في المجتمع، الأمر الذي جعل الرقابة اللبنانية تعترض على عرض الفيلم والسبب: مشاهد اعتبرتها الرقابة اللبنانية «جريئة» كما نقل ذلك موقع مراقبون المهتم في شؤون الرقابة والحرية الإعلامية والفنية.
منع الفيلم لقي اعتراضاً كبيراً من النقاد، وكذلك صانعوا الفيلم، حيث صرح مخرج الفيلم بقوله «لا نعرف بعد السبب الحقيقي خلف هذا القرار، فلم يصدر أي بيان، جلّ ما أعرفه أن مدير الأمن العام تغيّر وأن خلفه هو من سحب إجازة العرض.
من المعيب أن يرتبط القرار بشخص واحد رغم وجود قوانين ينبغي تطبيقها، يتحججون بمشهد ساخن في الفيلم لسحب الإجازة، لو كان الفيلم عن عمال التنظيفات، لرأينا مكبًّا للنفايات، فيلم «Help» يتحدث عن مومس، من الطبيعي إذًا أن يتضمن مشهد جريء».
وسبق أيضاً أن سبب فيلم «Beirut Hotel» حالة من الجدل ما جعل الأمن اللبناني يصدر قراراً بمنع الفيلم، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات كبيرة في الشارع اللبناني حسب ما وصفه موقع النهار، وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال نشطاء على الفيسبوك أطلقوا حملات تندد بالقرار متضامين مع المخرجة التي إعلن في صفحتها على الفيسبوك منع عرض الفيلم من قبل السلطات اللبنانية، لسبب حسب ما يرونه أن الفيلم قد يعرض الأمن في لبنان للخطر.